الشعر لا يرينا الأشياء التي حدثت بل الأشياء التي يمكن لها أن تحدث! «أرسطو» هي من بقيت على قيد الحياة نوحٌ وكركرة الأطفال والطيور المشحونة في السفينة نزلوا لباطن الأرض عدا دالية عنب وامرأة مجهولة تعبر سوق التوابل تتأبط حقيبة جلدية ومسبحة ببساطة جدًا تمسك بعنقودٍ يابسٍ وهي تردد ما قال البارودي كامبوس « الحياة التي نُوِّمتُ فيها، استيقظتْ في نفسي « كيف انعطفت بها الروح نحو بستان العنب حيث أغاني الفلاحين وسكينة الغروب العزلة كانت مأواها والموت ابتكر طريقًا بطيئًا إليها . . لا عتمة أشد من ليلة الطوفان إلا أنها تضيء الآن وجهها صدرها يدها فتعبر البستان كغيمة تسقي أصص الرياحين الناعمة وتحكي قصصًا مُطعَّمةً بما كان يؤكل وما كان يشرب وما لم يكن معروفًا لزارعي الكروم كأن تحرس الهواء والمواعيد والزهور والقبور القديمة . . غير أن زائرًا أتاها من العدم أصابع تمشي على جسدها وأنفاس عميقة غيمة داكنة ضوء يتوهج ورائحة تبقى هنا تلتصق بثياب العابرين يصغون لهواجس حمامة حطت على حانوت مهجور ستمطر السماء - هكذا تهامسوا فيما بينهم - تنظر في العنقود اليابس وتردد: ملحك على جلدي ووجهك يبزغ في دمعي أتذكرُ يومَ أرقتَ كأسي تحت شجرة كثيفة؟ يلفُّنا جدار الليل ويطربنا طائره أيدينا في الماء ونحسب أن الماء ينبع من بين أصابعنا على أغلب الظن أنني تلطخت في طين الطحالب وأنت بخطوة ثقيلة ركضت إلى ظلالك حتى انطفأت لقد طعنتَ الهواء فأمطرت السماء بذور العنب كانت دمًا جامدًا وكنتُ القدح الذي شربتني فيه . . سأكون على ما يرام لو زرعتَ شجرةً جديدة وسقيتَها من جديد! Your browser does not support the video tag.