التزايد المفْرط لحظوظ النفس وعدم التجرد من آفة الهوى أمر يقود في معظم الأحيان إلى التلبس بكل مامن شأنه الإجحاف بالرؤية المخالفة وخنقها بدل أن تتاح لها الفرصة لتشق الطريق وتأخذ مسارها الطبيعي كأحد المكونات لفضاء فقهي يتسم بتنوعٍ ينم عن تلك السعة التي (...)
إن قسر الآخرين على اختيارات فقهية تنحو منحى الأحوط والأشد رغم شرعية الخلاف فيها وسهولته وقرب مأخذه من جهة ورغم هذا الانفتاح البيئي وتلك التحولات الكبرى والحمولات الثقافية المكثفة من جهة أخرى أمر لا شك له إفرازاته السلبية البالغة الضرر فضلاً عن أنه (...)
2 - من مظاهرالمبالغة في المسائل الظنية ورفعها الى مستوى القطعية مانراه يتكرر كثيرا من صورهذاالتمحورالحاد حول قضايا اجتهادية يتم النفخ فيها والتنبيه الغالي عليها من خلال طرح تجييشي وعبرخطب ومحاضرات ومطويات وتغريدات وعلى نحولايفضي إلاإلى تقليص مساحات (...)
من الظواهر اللافتة التي تقود إلى الإقصاء الفقهي وهي جديرة بالتمعن والمساءلة, مساءلة منبعثة من المفاهيم التأويلية للتشريع هي طريقة التعاطي مع المسائل الظنية، حيث يشيع النظر إليها وكما لو كانت ذات حكم قطعي ومنحها ذات الرتبة، حيث يبدو التشريع المؤول (...)
الاندفاع اللامسؤول وعدم استصحاب منهجية التثبت كثيرا ماعرّض النسيج العام للتهتك وأغرق الوعي في جدليات التكفير والتلاسن وتبادل التهم؛إن عدم التثبت من جهة والاسترسال المفْرط وراء الشعور الوهمي بتملك الحقيقة المطلقة في القضايا ذات البعدالنسبي من جهة (...)
2- عدم التثبت وعدم تفعيل مبدأ «فتبينوا» فكثير من أشكال الإقصاء هي تعود في حقيقة الأمر إلى عدم التأني والتؤدة في استجلاء المواقف وعلى نحو يخنق الحقيقة ويظهرها على نحو مشوه الأمر الذي يجعلنا أمام حالة من سلوكات لا أخلاقية تتراجع بالوعي وتُفقده مقومات (...)
الانصاف كقيمة أخلاقية عليا وكأحد أبرز أخلاقيات الخلاف لابد أن تكون حاضرة وبكثافة لدى ذلك الفقيه الذي يتمتع بدرجة عالية من البناء المعرفي المتسق، حيث يتجسد لديه الانصاف لا كسلوك شعاراتي تفرضه أدبيات البراجماتية وإنما كواقع فعلي تتحول جراءه تلك (...)
ورغم أن عدنان ابراهيم يعتمد في طرحه على أسلوب تضليلي - تضليلي بكل ما تحمله هذه الكلمة من أبعاد الدلالة! - رغم كل هذا إلا أن هناك من الطيبين من معدومي المعرفة أو - في أحسن الاحوال!- من ذوي المعرفة الشرعية والتاريخية المتدنية ممن تلفهم البراءة (...)
يستمر عدنان ابراهيم في ممارسة هوايته المفضلة ومباشرة ألوان من هذا التطاول الإقصائي البائس والذي يستميت في تشويه رموز المعرفة والنيل من قامات ممتدة ورموز عظام وأئمة صدّرتهم الأمة وبوأتهم موقعا مرجعيا ومكانة اعتبارية أهلتهم للظفر بلقب «السلف الصالح» (...)
هذاالهاشتاق كان له حضور لافت في الأيام الماضية وبغض النظر عن مدى دقة هذا الوصف الهاشتاقي من عدمه، وبغض النظر عن هذا السلوك التمثيلي ل»ناصر القصبي»وهل هو يعتبر سخرية بالدين أم هو سخرية برجال الدين، بصرف النظر عن كل هذا إلا أنه من المؤكد أن القصبي وظف (...)
الخوارج من جهة والمرجئة من جهة أخرى كلاهما وجهان لعملة واحدة، القاسم المشترك الاكبر بينهما هو الانشقاق على الأسس الفكرية وممارسة قدر كبير من عمليات التزوير المعرفي التي لا تسيء الى منظومة المعرفة فحسب، بل وتسيء الى الدين ذاته، حيث يجري تحريفه وتشويه (...)
يبدأن الشعور بنقص الكينونة الأنثوية مع الجهل الحاد بدلالات الخطاب الشرعي، هو ما يدفع كثيرا من الأقلام النسوية إلى مهاجمة الخطاب الشرعي، والتطاول على محكماته النصية من جهة، ومن جهة أخرى إهانة الخطاب الفقهي وكيل التهم له والقول بتضخم ذكوريته مقابل (...)
