1 غربة
دق رجل غامض باب بيتي؛ توقعت وصول غسان، فتحت له فإذا هو جاري. لا هو أخي، هذا وجه شقيقي، لا إنه ابني. لا؛ كنت أنا الذي يقبض على يد الباب الممدودة وحيدًا.
2 مكان
غسان وحدَهُ، مع أفكاره في زنزانته. يفكر بفتاتهِ، ويعرف أن فضاء الزنزانة يكتظ (...)
تبتسم الصغيرة بعينيها في نبضاته وهي تقول:
كلها وردية؛ الحقيبة، الأقلام، والدفاتر. كلها مثل الورد!
ثم تضحك كوردة.
أخوها يقول:
أنا، كلها زرقاء كالسماء.
الأب يلتفت إلى الأخوين المراهقين الواقفين فيقولان بتبرم:
سوداء!
يضيف أكبرهما: كل شيءٍ أسود!
الأم (...)
كنا من ضمن سكان البناية ذات الأدوار الثمانية. شقتنا في الدور الثالث، في مدينة هادئة بعيدة عن الحرب. حارس البناية الكهل كان مسؤولا عن بعض الخدمات؛ استلام قناني الماء من شاحنة الشركة وتسليمها للسائقين. إخبار الرجال غالبا عن رعونة السائقين حين لا (...)
رواية الصديق عبدالله الوصالي: 282 صفحة الحجم المتوسط. الطبعة الأولى 2020 دار مسكلياني.
أهداها المؤلف إلى المدينة الصفراء (أيوا) ونهرها الصوفي.
- في الغلاف الأخير كتب السيد رضا الحسني مقطعًا عن بطلة الرواية (ميرا) ورحلتها في الترجمة وبحثها حول تاريخ (...)
عام 1998م وُضِعَ تصميم (موقع القصة العربية) على الشبكة بأيقونة الهدهد، وفي صدارته الآية الكريمة: (وتفقد سليمان الطير..). كان الهدف من إنشائه هو نشر النصوص القصصية الخاصة التي أكتبها. تشاورت مع أصدقاء من مبدعي القصة في المملكة، فكان الرأي أن يكون (...)
تبتسم الصغيرة بعينيها في نبضاته وهي تقول:
كلها وردية؛ الحقيبة، الأقلام، والدفاتر. كلها مثل الورد!
ثم تضحك كوردة.
أخوها يقول:
أنا، كلها زرقاء كالسماء.
الأب يلتفت إلى الأخوين المراهقين الواقفين فيقولان بتبرم:
سوداء!
يضيف أكبرهما: كل شيءٍ أسود!
الأم (...)
رجل فذ؛ نذر حياته لتتبع مسارات الثقافة الجادة، يرصد بدايات الفعل الثقافي، يبحث في نشوء بدايات التحولات الأدبية في المنتج الأدبي الثقافي، ويدون تاريخه وأعلامها. رجل نبيل، متابع داعم مبادر مشيد معزز وذو فزعة. محمد القشعمي، الذي يعرف الداني والقاصي. (...)
أصبحت لامعةً، وقد بردت تماماً؛ وضعوني في فم الظرف الحديدي البارد، ثم ضغطوا رأسي المدبب الأملس بمكبسٍ. ثم رصّوني في نهاية الصف الخامس بجانب المشبهات لي تماما. وأغلقوا الصندوق الورقي القاسي المكتوب على جوانبه اسم المحتوى بلغة أجنبية، وفي كل جوانبه (...)
خرج الأشهب من وجارِهِ، في قمة الجبل، مدّ بصره، إلى السهول البعيدة في أسفل الوادي، شم رائحة الدم؛ رجعت أذناه الطويلتان إلى الخلف، رفع رأسه للسماء وعوى، أطلق عواءه في الفضاء، ضرب العواء الصخور في الجانبين، فانطلق منحدراً إلى السهل، امتد حتى وصل الجبال (...)
كما لو أن الزمن تجمع من أزمنة مختلفة، وإذا بابني الطفل، الفارع، يجلس أمامي، ويشير بيده:
- ما هذا النخل؟
أمسكت بيده الغضة، ونهضت:
- هيا لأريك شيئاً عنه!
