شقة علوية مطلة على شارع راكد وبحر قريب يتلاشى.. هذه الغرفة هذه الورقة هذا القلم هذا الهواء هو بيتي القصيدة التي ترتجف في تربة جسدي الماء الذي يسقيها تسابيح الفجر ودمعة الصلاة هذا هو بيتي رغيف التنور الذي أتقاسمه مع حارس العمارة نصف ليمونة تطلبها جارتي فتهديني مقابلها وجبة غدائي وفنجان قهوة هذا هو بيتي كعك العيد حضن صغيري لمسة الحبّ كلماته المقطّعة وعطر قديم هذا هو بيتي ضوء المصباح الخافت ولسعة الوحدة نداء الموسيقى صمت المقبرة وغناء القبَّرة هذا هو بيتي فهل لديك أيها المغامر بالفرح فسحة كهذه الروح هل تُمضي النهار متجولا في حقول القمح فتحرث وتحصد ثم تخبز تنظّف جدران قلبك وتكنس رماد التعب مثلي؟ هذا هو بيتي تلك الصخرة التي أضع رأسي عليها ليتماسك ليشتد قوة ريش الوسادة ذلك الريش الذي أمرره على أصابعي كي تنتعش فتكتب عن أي شقوق في الظلام سأحكي؟ عن العزلة مع النور؟ عن توهّم الحياة في زمن آخر؟ أو في مكان أعرف جيدًا كيف أرسمه..؟ هذا هو بيتي النافذة التي أمرر من قضبانها جسدي فأعتذر عن هزيمتي إذا لم توقظ الدفء في أصابعي النحيلة أو أردد في الصدى: أن هبني يا وارث السماوات هواءً طرياً يلمس البيوت الباردة فيغني لحن قديمُ في فمي أو يقص للأميرات النائمات حكايات سعيدة هذا هو بيتي فأين هو بيتك؟ * شاعرة وقاصة