إن اتفقنا على أن من أهم الأهداف التي يجب أن تتوخاها أية محاولة لإصلاح نظم التربية والتعليم في العالم العربي هو أن يسترد شباب أمتنا احترامهم لتراثهم الفكري، والرغبة في الاستزادة من الاطلاع عليه، والقدرة على النظر فيه، فالأجدى أن نبدأ بالاعتراف بأن (...)
كتب الرحالة الفرنسي فولني VOLNEY العام 1788، وهو يتحدث عن احتمالات غزو فرنسا لمصر، "إن فتحها سيستدعي خوضنا ثلاث حروب: الأولى ضد انكلترا، والثانية ضد الباب العالي، والثالثة وهي أصعبها ضد المسلمين الذين يشكلون غالبية السكان فيها". وربما كانت هذه (...)
اصبحت تلحّ عليّ الآن، بعد التوقيع على اتفاقية "واي بلانتيشن"، فكرة انه قد يكون من المقدر لياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية أن يلعبا من الآن فصاعداً، دوراً مماثلاً لدور إمارة الحيرة في الجاهلية.
ففي عهد سابور الاول ملك الفرس حوالي عام 240 ميلادية (...)
في الماضي كانت النساء في الغرب، وفي الشرق الى يومنا هذا، يضطررن الى قبول الزواج فراراً بأنفسهن من اوضاع معيشية غير كريمة قد تتعرض لها الفتاة مهما تقدمت في السن بسبب اعتمادها الاقتصادي على الاب الذي يوفر المأوى لها عنده ولكن عن غير طيب خاطر، فتجد (...)
يمكنني الآن، بعد قبولي تكليف "دار الشروق" لي بترجمة أعمال شكسبير إلى العربية، وانتهائي من ترجمة أربع من مسرحياته يوليوس قيصر - مكبث - حلم ليلة في منتصف الصيف - تاجر البندقية، أن أتحدث عن بعض المشاكل التي لا بد أنها تواجه كل من وجد في نفسه الجرأة على (...)
أتقدم هنا إلى من يهمه الأمر بمشروع إصدار طبعة جديدة من "ألف ليلة وليلة" هي أكمل وأصحّ الطبعات العربية للكتاب. بل هي المرة الأولى التي يظهر فيها هذا الكتاب، الذي يعتبر ثاني أشهر الكتب العربية بعد القرآن الكريم، بالصورة الجديرة بمكانته في التراث (...)
إن كان المسلمون عرفوا مبدأ التسامح الديني منذ زمن بعيد، فإن فكرة المساواة بين المسلمين وغير المسلمين لم تكن لتخطر ببالهم حتى القرن التاسع عشر، وذلك بضغط سياسي من الغرب.
وفي عام 1839 أصدر السلطان العثماني تنظيمات بالغة الأهمية قضت بالمساواة بين كل (...)
يعرف ابن النفيس الدمشقي المتوفي في القاهرة عام 1288م على انه مكتشف الدورة الدموية الصغرى الرئوية، وأول من أشار إلى الحويصلات الرئوية والشريان التاجي. وجاء بعده بنحو ثلاثة قرون من نسب من الاوروبيين إلى نفسه اكتشاف تلك الدورة، وهم: ميغوبل سيرفيتو 1556 (...)
وقد نصح السيناتور أرثر فاندنبرغ الجمهوري الرئيس الديموقراطي ترومان وقتها بأنه إن كان حقاً يريد إنتاج كل تلك الأسلحة، وفرض الضرائب الباهظة على الشعب من أجل انتاجها، فعليه أن يعمل جاهداً من أجل إثارة مخاوف الشعب الأميركي من الخطر الشيوعي. وقد استجاب (...)
في الأعوام بين 1963 و1967 كنت أعمل في السفارة المصرية في موسكو، وكان الشغل الشاغل للاستخبارات السوفياتية وقتها محاولة اكتشاف الهوية الحقيقية لاثنين من الروائيين الروس، يبعثان سراً بكتابات معادية للنظام الشيوعي إلى الغرب، فتُنشر ترجمات عدة لها هناك (...)
في مقدمة كتاب"الخطط"، ذكر المقريزي أن الجزء السابع منه سيناقش أسباب خراب إقليم مصر. غير أن هذا الجزء لا وجود له ألبتة في الكتاب بين أيدينا، ما يوحي بأن المقريزي لم يكتبه أصلاً. وسأحاول في مقالي هذا أن أمسّ مسّا خفيفا بعض ما أحسبه من هذه الأسباب، (...)
في مقدمة كتاب"الخطط"، ذكر المقريزي أن الجزء السابع منه سيناقش أسباب خراب إقليم مصر. غير أن هذا الجزء لا وجود له ألبتة في الكتاب بين أيدينا، ما يوحي بأن المقريزي لم يكتبه أصلاً. وسأحاول في مقالي هذا أن أمسّ مسّا خفيفا بعض ما أحسبه من هذه الأسباب.
