بيروت! ويحك! أين السحر والطيب؟ =و أين سحر على الشطآن مسكوب؟
و أين رحلتنا و الوجد مركبنا؟ =و البحر أفق من الأحلام منصوب؟
و أنت مترعة النهدين مترفة =دنياك وعد بشوق الوصل مخصوب
في مقلتيك من الأهواء أعنفها =وفي شفاهك إيماء و ترحيب
وفي يميني ورود جئت (...)
جميع المطارات عندي سواء
جميع الفنادق عندي سواء
وكل ارتحال قبيل الشروق
وبعد المساء
سواء
وكل الوجوه
تطاردني عند كل وداع
تلاحقني عند كل لقاء
سواء
ففيم العناء؟
* * *
أفيق مع الفجر
أشرب شاي الصباح
أسير إلى عنابة الأمس واليوم
حيث تسيل (...)
كأنك أنتِ الرياض
بأبعادها بانسكاب الصحاري
على قدميها
وماتنقش الريحُ في وجنتيها
وترحيبها بالغريب الجريح
على شاطئيْها
وطعم الغبار على شفتيها
* * *
أحبك حبي عيون الرياض
يغالب فيها الحنينُ الحياء
أحبك حبي جبين الرياض
تظل (...)
** غازي القصيبي ذلك المفتون بصناعة "الجميل" الذي أتى إلى عالم الابداع فأعطاه مزيداً من البهاء والدخول الى عوالم الدهشة والاندهاش انه علامة في هذا "السرى" المحاط بكل المبدعين الذين يصرون على أن يكونوا فوق كل الباسقات، يعطون من ذواتهم ذوبها ومن نفوسهم (...)
** عندما أقرأ غازي القصيبي أشعر أن قلبي يقول لي : "ها أنت أمام مدخل مدينة المجددين" .. هكذا قال عنه الأديب الراحل عبد الله بن محمد الطائي ذات يوم، فهو ذلك الشاعر الذي أدخلنا مدينة اللؤلؤ وبحث عن راية للدخول في معركة البناء . وهو الذي خاطب ابنته يارا (...)
يظل الشاعر فيه صادقاً وهو يغوص في قضايا أمته إنه ذلك "اللاهب" لمشاعر "امته" بهذا التدفق من نهر الكلمات الدامية، خصوصاً عندما يقف على تلك الجراح النازفة، فيصرخ كالملدوغ من عقرب الزمن فيدبغ مكان اللدغة كثيراً من "الملح" ليطهره من بقايا سمه المدلوق في (...)
بين «حلم» يرسم وطنا و«صحو» يرسم منفى، يرصد الشاعر الكبير الدكتور غازي القصيبي حالتين متداخلتين للحظتين شعريتين تتقاسمان الماضي والحاضر يوشك فيهما أن يكون يومه حلما يستعيد من خلاله ماضيه، ويوشك ماضيه أن يصبح وطنا يلوذ به من هجير الحاضر.تجربة شعرية (...)
وكيف أسافر عنكِ؟
وكل الدروب تقود إليكِ..
وتبدأ منكِ..
وكل الثواني.. وكل الدقائق..
كل الليالي.. وكل الأسابيع..
كل الشهور.. وكل العصور..
تحدث عنكِ..
وكل الشواطئ .. وكل البحيرات
كل المطارات تعرض عني
وتسأل عنكِ..
ويعبس في وجهي البحر..
حين (...)
وقلتِ لي: السحر في البحر والليل والبدرِ
في الكائنات المدمأة بالعشق
تحلم أن تتضاعف وهي تحبّ
وتكبر وهي تحب
وتولد في الفجر
قلت لي: السحر في الوتر
المتنفّس شوقاً وشعراً
وقلتِ .. وقلت..
وأرسلتُ روحي تعبر هذا الفضاء
المرصع باللانهاية .. تسأل ما (...)