منحت شبكات التواصل الاجتماعي ومنها «تويتر»، المرأة العربية وخصوصاً الخليجية فرصةً لم تتح لها سابقاً في التعبير عن نفسها، والخروج للعلن بما أخفته في صدرها لعقود، وحجره عليها مجتمعها، الذي أراد لصورتها النمطية أن تكون زوجة «سي السيد» أو ست البيت التي ليس مطلوباً منها أن تتكلم أو تعبر، بل عليها أن تنجب وتطبخ وتنفخ وتربي وتغسل! الطاقة الكامنة في داخلها فجرتها الرغبة في أن تحتل ما استحق لها في الأساس، لكن المجتمع والأعراف والتقاليد سلب تلك الطاقة منها، ومنعها بحجة أنها ناقصة العقل والدين، فهي العورة التي يجب أن تستر، وتُخفى عن الأعين، في مخالفةٍ واضحة لتعاليم ديننا الحنيف، الذي كفل لها الحقوق والواجبات كنظيرها في الإنسانية «الرجل». بصراحة، المرأة العربية مبدعة وخلاقة، ولديها إمكانيات ظلت مطوية ومكبوتة، كما أنها قادرة على أن تسترجع ما سُلب منها، ولكن إن استطاعت أن تجيد معنا – معشر الرجال – لعبة «البيضة والحجر»، وأن تداوينا بالتي كانت هي الداء. وذلك عبر التركيز أكثر على الأولويات والحقوق الأساسية، التي إن حصلت عليها، أصبحت الثانوية منها تحصيل حاصل ومكتسبة تلقائيا. حينها تكون قد وفرت طاقتها وجهدها، ولم تضع وقتها سدى في المطالبة بحقوق مفروضة، ولكن ركزت على المكتسبات التي تمنحها المجال أن تثبت مكانها كداعم للمجتمع وركيزة صلبة لتطوره دون أن ينقص ذلك من واقع أنها خلقت لتكون لنا الأنثى.