في (...)
قبل أن أتصدى للإجابة على هذا السؤال، أود أن أنبه إلى أننا إذا ألقينا نظرة شاملة على مجرى أحداث القرن العشرين، لهالنا أن نكتشف أنه ما من زعيم سياسي، أو صانع قرار، أو رجل دولة، أو مفكر واحد ظهر في ذلك القرن، استطاع أن يتنبأ بما ستؤول الأوضاع إليه في (...)
في الصفحة الأولى من جريدة"الحياة"بتاريخ 25 كانون الأول ديسمبر 2004، خبر عن اعتزام الكاتب المصري علي سالم السفر قريباً الى اسرائيل، ورأى في توقيع مصر والولايات المتحدة وإسرائيل على اتفاق الكويز، وإفراج مصر عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام، ما اعتبره (...)
في"حكايات من كانتربري"لتشوسر:
"ما كلّ الأواني في قصر الأمير/ مصنوعٌ من الذّهب أو الفضّة".
بهذا البيت كنت أجيب بعض من لم يرض من قراء مقالاتي عن ذكري للمحاسن والعيوب معاً في الشخصيات التي حاولت رسم صور قلمية لها، بملامحها وغضونها. فالظاهر اننا في (...)
سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جباناً؟ قال: نعم. قيل: أفيكون بخيلاً؟ قال: نعم. قيل: أفيكون كذّاباً؟ قال: لا.
ومع ذلك فقد شاعت بين الناس مقولة ان الصدق أحياناً محرّم، وأن الكذب مسموح به في أغراض أربعة: مراضاة الزوجة وطمأنتها، والاصلاح بين (...)
يخيّل اليّ أحياناً ان اضفاء ملكة العقل على الانسان كان خطأ من الطبيعة غير مقصود، او هو مقصود ولكن الغرض الاوحد منه كان تزويده بسلاح شبيه بالمخالب والأنياب، مما يسهّل اقتناص الفريسة ويُسهم في الدفاع عن النفس، ثم تحول بعد ذلك الى اداء مهمات ابعد ما (...)
الغالبية العظمى من الأفلام التي شاهدتُها في صباي، شاهدتها في دار سينما واحدة على مسيرة خمس دقائق من منزلنا بمصر الجديدة، كان اسمها وقت افتتاحها سينما سان ستيفانو باسم الشارع الذي تقع فيه، ثم رؤي تسمية الشارع باسم إسلامي بدلاً من اسمه المسيحي، فإذا (...)
حين بلغت مدخرات سيغموند فرويد ما يعادل خمسة آلاف جنيه استرليني، اطمأن خاطره الى ان المبلغ كفيل بأن يضمن له عيشة هانئة حتى نهاية عمره، ولامرأته ألستر بعد وفاته. فلما انتهت الحرب العالمية الاولى، وضرب التضخم أطنابه في انحاء ما تبقى من الامبراطورية (...)
من بين ما أذكره من عهد الملكية في مصر قبل الانقلاب "العسكري" عام 1952، ان مهام الشرطة كانت... من مهام الشرطة! كان بالوسع اللجوء اليها لفضّ عراك في الطريق، أو منع الجار من القاء القمامة أمام مسكن جاره، أو حمله على خفض صوت مذياعه، أو إجبار من يترك (...)
الفظائع التي ترتكبها القوات الاسرائيلية في الاراضي العربية الفلسطينية، والتي تقترفها القوات الاميركية في الاراضي العربية العراقية، لا شك في انها تسهم يومياً في تضخيم كراهية العرب والمسلمين لاسرائيل والولايات المتحدة. غير انه لا شك ايضاً في ان هذه (...)
أتابع ما يدور في الساحة الفكرية في عالمنا الإسلامي من جدال عنيف حول ما يسمّى بمشروع الشرق الأوسط الكبير، وما يردّده مفكرونا وساستنا عن دواعي قبوله ودواعي رفضه. ثم أعود بذاكرتي الى ما شهده العالم في العقدين الأخيرين من القرن العشرين من انهيار النظم (...)
أضحى الاتجار بالدين اليوم من أكثر الأنشطة ادراراً للكسب في أقطارنا الاسلامية. وأدار الكثيرون عندنا ظهورهم لأعمال المقاولات والإنشاءات، ومضاربات البورصة والاتجار في الأطعمة الفاسدة بل والمخدرات، إذ رأوها لا تحقّق ما يحقّقه الإتجار بالدين من ثروات (...)
في مسرحية بيرتولت بريخت "دائرة الطباشير القوقازية" تتنازع امرأتان طفلاً تدّعي كل منهما انها امه، فيقضي الحكم بأن يتوسط الطفل دائرة رسمت على الارض بالطباشير، وان تمسك كل امرأة باحدى يديه، فمن نجحت في محاولتها جذبه الى ناحيتها كان الطفل لها.
واليوم اذ (...)