قصيدة نضدت أحزانها الشاعرة السعودية بلقيس الملحم, حبرها دم, وطرسها أشلاء, وقلمها إصبع ترتفع إلى السماء مرددة لا إله إلا الله.. تندد بالمذابح الجماعية لمسلمي الروهينغا, التي ارتكبتها جماعات بوذية متطرفة وسط صمت عالمي شنيع! لم تلدني أمي مشوه الوجه كل ما في الأمر أن نهر إيراوادي غسل مسحة القبح فيَّ حتى غدت فتيات القش يغازلن لون عيني اللامعتين متسعتان كقدح الرشيد وهو يضعه على منضدة العاج يفتح رسالة مجعدة من جدي القديم أمي تقول لي بأنه طلب وُدَّه كتب له عن وطننا الظامئ له وعن شمسنا الضبابية وأحلام شعبنا البسيط عن فتاة تنام على كف فارسها في الضفة الأخرى فبنى جسرًا على نهرنا الطويل الجسر الذي عبره الطاعون والبقاء والرعب والموت! ماذا بقي من قريتنا ليعبر؟ ونحن نقبل بأوسط الأشياء بالمتاجرة بأشيائنا الصغيرة كأن نقايض الموت بما يشبه الحياة يا سيدي الخليفة يا من وزنت كتاب جدي فأعطيته ذهبًا وودعته وهو راكب بغلته بالعطور والوعود ميانمار تمشي على أجسادنا نحن الخائضون في الوحل والدماء الدافئة كنا خطوطًا في يدها واليوم نذوب معًا بغازاتهم المحرقة ثلاث مئة روحٍ تمزقت أجسادها على جسرك أيها الخليفة المفدَّى! أي جريمة يحملونها وهم ينظرون للسماء مرددين: يا إله المستضعفين..! بعضهم حمل روحه في سلة قش بعضهم حمل أباه على ظهره بعضهم حمل رأسه نسر عابر بينما ينعم جسدك في تربة الزعفران! أيها الملك, المبجل, السعيد.. عظامي تنعطف بي شمالاً سأدفع موج البحر بذراعي المبتورة ترى هل سيتسلل الهواء بهدوء لأنجو! حتما أنت لا تعرف الآن سوكي زعيمة الرابطة الوطنية ولا المجلس العسكري ولا جماعة الماغ ولا الأممالمتحدة ولا مجلس الأمن لكنك ستهتدي يومًا إلى ظلي! تحت شجرة جوز ستنمو أصابعي وغضاريفي المهمشة ومن الظلمة سينبثق رأسي غير المشوه ليصرخ بك انعم بفتوحاتك وانسى سهامك في صدور الروهينغا * شاعرة وقاصة من السعودية*