صورة
هل أنا كنت طفلاً
أم أن الذي كان طفلاً سواي
هذه الصورة العائلية
كان أبي جالساً، وأنا واقفُ.. تتدلى يداي
رفسة من فرس
تركت في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس
أتذكر
سال دمي
أتذكر
مات أبي نازفاً
أتذكر
هذا الطريق إلى قبره
أتذكر
أختي الصغيرة ذات (...)
لن أكتب حرفًا فيه
فالكلمة – إن تكتب – لا تكتب
من أجل الترفيه
والأوتوجراف الصامت تنهدل الكلمات عليه،
تحيّيه
وتطرّز كلّ مثانيه !
ماضيك ..
وماضي الأوتوجراف..
بقايا شوق مشبوه
بصمات الذكرى فيك، وفيه
وخطى العشّاق المحمومة (...)
للوهلة الأولى
قرأت في عينيه يومه الذي يموت فيه
رأيته في صحراء "النقب" مقتولاً..
منكفئًا.. يغرز فيها شفتيه،
وهي لا تردّ قبلة.. لفيه !
كنا نتوه في القاهرة العجوز، ننسى الزمنا
نفلت من ضجيج سياراتها، وأغنيات المتسوّلين
تظلّنا محطّة المترو مع (...)
..
وتناقلوا النبأ الأليم على بريد الشمس
في كل مدينة..
(قُتِل القمر )!
شهدوه مصلوبًا تَتَدَلَّى رأسه فوق الشجر!
نهب اللصوص قلادة الماس الثمينة من صدره!
تركوه في الأعواد..
كالأسطورة السوداء في عيني ضرير
ويقول جاري:
- (كان قديسًا، لماذا (...)
لا تنتظري أن يبتسم العابس فالفارس ليس الفارس مدي بإنائكِ عبر السلك الشائكِ مدي طرف ردائكِ حتى يصنع منه للقلب ضمادًا ويسد شقوق البرد القارس تتوالى كل فصول العام على القلب الباكي لم يستر روحه عبر الأشواك سوى رؤياكِ فعيناكِ الفردوسان: هما الفصل الخامس (...)
تتحدث لي الزهرات الجميلة..
ان اعينها اتسعت دهشة..
لحظة القطف..
لحظة القصف..
لحظة إعدامها في الخميلة..
تتحدث لي..
انها سقطت من على عرشها في البساتين..
ثم أفاقت على عرضها في زجاج الدكاكين..
أو بين يدي المنادين..
حتى اشترتها اليد المتفضلة (...)
في غرفة العمليات،
كان نقاب الأطباء أبيض،
لون المعاطف أبيض،
تاج الحكيمات أبيض،
أردية الراهبات، الملاءات،
لون الأسرة، أربطة الشاش والقطن،
قرص المنوم، أنبوبة المصل،
كوبُ اللبن.
كل هذا يشيع بقلبي الوهن.
كل هذا البياض يذكرني بالكفن!
فلماذا إذا مت..
يأتي (...)