يظل الشاعر فيه صادقاً وهو يغوص في قضايا أمته إنه ذلك "اللاهب" لمشاعر "امته" بهذا التدفق من نهر الكلمات الدامية، خصوصاً عندما يقف على تلك الجراح النازفة، فيصرخ كالملدوغ من عقرب الزمن فيدبغ مكان اللدغة كثيراً من "الملح" ليطهره من بقايا سمه المدلوق في الأوردة.إنه شاعرنا الفذ غازي القصيبي الذي راح يناشد "أمته" التي تواجه "الموت" ويصرخ بأعلى صوته: يادمية الغاصبين الغزاة لعنت - 1 - يقولون: إنك مت يقولون: إن غسلت.. كفنت ثم دفنت يقولون: هذا ضريحك دنسه الفاجران الرخيصان ما قمت ما ثرت يا دمية الغاصبين الغزاة لعنت! -2- سلام! على قاتل الغيد و الأبرياء السلام! على بائع الأرض و الكبرياء السلام! و بوركتما تصنعان السلام و بوركتما تنثران الحضارة في مربع الجهل تبتسمان و تعتنقان و ترتجلان ألذ الكلام سلام! -3- وداعا.. وداعا فهذا هو القدس ضعنا و ضاعا وداعا.. وداعا فها هي ذي ضفة النهر في يدهم أمة إشتروها و باعا وداعا.. وداعا فهذا تراب فلسطين يقطر دمعا و يندى التياعا -4- و يا شعراء العروبة لا تنشدوا بعد - في هند شعرا بنات اليهود أرق دلالاً و أعمق سحرا و راشيل افتك نهدا و أقتل خصرا و ليلى الغبية لا تحسن الرقص جاهلة هي كالبهم راجيل أصبح وجها و أشبق عطرا أغني لراشيل.. راشيل أحلى و تسقط هند و ليلى و يسقط كل رعاة الغنم -5- يقولون: أنت انهزمت يقولون: إن فقيرك أثخنه البؤس كيف يطيق فقير كفاحا؟ يقولون: إن ثريك أفسده المال كيف يهز غني سلاحا؟ -6- يقولون.. لكنهم يكذبون و أعرف.. أعرف ما يجهلون أحسك في.. كأن دمائي رادار نبضك.. أبصر ما يختفي خلف صمتك.. أواه لو تبصرون و سوف تقومين.. سوف تقومين.. سوف تقومين تبقين أنت.. و هم يذهبون -7- تموتين؟! كيف؟! و منك محمد و فيك الكتاب الذي نور الكون بالحق حتى تورد و طارق منك.. و منك المثنى.. و أنت المهند تموتين؟! كيف؟! و انت من الدهر أخلد!