الإفراط في المشاعر كالتفريط عاقبته وخيمة على الفرد ومن حوله . شخص يوغل في ذاته فيخرج من منطقة الحب وهي الأمان التي ينبغي أن تكون ويكون ليسافر إلى أبعاد سحيقة في داخله ، وادراك عميقة في نفسه ، محاولا أن يكرس نفسه لنفسه فقط ، فتصبح تجاربه هي المقياس (...)
غيمة ندية بالمشاعر الصادقة حملت إليّ صوته الدافئ عبر المدى، كان آخر لقائي به قبل أكثر من عشرين عامًا عندما كنا نغزل أحلامنا البكر لما نريد ونأمل.
ألفيته وألفته في كل اتصال كما هو لم يتغير إلا إلى الأحسن بقيت إنسانيته كما هي وبقيت طباعه تحن للماضي (...)
القراءة هي ردة الفعل الأولى التي تقابل فعل الكتابة، وهي عند البعض سيرورة حياة، بمعنى أنها الفعل الذي مهما تقادم فإنه يظل تلك الحاجة الماسة والأداة الفاعلة التي تقدح زناد الفكر، ليستجيب العقل بدوره ليعمل ولينير ويستنير.
والمبدع هو الفاعل الذي يقف (...)
في عالم الكتابة والإبداع الفني، يظل الرقيب سلطة على النص، قد يصادره وقد يصدره، وقد يجتزئه، وفي كل تلك الحالات تكون المرارة عند المبدع حاضرة عندما يكتشف أن جزءًا من نصه أو كله قد صار مفقودًا بفعل فاعل لا يمكن مراجعته ولا سؤاله.
النص المفقود قد يكون (...)
العنوان بعاليه ليس هذرًا ولا هدرًا ولا محاولة لاستعراض مهارات لغوية أو تقعر في الكلام كما يفعل الإنشائيون عندما يحاولون ملء المشهد بغثهم وغثائهم.
هو محاولة لإعادة تعريف الواقع الثقافي والحياتي من خلال بعض المصطلحات الأدبية المشهورة ومنها التناص (...)
يسأله جليسه متهكمًا: هل حققت ما تصبو إليه؟، هل وصلت إلى ما كنت ترومه وتتمناه؟، ثم يعود مستدركًا في محاولة لتلطيف سؤاله فيقول: أنت تملك من الإمكانات والقدرات ما يجعلك في وضع أفضل وأحسن.
ران صمت ثقيل على الخضرة والماء وغاب الوجه الحسن الذي اختزلته (...)
المثقف العرب إنسانٌ مثل سائر خلق الله، يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، ويهذي في مجموعات «واتس آب»، المثقف العربي تتغشاه المثالية فينحو إلى الصرامة في «تويتر»، فيجعل نفسه آية عظمى في توزيع الاتهامات والكنى والألقاب، يعشق النساء في مواقع التواصل (...)
كانا يسيران على مهل، فجأة خرج فضولي ثقيل كعادة أهل هذه الصنعة وأربابها، سألهما إلى أين المسير؟، إلى الحديقة، كان ذلك جواب أحدهما، الفضولي: رقم عشرة يسير إلى الحديقة، في محاولة للمز أحدهما كونه الأقصر قامة، يتصدى القصير للفضول وصاحبه قائلا: شكرًا لك (...)
في عالم الجودة وشؤونها وشجونها، إذا أردت أن تحسن إنتاجيتك فعليك أن تقيسها من خلال منظومة أكثر تطورًا ودقة، لتعرف أين أنت ومتى تصل؟، هذا ما يعرف أو يسمى بالإنجليزية Benchmarking قبل عدة أيام طُلب مني سيرة ذاتية، تعكس وتجسد مسيرتي المهنية والثقافية، (...)
كانت التوابل بالنسبة للأوروبيين وللعالم أجمع في العصور الوسطى سلعة استراتيجية مهمة، وكانت الهند بلدها الأصلي، وكانت تجارتها مزدهرة ومربحة ومثمرة. ويقال إن أحد الأسباب التي دعت الأوروبيين لخوض غمار البحر، واكتشاف الممرات، هو الوصول إلى بلاد التوابل (...)
بيان عاجل ومنتظر، يُعلن فيه عن دخول شهر رمضان المبارك وتحقق رؤية هلاله، ما أن يعلن المذياع هذا الخبر ، حتى تعم الفرحة أطفال قريتنا العتيقة (مصاولي) ، رشقات من الرصاص تطلق في الهواء ابتهالا وترحيبًا وفرحة وإعلانا بقدوم هذا الشهر الكريم.
كنا نعلم - (...)
