تتحدث لي الزهرات الجميلة.. ان اعينها اتسعت دهشة.. لحظة القطف.. لحظة القصف.. لحظة إعدامها في الخميلة.. تتحدث لي.. انها سقطت من على عرشها في البساتين.. ثم أفاقت على عرضها في زجاج الدكاكين.. أو بين يدي المنادين.. حتى اشترتها اليد المتفضلة العابرة.. تتحدث لي.. كيف جاءت الي.. وأحزانها الملكية ترفع أعناقها الخضر.. كي تتمنى لي العمر..!! وهي تجود بأنفاسها الأخيرة.. كل باقة.. بين اغماءة وافاقة.. تتنفس بالكاد مثلي.. بالكاد ثانية.. ثانية.. وعلى صدرها حملت راضية.. اسم قاتلها في بطاقة.. * هي «دائماً» الوحيدة.. التي لا تكون «دائماً» ابدا.. وتنتهي برقا اكثر من غيرها من أنصاف الاحتمالات الممكنة. ولهذا اصبحت لا أصدق «دائماً» لأنها تأتي في الزمن الأخير الذي لا وقت فيه لوقت.. ولا متسع عمر فيه.. لعمر يحتمل أكاذيب «دائماً»..!!. ولهذا تخسر «دائماً».. خسارات عدة.. تذكرنا «دائماً» ان لا شيء دائم.. وتذكرنا أكثر.. اننا حينما نشعر بها.. نتذكر انها مؤقتة..وقصيرة الصدق!!. تنتصر.. «أحياناً».. وكذلك «غالباً» لكننا نرفض التخلي عن وهج «دائماً» والتمعن في جمال أبعادها المستحيلة!!. فهل تقابل «دائماً» المعنى المستحيل.. أم انها تفوقه حسرة في امكانية استمرار الممكن؟؟. حتى المستحيل عندما يصادف الممكن يكون أكثر رأفة من «دائماً».. ذلك لأن «دائماً».. تشوه الفرحة في تحقق المستحيل وتفقده تفقدنا متعة الإحساس به.. فبعد كل ذلك الصبر.. يصبح المستحيل في ممكنه.. ليس «دائماً»!!!. من منا استمتع «بدائماً».. دائماً..؟؟!!. ومن منا حلم «بدائماً» .. ورضي في نهاية المطاف «بأحيانا»؟؟. ومن منا تشبث بأطراف ثوبها.. وسألها بقاء لا ينتهي؟؟. ومن منا وقع بين يديها.. طالبا ان تفي بمعناها..؟؟ ومن منا عاش «دائماً».. بكل احتفالاتها.. وبداياتها الصاخبة.. وتمعن في اوراقها الملونة الملقاة على الارض بعد كل احتفال.. ونهاياتها الهادئة كمأتم قتلت فيه حمائم عدة.. وانتهى بمقتلها صوت الهديل في الارض..؟؟. ومن منا انتشى بشعور «دائماً».. باشتعالاتها وحرائقها.. ليكتشف بعد تأمل أن لا اكثر منها براعة في صنع الرماد.. ونثره في هواء النفس.. والكون..؟ من منا قال «لدائماً» عندما تصدق وتصبح دائما.. ويدخل في زمرة الملل والرتابة.. باحثا عن نكهة جديدة «لدائماً» جديدة..؟؟. من منا يرغب ان يصفع «دائما» الآن.. ويلقنها درسا دائما.. كي تكف عن شقاوتها.. واغراءاتها.. ونفسها الطويل في التحايل علينا..؟؟!! ابصر الايادي.. ترتفع بكثرة.. ربما لأننا في جوهر الحقيقة لا نحب «دائما» دائما وربما لأننا جميعا لدغنا من «دائماً».. رغم يقيننا ان لا شيء دائم.. إلا من خلق «دائما» وتفرد بها. الرياض 11447 ص.ب 28688 [email protected]