وكيف أسافر عنكِ؟ وكل الدروب تقود إليكِ.. وتبدأ منكِ.. وكل الثواني.. وكل الدقائق.. كل الليالي.. وكل الأسابيع.. كل الشهور.. وكل العصور.. تحدث عنكِ.. وكل الشواطئ .. وكل البحيرات كل المطارات تعرض عني وتسأل عنكِ.. ويعبس في وجهي البحر.. حين يراني بدونكِ.. يعبث في وجهي البر.. حين يراني بدونكِ.. واعجباً.. كيف أمشي وحيداً وأحمل عار رحيلي عنكِ وكيف أسافر عنك..؟! وكل الحسان صدى شاحب باهت اللون.. تعكسه الشمس منكِ وكل أغاني كالحنين بكل اللغات كلام قديم.. قديم أنا كنت حمّلته الشعر من قبل عنكِ وأنتِ .. هنا.. كل حلم يزور مع الصحو.. أو في النعاس.. تولد منكِ وعبر ازدحام الفنادق خلف زجاج الحوانيت في كل سطر أراك كأن جميع السطور بكل الجرائد عنكِ وفي الصبح تنزلقين مع الضوء وفي الليل تختبئين مع الظل هل كان يعلم الصبح والليل ما كان مني ومنكِ.. وأذكر وجهك حين تسيل السماء فهل عرف الغيث أني ظمئت وأن غديري ينبع منكِ وأدري.. وتدرين.. أن قصيدة عمري.. عنكِ.. ومنكِ!!