أنت تعيش ذلك النوعَ من الحزن الذي لا فائدةَ منه
أسميه الحزنَ الخامدَ أو الحزنَ الفاشل
أنت غيرُ مشتعلٍ وغيرُ غاضبٍ
لا تكتب.. ولا ترسم.. ولا تثور.. ولا حتى تصرخ..
تستلقي وتبتسم في وجه السقف حتى تَثقُلَ أطرافُك
ويخدرَ عقلُك.. لكنك مع هذا حزينٌ لدرجة (...)
وهل تستوي الأشياء باستقامتها فقط؟ ألا ترى انحناء الرأس لخالق الوجود والروح في أسمى معالي خضوعها واستسلامها مع كامل المحبة؟ كيف بالمحب وهو يقوِّس رأسه على كتف محبه فتتقوس تباعًا كلُّ حواسه. فتدمع العينان وتتشابك الأصابع..
كذلك القوس بكل تفاصيله، فهو (...)
"يخيم على المصايف الجنوبية شيء من الحزن بعد مغادرة المصطافين وعودة الهدوء إليها وتوقف الحركة "
محمد بن حسن العمري
إنه الشعور الوجودي الذي بقي يحوم في رأس ذلك الجنوبي، شعور معقّدٌ ببساطته، وبمُسلماته. مجهول بِالمعروف والملموس، ومعروف بالمجهول (...)
بلقيس؟ ..«لا يمر عمرك وما كتبتي عن بدر بن عبد المحسن.. أرجوك»!
هل تراني أغض الطرف عن هذا التوسل الجميل؟ وأي توسل يُسمعك خرير الماء وهو ينزلق في داخلك. بكل رفق يهدر حتى يضع أصابعك على كلمات تشبه الغبطة! غبطة الحب وعذاباته، والتمني واستحالاته. غبطة (...)
شقة علوية
مطلة على شارع راكد وبحر قريب يتلاشى..
هذه الغرفة
هذه الورقة
هذا القلم
هذا الهواء هو بيتي
القصيدة التي ترتجف في تربة جسدي
الماء الذي يسقيها
تسابيح الفجر ودمعة الصلاة
هذا هو بيتي
رغيف التنور الذي أتقاسمه مع حارس العمارة
نصف ليمونة تطلبها (...)
قصيدة نضدت أحزانها الشاعرة السعودية بلقيس الملحم, حبرها دم, وطرسها أشلاء, وقلمها إصبع ترتفع إلى السماء مرددة
لا إله إلا الله..
تندد بالمذابح الجماعية لمسلمي الروهينغا, التي ارتكبتها جماعات بوذية متطرفة وسط صمت عالمي شنيع!
لم تلدني أمي مشوه الوجه
كل (...)
يمهلني عامًا بكل فصوله وأيامه كي أحبه
يمهلني الشمس والرياح والمطر
يمهلني ولا يترك فرصة للهواء أن يملأ رئتي
أي معادلة يبحث عنها ذلك المجنون
أي تمهيد يبحث عنه في ابتسامته المائلة وعينيه الصغيرتين
أما زلتَ تشعر بالبرد مثلي
أما زلت تنام في كرسي الباص (...)
إذا كان أمام الشاعر وردة وقتيلٌ، فمن العار أن يكتب عن الوردة! - بابلو نيرودا
أفكِّر..
كم مرة حاولت أن أتحول إلى أعمى
يبكي لوحده كي لا يحسدوه على بصيرته
مبكِّرًا أغمضت عيني ومشيت
اصطدمت بأصواتهم وهم يلعبون
يتحسسون أطراف أقدامهم
أصابع طرية
ورئات تتنفس (...)
في ذكرى تفجير الكرادة (3 يوليو 2016) بمنطقة مكتظة بالمدنيين وسط العاصمة العراقية بغداد أثناء تناول رواد السوق وجبة السحور، راح ضحيته أكثر من 300 شهيد وأكثر من 200 جريح.
من يحرس سرِّي؟
مكامن الدمع حين تفيض
وتعلن
بأنني كنت غريبة الأطوار..
أتوضأ (...)
هل يمكن أن نروج للحقائق الإنسانية من خلال حلم بريء؟ أعني حقيقة الانتماء الوجودي لقِبلة الوجود؟ فنراوح أمكنتنا بعبور الزمن الموصوف بالعار، إلى زمن تُزهر فيها أسوار القدس، وتعلو فيه رغوة الروح.. لا شيء أقسى من انطفاء جذوة الإيمان، حين يدبُّ فينا مرض (...)
لم يكن الحلم ناعما
لم يأتني بين سماءين
لم يطيِّرني أو يطوقني بالياسمين
فجر ذلك اليوم هبط غاضبا مثل وحش
مزَّق قميصي
قشَّر جلدي
كسَّر عظامي
وسطا على كل الجسد
بين موجتين رأيت نفسي أستنشق الغرق
رفعت جثتين معي
على الأرض تمددنا نحن الثلاثة
أنا وأميهان (...)
(إذا كان ابراهيم تاتليس المطرب التركي الشهير المعروف ب"إيبو" قد بكى غزالة تاهت بين جبال أورفا التركية, فإن عشرات الغزلان تموت كل يوم في بغداد ولا باكي عليهم, فإلى الطفلة الغزالة البغدادية "زهراء" التي لم تسلم حتى دميتُها من التشظّي، حين عصفت بها (...)
علمونا بأن الذي لا يصلي جماعة في المسجد فهو: منافق! أبي كان واحدا منهم
وبأن شارب الدُّخان: فاسق! أخي محمد كان واحدا منهم
وبأن المسبل لثوبه: اقتطع لنفسه قطعة من نار! أخي طارق واحدا منهم
وبأن وجه أمي الجميل: فتنة! لكن لا أحد يشبه أمي
وبأن (...)
الشعر لا يرينا الأشياء التي حدثت
بل الأشياء التي يمكن لها أن تحدث!
«أرسطو»
هي من بقيت على قيد الحياة
نوحٌ وكركرة الأطفال
والطيور المشحونة في السفينة
نزلوا لباطن الأرض
عدا دالية عنب
وامرأة مجهولة تعبر سوق التوابل
تتأبط حقيبة جلدية ومسبحة
ببساطة (...)