قدته إلى مزرعة جده؛ دخلنا من البوابة الطينية الواسعة، والمفتوحة أبداً كما لو أنها أدخلت الماضي (...)
صباح الآن دبّ الرجل الهلامي في الأرض، حاملاً سؤالاً أمضّه:
- لِمَ يصرخ المولود فور خروجه للحياة؟!
بعد أن ساح هذا الهلامي في الأرض أزمنة طويلة، جلس على صخرة ملساء، وبيده كرة زرقاء، تحت شمس حارقة، نظر في الكرة، فرأى أشباح جبال ذات كهوف موغلة في القدم، (...)
- 1 -
تفتق عن طفولته داخلاً في الرجولة. أبصر الأشجار تورق بالثمر؛ فيما تلا ذلك:
سكن في عيون الليل. حتى إذا كل، وغفا، رأى فتاة جميلة تورق نحوه كشجرة؛ فتنامت فيه الأغصان حتى تسامق فرحه وشف:
وكان غيمة بيضاء تظلل الفتاة. تصير هي عصفوراً يحط على أغصان (...)
ما الذي يمكن أن يقال عن رجل بقامة الشاعر المجدد والناقد، والمفكر الرصين الأستاذ محمد العلي؟! يستطيع الناقد المتتبع لإبداعه، أن يقول بعض ما يستحق. يستطيع الصحفي المتمرس أن يتابع محطات سيرته. وأنا لست هذا أو ذاك. أنا على قناعة -من خلال المعايشة- (...)
قفل رثاء17
ركض من البيت فزعا إلى غرفته، أغلق الباب بالمفتاح، دار في الغرفة الدائرية حتى كل. ثم أخذ يطرق الباب طالبا المساعدة !!
إرث رثاء 18
الشيخ الذي يحمل في رأسه الحكايات، وترتسم في تجاعيده مسيرة النخل، وتمتد السهول ومصاب مياه الجبال بين (...)
عاطف بهجات (*) لا شك في أن النقد يحظى بكثير من مصداقيته، عندما تستقر مصطلحاته، وتكون واضحة المفاهيم والأبعاد للمبدع والناقد والقارئ معًا، بحيث يرتضي كل منهم معيارًا يمكن الرجوع إليه في إيضاح الصورة، وتوصيل الرسالة، وضبط التأويل. وإشكالية التجنيس (...)
في قريتنا تتلاصق البيوت في مساحة محددة من جلد الأرض، تحيط بها النخيل من كل جهة: نخيل صغيرة تثمر بلحاً أحمر. يأكل منه الناس طوال الأزمنة.
الكبار، يحذرون الصغار من الاقتراب من سور عظيم يحيط بالمزارع ... فننصاع ولا نقترب. يتكرر ذلك في كل خطبة أو (...)
إلى: محمد العلي... باحثاً عن قطرة ضيعها في البحر!
فجعني وجه عبدالله، الحزين كأرض:
- ما بك؟
- مررت بجانب البحر ولم أره!
دقت كلماته في حلقي الحنظل، فقلت له بمواساة:
- الا تعرف البحر؟!
ظل سؤالي معلقاً فوق وجهه كصمت الأيام الخوالي، ولم يكن لي غير أن (...)
كما لو أن الزمن تجمع من أزمنة مختلفة . وإذا بابني الطفل , الفارع , يجلس أمامي , ويشير بيده: ما هذا النخل؟
امسكت بيده الغضة , ونهضت :
هيا لأريك شيئا عنه!
قدته الى مزرعة جده , دخلنا من البوابة الطينية الواسعة , والمفتوحة ابدا كما لو أنها ادخلت الماضي (...)
تراكض التلاميذ الى غرفة الرسم في المدرسة. كانت الألوان الكثيرة مجتمعة فوق الطاولة، وقد علت أصواتها الحادة في جدال ومناقشة، وقف اللون الأحمر، ومدّ يده، مخاطباً الألوان الأخرى:
- أنا الأقوى، أنا لون الدم، والنار فقاطعه اللون الأصفر بعصبية:
- مهلاً (...)