خرج الأشهب من وجارِهِ، في قمة الجبل، مدّ بصره، إلى السهول البعيدة في أسفل الوادي، شم رائحة الدم؛ رجعت أذناه الطويلتان إلى الخلف، رفع رأسه للسماء وعوى، أطلق عواءه في الفضاء، ضرب العواء الصخور في الجانبين، فانطلق منحدراً إلى السهل، امتد حتى وصل الجبال البعيدة، ألحق به عواءً آخر، تمدد العواء لاحقاً الأول، ضجت الصخور، وقذفت به إلى الأسفل، فالوادي، ثم السهل. تشكلت سلسلة طويلة من الأصوات، عمت الأودية والجبال الأربعة. وضع ذيله بين قائمتيه الخلفيتين، صَوْصَأَ، وهو ينحدر متسللاً بين صخرة وأخرى. عندما انبسط السهل أمامه، أقعى، ورفع رأسه وعوى عواءً طويلاً شاملاً. ثم جرى نحو رائحة الدم. وهو يقفز، سمع عواء بعيداً، قادماً من الجبل الآخر، تبعه عواء ثالث، ورابع. حثته الأصوات على الإسراع. كان الجو قد أخذه الظلام. ركض، وركض، وعندما اقترب من جرف الوادي، المنحدر من الجبل، لمح الذئاب الأخرى، وهي تجري نحوه، بعيونها الصفراء. اقترب من الجرف متشمماً، دعته رائحة الدم، اقترب أكثر. زادت الرائحة، وصل إلى الجرف، ها هي الفريسة أمامه، مد رقبته إلى فم الغار الصغير، فلسعت أنفه أشواك السِّلّى والنِّقْد. عوت الذئاب الثلاثة الأخرى، وهي تدور محتارة. سمعت صوت الرجل يسعل داخل الغار، فعوت عواءً مخيفاً وطويلاً طويلاً، وهي ترفع رؤوسها إلى السماء، ارتعد جسد الرجل، وانقبض قلبه، وكح وتنحنح، فازداد عواؤها، وحركتها السريعة. بدأ الرجل يغني طارداً ارتعاش قلبه، فاستبد بالذئاب الأربعة الجنون؛ اقتربت رؤوس الذئاب وكشّرت، وكأنها تتحدث، ثم قفز أحدها فوق سطح الغار، توزع الثلاثة أمام فتحته المسدودة بأغصان شجرة الشوك؛ يتقدم ذئب فيلسعه الشوك فيبتعد عاوياً، يتقدم الثاني، والثالث. الذئب الرابع بدأ تنفيذ مهمته حافراً بقائمتيه الأماميتين سطح الغار. الرجل يغني. يصمت، ثم يغني. كان الغار صغيراً، وقد ربط الرجل ساقه المكسورة بحزامه الجلدي. تجمد دمه، لكن ألمه يزداد. كان يفكر في الوقت المتبقي على طلوع الفجر، وهو في هذا المكان الضيق. فكر بابنته منهاد، وهل يا ترى أكحل عيني برؤيتها وابنتها مرة أخرى؟ نعم أنا في خطر، وليس لي غير أن أمسك بجذور شجرة الشوك هذه، وأشدها حتى لا تأكلني هذه الحيوانات. سأغني لأطرد الألم، وأخيف هذه الذئاب. لكنها لا تخاف، وقد شمت رائحة دمي. إنها تريد أكلي. أسمعها الآن، وبرغم الشوك تدور حول باب غاري. أسمع وقع حركتها فوقي.. ماذا تفعل هذه الخبيثة؟ تعب الذئب من الحفر، فاستلم المكان ذئب آخر، واستمر الثلاثة في محاصرة باب الغار بعواء متواصل. يا لهم من خبثاء. هكذا قال الرجل.. وقد بحّ صوته.. توقف عن الغناء.. حرك جسده قليلاً، المكان ضيق، فاستقر على جانبه الأيسر.. تلمس مخلاته؛ أدخل يده فيها، أخرج فرخ الصقر وقد مات.. ابتسم بحزن، وهو يقول: هل أفقد حياتي من أجل فرخ ميت؟ ماذا لو رميته لهم؟ لا.. هم يريدون لحمي.. كنت أراقب ملاعبة الصقر للشيهانة طوال أشهر، كان الصقر يلاحقها في الفضاء، يطاردها، يلحقها، ويعتليها أحياناً، وهما يرفرفان بجناحيهما، ثم يهويان في الفضاء، حتى يقتربا من الأرض فينفصلان، ويعودان إلى الأعالي.. كان وقت تزاوجهما، وكنت ألحظ العش في أعلى قمة الجبل، في الصخرة الملساء المواجهة لشروق الشمس بعد شهر من ملاعباتهما وغزلهما، خمنت أن البيضات الثلاث قد فقست بفراخ بيضاء، وزغب ناعم يرتعش، ورؤوس كبيرة بمنقار ضخم ولين. كنت أريد الحُرَّ من هذه الفراخ، الذي فقس أولاً لأربيه، وأفاخر به.. ها هو الآن بمخلاتي بعينين جاحظتين! صمت مدة طويلة متابعاً الأصوات.. لقد هدأت، وابتعدت الصوصأة.. تساءل هل يئست وذهبت؟ سمع عواءً بعيداً، ثم عواءً آخر، جرت حركة وكأن الذئاب تتقاتل على فريسة. سمع معركتها.. إنها ليست قرب الباب.. ماذا تصنع؟ ربما وجدت صيداً.. ربما نسيتني.. لكن هيهات أن تنسى.. وهو يقول ذلك سمع عواء الذئب وقد لسعه الشوك. سمع حركتها. وصوت حفرها فوقه.. لم تذهب إذن، لقد كان عواؤها قبل قليل دعوة لذئاب أخرى.. علي أن أمسك بهذه الجذور حتى مطلع الشمس.. وأجهز خنجري بيدي في حالة هجمت علي من الباب بأي طريقة.. لن أنام.. لن أنام.. سأتحمل وجعي حتى أنجو.. فك رباط مخلاته، وربطه جيدا بجذور الشجرة، وربطه حول ركبته، قال: لو نمت تبقى الشجرة مشدودة.. لن أنام. شعر بعطش، وصداع. قال: هذا غير مهم.. اصمد يا شُجاع.. ربما انتصف الليل الآن، لم يبق غير القليل، وستجد الماء والحياة كلها أمامك.. ستجد حصانك.. ترى أين أنت يا حصاني؟.. لقد تركته طليقاً في السهل أسفل الجبل، وأنا أصعد لجلب هذا الفرخ اللعين.. هل عدت إلى الخيام ولم يلحظك أحد، أين أنت أيها الأبلق؟ هل التوى رسنك القصير في جذع شجرة وبقيت أسيرا؟ يا لك من حصان غبي! ألا تعرف أن صاحبك يحتاجك الآن؟ لم لا تصهل وتصهل وتقطع رسنك أو تقلع الشجرة أو تنادي أو.. تعال الآن؟ هل أكلتك الذئاب أيضا.. أهٍ آهٍ آهٍ، ساقي.. صمت. وانطبقت عيناه قليلاً حلم بذئاب تعلو ظهره وتنهشه، ففتح عينيه مذعوراً وتذكر أن الذئب يحفر فوقه الآن، ويسمع صوت الحفر أقرب من قبل. حزن كثيراً وهو يدرك أن الذئاب قد يئست من اقتحام الغار من بابه، وأنها قررت أن تقتحمه من سطحه.. إنها مجموعة تتبادل العمل، ولن تتوقف حتى تخرق السقف، وتلتهمني.. ماذا أفعل؟ ساقي مكسورة.. وليس معي غير هذا الخنجر؟ دق قلبه بالخوف، وقد بدأت بعض الأتربة تسقط عليه من السقف. اقتربت إذا! رفع صوته وغنى.. ضجت الذئاب بعواء طويل.. صم أذنيه عواؤها الجماعي.. إنها جائعة، ومصممة على أكلي. لو قلت لمنهاد أو صايل، أو حتى عابر أنني هنا لأتوا لإنقاذي.. مصيبتي أني لا أحدث أحداً عن تحركاتي.. هذا طبعي.. نعم هذا طبعك الذي ساقك لتكون لقمة لهذه الذئاب، هكذا لام نفسه.. الآن ليس معي غير هذا الخنجر.. بدأ التراب ينزل، اشتد الحفر، سمعها تصوصئ، إنها تتبادل الحفر، تتقاسم العمل، كما ستتقاسم جسدي. انهال عليه التراب، رجف قلبه، حمى عينيه بساعده. بدأ خيط التراب يزداد، سمع شخيرها فوقه، جهز سن خنجره، فجأة زلقت يد الذئب من الشق الصغير، أطبق عليها بكفه بكل قوته، وشكها بسن الخنجر، جأر الذئب بعواء شديد، تساقطت قطرات الدم على وجهه. غل سن الخنجر في اليد أكثر، أدار الخنجر دورة كاملة حتى شق الجلد، عواء الذئب كنواح، كسر اليد من مفصلها، وقطعها بالحد الرهيف، سال الدم، سحب الذئب بقية يده، عاوياً، مبتعداً، سمع ركض الذئاب خلفه.. ابتسم، وهو يمسح الدم عن وجهه؛ أكد لنفسه: الذئاب لحقت الذئب الجريح، وستأكله.. شع في صدره حب الحياة.. تذكر غزواته مع جماعته، وكم كسبوا من غنائم، من إبل وأغنام، وخيل أحياناً، صار لهم سمعة ترهب الآخرين، كان سعيداً، فقط لو رزق بولد، حتى لو كان شبيهاً بعابر!. منهاد عن رجل، بل رجال؛ فارسة، وشجاعة، لقد انْحَزْتُ لحبها لصايل، وباركت زواجها، الحب أهم ما في الحياة، لتكن سعيدة، ابنتي هذه، ليتها كانت رجلاً! لكن هل ظلمنا أحداً في غزواتنا تلك؟ هز رأسه، نعم لقد قتلنا، وسلبنا، لكن هذه هي الحياة، إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب!. ضحك بمرارة. سمع العواء من جديد؛ لقد عادت، لم تشبع، لابد أن عددها كثير، أكلت رفيقها، ثم جاءت، اقترب العواء، سمع الحركة قرب باب الغار، انهالت التربة فوق رأسه، وبرز طرف يد الذئب، وهو يحفر الشق، ويوسعه.. تحفز.. جهز الخنجر، عضّ على شفته، وهو يهمس: سأقضي عليكم واحداً واحداً، بخنجري هذا! هز الخنجر في الظلمة، برق طرف سنه في الضوء الشحيح، الساقط من الشق مثل عيني ذئب، شخر الذئب، وهو يدخل مقدمة رأسه، سال اللعاب فوق وجهه، وغطى أنفه، سائل حار ولزج، ممتلئ بالجوع وبالرائحة الكريهة. يريد أكلي.. هيا، تعال.. صرخ في وجه الذئب بكل قوته، شخر الذئب، ثم عوى. حفر وانهال التراب، سقطت اليد، قبض عليها كما يقبض على الحياة، سحبها بكل قوته، الذئب يعوي، وهو يحاول الفكاك، وشجاع يسحب اليد بيديه، وبكل قوته. يد الذئب تنزل، تستطيل، تقترب من أنفه، يشم