لم يكن الحلم ناعما لم يأتني بين سماءين لم يطيِّرني أو يطوقني بالياسمين فجر ذلك اليوم هبط غاضبا مثل وحش مزَّق قميصي قشَّر جلدي كسَّر عظامي وسطا على كل الجسد بين موجتين رأيت نفسي أستنشق الغرق رفعت جثتين معي على الأرض تمددنا نحن الثلاثة أنا وأميهان وداتو تعارفنا ونحن نمسك بأصابع شجرة صراخنا كان عفيفا مثل صوت الهسيس البحر كان يتفرَّج البيوت كانت ترقص الأطفال كانوا يتزحلقون إلى السماء السماء كانت تنضِّد مائدة للشهداء لا أحد يراني وأنا أنتفض داتو كان يحاول أن يصطاد فم أميهان أميهان كانت ترضع الظلام وسط الوحشة! «هايان*» لا يعرف كيف ينمو العشب في رئاتنا لا يدرك حجم أسرَّتنا الصغيرة ولا صلواتنا الطاهرة لذا زجَّ بنا في عناق لا ينقطع حيث الموجة تعلو الموجة والموت يرفعنا كأرجوحة