في ذكرى تفجير الكرادة (3 يوليو 2016) بمنطقة مكتظة بالمدنيين وسط العاصمة العراقية بغداد أثناء تناول رواد السوق وجبة السحور، راح ضحيته أكثر من 300 شهيد وأكثر من 200 جريح. من يحرس سرِّي؟ مكامن الدمع حين تفيض وتعلن بأنني كنت غريبة الأطوار.. أتوضأ بالبكاء وأصلي والطيور من حولي تحلق لكن الهواء مطعون.. مطعون.. فكيف أفسِّر للعيون التي تراني لون الدم وبقع الموت الهمجي؟ مِلْحك يا كرادة على جرحي وجهك المحروق يبزغ من دمعي يا شقيقة العدم والوجود يا منطفئة العينين أنا ذاهبة لأشتري لك كحلاً وضمادًا وأقداماً خشبية سأصلي للعراق حتى تطلع الشمس من مشرقها! لا تتأخري.. قالها زوج ليلى لكنها كما يبدو كانت سعيدة كالضوء السريع اللامع في عينيه دون أن يلمحها اختفت ثم ذابت وانصهرت طفلها الصغير صار يسلَّيها يجلس على كرسي بارد وهي تهزه كلاهما يحدقان في بازار الأحزان ولا شيء يستطيعان شراءه غير التوابل المجففة وذاكرة هواتف نقالة ملئت باللقطة الأخيرة عن الحب.. والموت والذبح والجلود العالقة في أكياس النايلون السوداء والعار والكلاب والخنازير والوحوش والصمت العربي! إنهم يرتفعون ونحن نتساقط.. فأي سلوى بإمكانها أن تواسيني؟ أحسنة القلب المبطن بالحسرة والندامة؟ أين ذهبت أحقادهم؟ وهم يربُّون الموت كفرخ صغير لا.. كضفدعة أو خنزيرة صرصار أو ثعبان يلمسون جلودهم ويدعكونها يشربون حساءها دون اشمئزاز جسدي ارتطم بالأرض قبلتها بقلبي وبكيت تنفست ببطء ثم استلقيت على ظهري طلبت من نجمة بعيدة أن تهبط في كفي لا أحد سيطرق بابي إلا أنتِ ولا أحد سيسمع هذا الفقد المجنون سيعوي كلانا ستزحف تحت الجلد استغاثة الشهداء صفيرٌ حاد ينخر جوف العظام هكذا يفعل الألم كما ينبغي يخدّرُ شبح المذبحة حتى ينام طفل ليلى ويختفي في حدقةٍ ميتة.. _____________________ * شاعرة وقاصة سعودية