1 - عصيان لغوي أعلنته حروف العلة، فهي ترى أن الحروف العربية الأخرى تمارس ضدها تمييزًا نحويًا متطرفًا، فكل فعل تضمنها فهو معتل، والعلة تعني المرض، والأخير صفة مذمومة عند العرب والعجم وعند أهل اللغة والحل والعقد والربط. 2 - حروف العلة تطلب المساواة وترى في ذلك تمييزًا لغويًا، يقصيها ويجعلها أسيرة لأحكام لغوية متعنصرة متطرفة ترفضها وتجعلها في موضع النشاز والبغض. 3 - الثمانية والعشرون حرفًا والتي تمثل اللسان العربي المبين، تعتزم عقد قمتها الدورية وتضع حروف العلة وإشكالاتها ضمن أجندتها القادمة، وترى أن الأمن اللغوي العربي، هم مشترك، ومطلب للجميع. 4 - حرف الضاد الأمين العام لمجلس الحروف العربية، يجتمع بالأعضاء ويحاول أن يقرب وجهات نظرهم حيال النقاشات المزمع تنفيذها، علّة يصل إلى صياغة لغوية للبيان المشترك الختامي الذي سيعلنه في القمة المراد عقدها. 5 - القمة اللغوية يكتمل نصابها ويحضر الجميع ويبدأون في تدارس آلامهم وآمالهم وأوجاعهم. حرف الضاد، أعلن بداية الجلسة، ومن ثم أخذ كل حرف من الحروف يلقي كلمته، يعلن فيها تضامنه مع اللغة العربية وأنه جزء منها وأن اللسان العربي من أقصاه إلى أدناه هو أرضه وسماؤه. 6 - حروف العلة تطلب جلسة مغلقة، كون قضيتهم حساسة تتطلب سرية خالصة وخاصة. 7 - حرف الضاد يطلب التصويت على هذا المقترح الجميع موافق، عدا حرف القاف كعادته !. 8 - فجأة ترتفع الأصوات، ويتنابز الجميع بالكنى والألقاب، حرف يعير حرفًا آخر بأنه ساكن دائمًا، وحرف يفتخر أنه إلى الرفع أقرب وأكمل، وحرف يشتكي نصَبه ونصبه الدائمين، وحرف يتحسر على قوة شاعر غاشمة حرمته حقه في الحركة والإعراب. 9 - الرئيس يعلن رفع الجلسة، ويطلب من الجميع السكون لسماع البيان الختامي. 10 - يعلن المؤتمرون من أحرف العربية، كونهم أحرف لغة واحدة ذات رسالة خالدة، موافقتهم على اللاءات الثلاثة التي رشحت من هذا الاجتماع المبارك والتي أصبحت خارطة طريق لحل كل إشكال قائم وقاتم في لغتهم العربية. 11 - اللام الأولى: لا مشاحة في تفسير الظواهر الإعرابية كل حسب فهمه وذوقه واستطاعته. 12 - اللام الثانية: كل حرف يحرم عليه التعاطي مع أي حرف نشاز آخر إلا من خلال إجماع لغوي مسبق يخوله بذلك. 13 - اللام الثالثة، لا يحق لأي حرف عربي الاعتراف بأي حرف دخيل على اللغة ومفاهيمها وقواعدها دون الرجوع إلى المجلس. 14 - ترفع الجلسة بالسكون بدلا من الضمة، وتعقد القمة في ظرف مكان عربي آخر ترتضيه الحروف ويصبح مقرًا للغة العربية ومجمعها. 15 - حرف الضاد الأمين العام لمجلس جامعة اللغة العربية تسأله الصحافة عن حروف العلة ومآل شكواها؟، يجيب قائلا: لا علة في اللغة، وأحرفها متساوية أمام قواعدها، وماكان علة أصبح صحيحا وما كان صحيحا فقد ازداد صحة. 16 - البيان الختامي يوقعه الجميع عدا حرف القاف، المشهور بقلقه وقلقلته، فقد بقي سمته ورسمه، أما أثره فقد انتقل إلى لغة أعجمية مجاورة. ** **