في المسلسلات الخليجية وبعض المسلسلات العربية، يُصاب المتابع بتلوث بصري فظيع، فبعد رداءة القصة والحبكة الدرامية وما يتبعهما من مستلزمات ومتلازمات ذلك الإخفاق الذي يُسمى بالفن تجاوزًا، تأتيك أشكال نسائية غريبة عجيبة.
بالنسبة لي لا أحرص على متابعة (...)
الإبهام عند القارئ الشغوف بالمعرفة لؤم أيًّا كانت مصادره، فهو أسلوب نقص عند القادرين على الكمال، والكمال هنا هو الإفهام.
كما أن الإبهام لا يقتصر على الكتابة وفنونها، فقد تجد مثقفًا منعزلا أو معزولا يمارس الإبهام، إما من خلال تقعره في الكلام أو تعقبه (...)
التصنيف وفق استخداماته المثلى هو محاولة لتعريف الأشياء وتقسيمها في مجموعات وفق خصائصها المادية والمعنوية، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: (وجعلناكم شُعوبًا وقبائل لتعارفوا)، فالأجناس والأعراق وما ينبثق عنها ومنها من أعراف وتقاليد وطباع (...)
يبدو أننا في عصر الكتابة المتحررة من ضوابط الجمال وقواعد الالتزام، الجميع يكتب، ويحتسب الأجر!، الكتابة لم تعد حكرًا على المبدعين والمؤهلين فالجميع يرى في نتاجه الكتابي مصدرًا من مصادر العلم والتعلم، مصدرًا يُعتد به عند الحديث عن المرحلة وظروفها (...)
وجهان لعملة واحدة، هي الجمال، غطاؤها الحياء، ومصرفها العفة والنقاء.
تلك عملة نادرة، في زمن رخص فيه الحسن بعد أن دنّسته الغواية وصورها المتمثّلة في الغواني وأشباههن اللائي يغرهن الثناء.
كن فيما مضى يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به، واليوم هم الصرعى، (...)
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بلقطة تظهر هدفًا إعجازيًا سجله لاعب النادي الأهلي عمر السومة على غريمه التقليدي نادي الاتحاد، الهدف كان من خلال لمستين أخيرتين من اللاعب بعدها أرسل الكرة مستعينًا بخريطته الذهنية -كون ظهره هو الذي كان مواجهًا للمرمى - (...)
1 - عصيان لغوي أعلنته حروف العلة، فهي ترى أن الحروف العربية الأخرى تمارس ضدها تمييزًا نحويًا متطرفًا، فكل فعل تضمنها فهو معتل، والعلة تعني المرض، والأخير صفة مذمومة عند العرب والعجم وعند أهل اللغة والحل والعقد والربط.
2 - حروف العلة تطلب المساواة (...)
ليس من المحظوظين دائمًا لحضور المناسبات الإدارية، فهو مغمور على مستوى الحضور والحظوظ، فعلاقاته محدودة، ومحصورة في إطار العمل، لا يملك حديقة خلفية من الحلفاء أو الزملاء ليكونوا الرافد الذي يردفه ويدفعه ويؤازره عند الملمات، ولا يوجد عنده تحالفات أو (...)
عند الحديث عن الثقافة في العالم العربي، يجب أن نستدعي الحقيقة الجلية المؤلمة وهي أن الهوة بين العمل الثقافي وشواهده وشخوصه وبين الإنسان العربي ما زالت كبيرة جداً، ووسائل التواصل الاجتماعي بغثها وسمينها، زادت من هذه الفجوة، وهذا ما جعل مشاريعنا (...)
صنع المسلمون حضارة غير مسبوقة في الأندلس، البعض يراها حقا حصريا للعرب والمسلمين، والبعض يراها نتاجا للتجربة الإنسانية وما يتخللها من تلاقحات حضارية تجمع المتناقضات وتصل إلى مستوى مرتفع من الإنتاج الإنساني والمعرفي، البعض يراها صدفة، والبعض الآخر (...)
في عام 1984، كسر ماجد عبدالله (طقم الصين كله)، وسجل هدفاً إعجازياً ما زال خالداً في أذهان كل الأجيال.
فالهدف كان عبارة عن زحف ماجدي تخطى بعزيمته السعودية سور الصين وحراسه وقلاعه، وقبل أن يطعن طعنته النجلاء رمق الحارس بعينيه، فأحاله إلى اتجاه، ومضت (...)
كتب أستاذنا الدكتور إبراهيم التركي مقالاً فلسفيًّا جميلاً عن الظل، وكان عنوانه: الظل هامش أم متن؟
وكعادته عندما يكتب فهو يمارس عزفًا منفردًا، يتماهى الكثيرون حوله حضورًا، قد يتفقون ويختلفون.
ما يميز نتاجه الكتابي أنه يظل مرجعًا، يألفه ويأنس به كل من (...)