رائحة الشعر، يمسكها بيد، يحرر يده الأخرى، ويقطع اليد من الأعلى، من حد الشق، الذئب يتوجع بعواء مرير وطويل، ويسمع ضوضاء مثل نباح كلاب تهاجم بعضها، الذئاب تطارد الذئب الجريح.. تبتعد، يعم الهدوء، يمسح بكمه ما نزل على أنفه، ووجهه من تراب، ورائحة منتنة من لعاب الذئب، ينظر إلى الشق الصغير، يرى نجمة بعيدة؛ بعيدة جداً. نجمة مسافرة ولا تدري عنه، لا تدري عنه منهاد و صايل وحصانه الأبلق وجماعته وإبله والجبال، والبئر البعيدة.. لا أحد يعرف ما حل به الليلة.. سيتعجبون وهو يروي لهم كل ذلك.. صمت.. أطلق صرخة قوية؛ لو مرّ أحد وسمعها سأنجو.. ربما نجوت الآن! لا؛ ستعود الذئاب مرة أخرى، لو استطعت سد هذا الشق! علي أن أنتظر الفجر.. أزاح بيده اليدين المقطوعتين.. إحداهما ساخنة.. سمع ما يشبه المشي قريباً، فوق بطحاء الوادي، تهلل قلبه وصرخ، عوت الذئاب دفعة واحدة، وانهال عليه التراب، واللعاب والذئب يكشر مع الفتحة، انتظر دخول قائمة الذئب، أو حتى رأسه، سيطعنه في عينيه، ويشق حلقه، ويقطع لسانه، بدأ الذئب يحفر أطراف الشق، ويوسعها، ليتني أستطيع أن أمسك بأنفه، لكنه لن يدخل رأسه إلا و فمه مفتوح.. سأدخل الخنجر في حلقه، وهو ينتظر، والشق يتسع، دخل رأس الذئب، تدلى فوقه تماماً. أمسك بخطمه، وبيده الأخرى أمسك بالأذنين الطويلتين، ألصقهما بالخدين، وقبض مقدمة الرأس بكل قوته، تلمس بأصابعه العينين، سدد بيمناه حد الخنجر إلى مكان العين، حاول الذئب أن يسحب رأسه، شده شجاع بقوة، وهو يرتكز بقدمه السليمة على طرف السقف، نزلت الرقبة حتى الكتفين، وغاصت في الشق الضيق؛ الذئب معه الآن، يحاول الفكاك، لا تحاول، أنت بيدي، سأتعشى بك أيها القبيح، تلمس الرقبة، وأخذ يطعنها بعنف، شخب الدم، وغطى وجهه، فاحت رائحة الدم، أحس بالرائحة في رئتيه، وقلبه، الذئب يقاوم بقوة محاولاً الخروج من الشق، يسحب رأسه، تنزلق يد الذئب. يسيل الدم بيده، تتباطأ مقاومة الذئب، وتخور قواه. تستعر ضجة الذئاب في الخارج، ها هي فوقه، فوق الغار تماماً، يسمع حمحمتها، وهي تتقاتل، هل تسحب الذئب لتنقذه أم لتأكله؟ سأتمسك به، وألوي رأسه ليسد الشق، أخذ قتال الذئاب يزداد وهي تسحب الضحية.. الذئاب تأكل الذئب.. لوى رقبة الذئب، اعترضت الجمجمة في الشق، أرخى يده، أمسك بيد الذئب المنزلقة بجانب الرقبة الملتوية وقصها، سقطت على كتفه.. نفض كفه، ومسح الدم السائل قرب عينه، ما زالت الرقبة تُسحب، سمع طقطقة، انقطعت الرقبة، وهوت مع الرأس في حِجْرِهِ. بدأ ضجيج افتراس الذئاب وهي تزمجر، ابتعدت الأصوات.. تنفس بهدوء، أزاح الرقبة والرأس، وضع الرقبة تحت فخذه، تلمس الرأس المنغرس بجانبه في الرمل.. هل زال الخطر؟ قال ذلك، أسند كوعه فوق جمجمة الذئب وغفا.. طاردته أصوات البواريد، و زعيق الفرسان وراءه، فز من نومه، تذكر إحدى غزواته، إذ حاصره فرسان القبيلة، و لم ينقذه غير سرعة الأبلق. ساد سكون غريب.. هل طلع النهار! تفاءل، نظر من فتحة السقف، السماء سوداء، ونجمته اختفت. أصاخ السمع، ثمة صوت مشي في الوادي، أسمع صوت الحصى تحت الحوافر.. هل جاء حصاني الأبلق الحبيب لينقذني!، اقترب المشي، إنه أكثر من صوت.. إنها هي، عادت لتنهيني. لا مفر الآن غير طلوع الشمس.. اتضح وقع أقدامها، ازداد، تجمعت قرب باب الغار، تحرك أنوفها قرب الشوك، قفز ذئب فوق الجرف، أطل من الشق وشخر، تساقطت حبات رمل، وغبار فوق عينيه، رفع الخنجر أمام الفتحة، أحس بأن رأس الذئب يقترب، ويبتعد، إنه يهاب أن يُدخل رأسه في الشق؛ لم ينس هذا الماكر ما حل بصاحبه!. إنه يحفر الآن، يوسع الشق. شجرة الشوك تهتز، يسمع تحطم أغصانها الصغيرة اليابسة، ماذا يجري؟ هل ستقتحم علي الباب أيضا! لم لا تعوي؟ تنحنح، وبكل قوته أخذ يغني، عوت الذئاب وهي تدور حول الباب، شجرة الشوك تهتز أكثر، إنها تضرب الأغصان بقوائمها.. هي تكسر الشوك حتى لو آلمها. فزع.. ثمة فتحات بدأ يتسلل منها ضوء قليل. اصمد يا شجاع، فهذا الفجر يطل. غنّ لتطردها. ارفع صوتك لتعرف أنك غير خائف.. غن، لكن صوته كان ضعيفاً؛ لقد جف حلقه، لو مات من العطش، أفضل له من أن يكون طعاماً للذئاب.. حرك جسمه.. آلمته ساقه وكأنها ضربت بخنجر، قال: نسيتك يا ساقي. سأتفرغ لك لو بقيت حياً. ازداد الضوء قليلاً، رأى رأس الذئب يضرب الأغصان، رفع رأسه فرأى الآخر مجتهداً لتوسيع الشق فوقه، ابتسم ابتسامة يابسة؛ إنهما يتباريان، من يسبق، ويدخل يفوز بأحشائي! بدأت أغصان الشجرة البائسة تتقصف وتنهار، يرفع خنجره، يغمض الذئب عينيه، ويدخل طرف رأسه، يحفر بقائمتيه الأرض، تطير أشلاء الشوك في الهواء، ينقض الذئب عليه، يغرس أسنانه في بطنه، يطعن رقبة الذئب، تفوح في أنفه رائحة أحشائه، وهي تندلق على الأرض، يضرب الذئب بخنجره، ويهدر مثل جمل، يصرخ، يضرب.. يعض الذئب عضده، ويسحبه إلى الخارج، الذئاب الأخرى تتنابح مثل الكلاب، تسحبه، تتجمع، تجوس في أمعائه، وركيه ويديه، رقبته، يرى منهاد تركض، وشعرها تطير به الريح، عابر يطاردها بحصانه الأبلق، لا حصانه الأبلق جاهز للركوب، يقف له، يخفض رأسه في الأرض، يشاهد الضوء، رأس الجبل، عش الصقور. يلفح صدغه هواء بارد، يحس بتعب، و هدوء, يبتسم، وهو ينظر إلى السماء البعيدة، يشد أصابعه على خنجره، يده تسقط، يشد أصابعه، تنطبق عيناه، وتغيبان عن الحياة.