قفل رثاء17 ركض من البيت فزعا إلى غرفته، أغلق الباب بالمفتاح، دار في الغرفة الدائرية حتى كل. ثم أخذ يطرق الباب طالبا المساعدة !! إرث رثاء 18 الشيخ الذي يحمل في رأسه الحكايات، وترتسم في تجاعيده مسيرة النخل، وتمتد السهول ومصاب مياه الجبال بين ساعديه، وتتدفأ في قلبه تواريخ الأيام والليالي الطويلة، يستيقظ في كل فجر مادا يومه إلى مزرعته، وفي المساء يعود وقد غرست يداه البذور، وفرحت بمياهه الأشجار.. هذا اليوم يعود الهوينا، يتمدد على فراشه، وينادي أولاده، ويمسك بأيديهم، ويشير إلى اخضرار المزرعة المدلهم بالتعب وغناء العصافير. ويغمض عينيه مبتسما.