الراصد لسياقات تشكل الخطاب العربي «المتعلمن» -والذي يفقد من العِلمية بقدر ما يدعيها!- يدرك أن الموروث الفلسفي الغربي كان له حضور نوعي مكثف في مجال توجيه هذا الوعي وبلورة قسماته، حتى ظهرت لنا في الساحة العربية أسماء فكرية أخذت على عاتقها التسويق لهذا (...)
هذا الطرح المأزوم تجاه النص أو «النص المؤسس» على حد تعبير (محمد اركون) كبيرهم الذي علمهم الافتئات على النص هذا الطرح المأزوم يفْرق من النصوص، يخشى مكاشفتها، فضلا عن أن يتعاطى معها انطلاقا من أولوية الخضوع التام والتسليم المطلق والانصياع الإذعاني (...)
أعداء النص من رموز القراءة الحداثية للتراث والمتكئين على دراسات استشراقية مصوغة بمناهج فيلولوجية كما في اطروحات داعيتها النموذجي وعرابها الأبرز (رينان) هؤلاء تتلبسهم مشاعر كراهية حادة ضد النص، لذا فهم لا يألون جهداً في سبيل تقزيم النص ومحاربته حربا (...)
أحيانا ينشط هذا الخطاب الذي يصف نفسه بالعقلانية، ويتم استهلاكه على أكثر من صعيد، ويكسب مزيدا من الأتباع في مشهد لم نمض بعد إلى تنقيته وتخليصه من محفزات الانحدار، التي حينما تجتاح مفاصل الذهنية العامة فإنها لا ترهقها وتنقصها من أطرافها فحسب، بل (...)
الطرح العقلاني يبالغ كثيراً في الاحتفاء بالعقل وإعلاء مستوى معياريته وتكرار كلمة عقل وعقلانية وتعقل وكافة تصريفات هذه المفردة حتى ليخيل للقارئ البسيط حينما يسمع ذلك الصخب ويرى تلك الجلبة أن لهم من العقل أوفر الحظ والنصيب مع أنهم عند التحقيق وإذا (...)
على مدار تاريخ المسيرة الاسلامية الممتدة لعبت خطبة الجمعة دوراً حيويا ومؤثراً وحاسما في منظومات التغيير العام على صعيد الفكر والعلم والدين والسياسة والاقتصاد والاجتماع.
فعبر هذا المنبر التوعوي الفاعل والذي بات ولا يزال احد ابرز معالم المجتمع المسلم (...)
نحن فى هذا العصر الرقمي وفي زمن الفضائيات وضغوط العولمة التي أزالت السدود واخترقت الحواجز ومحت حدود الجغرافيا، وجد الشاب نفسه أحياناً أمام أسئلة ذات طابع وجودي فلسفي، تتمحور حول كثير من مفردات الوجود والعدم.
تلك الاسئلة قد تتراكم وعلى نحو خطيّ (...)
نحن في هذا العصر الرقمي، وفي زمن الفضائيات وضغوط العولمة وإفرازاتها الثقافية، والتي أزالت السدود واخترقت الحواجز ومحت حدود الجغرافيا، وجد الشاب نفسه أحياناً أمام أسئلة ذات طابع وجودي فلسفي تتمحور حول كثير من مفردات الوجود والعدم تلك الأسئلة قد (...)
صرف جزءا كبيرا من خطبه المنبرية وبرامجه المتلفزة؛ للالتفاف على الحقيقة وتشويه الوعي بالتاريخ، والتشكيك بمصداقية الكثير من النصوص إما من حيث التشكيك في الثبوت، أو من حيث اختزال البعد الدلالي، أو من ناحية عزل الفكرة عن تشكيلها الخطابي، أو من خلال (...)
المثقف النزيه الذي يتمتع بدرجة كبيرة من الاستقلالية هو بطبيعته يعتمد مبدأ النقد الموضوعي، ولذا فهو يمضي بعيدا في تسليط الأضواء على كافة حالات الزغل ومظاهر الانحراف في الحياة العامة، سواء على مستوى الافكار والمفاهيم، او على صعيد السلوكيات (...)
الراصد للساحة الفكرية سواء في الاعلام التقليدي أو في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الجديد، يروعه كمية هذا الغثاء الفكري المتراكم الذي بالغ في مناكفة المسلمات، والشغب على الثوابت ومحاولة محوحضورها الكاريزمي المهيمن على مفاصل الوعي (...)
يبدو أن مقولة «الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية» هي من اكثر المقولات خداعا وتضليلا، أو على الأقل هكذا يراد لها في بعض السياقات!، إذ الواقع يؤكد سقوط تلك المقولة، وبالتالي تغييبها وبشكل متعمد عن الفعل في كافة أرجاء المشهد.
لا نكل ولا نمل من ترديد (...)
معالي الوزير الدكتور «توفيق الربيعة» لم يحظ بهذا الامتداد الجماهيري؛ لأنه قام بجهد استثنائي أو بأداء وزاري خارق، وإنما كل الذي عمله هو أنه استشعر المسؤولية، وقام بالواجب، فوظف صلاحياته الرسمية ونفوذه الوظيفي على نحو يضيق من دوائر الفساد، ويعرقل نموه (...)