يلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بالرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الثلاثاء خلا زيارته للولايات المتحدة، حيث من المقرر إجراء محادثات تتناول تعزيز العلاقات الثنائية إضافة إلى سلسلة من المواضيع ذات الاهتمام المشترك المتعلقة بأمن الخليج العربي والسلام في الشرق الأوسط وغيرها من الشؤون الإقليمية والعالمية. على الرغم من التعرجات التي مرت بها العلاقات السعودية – الأمريكية فقد برهنت العقود الماضية على امتدادها، على أن البلدين قادران على تجاوز التوتر والعودة إلى أسس العلاقة الثنائية القوية التي تفرضها مصالح كل منهما وقدرة قيادات البلدين على احتواء أية قضايا عالقة وحلها عبر التبادل الصريح للآراء. وفي ذلك يقول الدكتور جون آلترمان مدير برنامج دراسات الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن إن الرياضوواشنطن برهنتا على قدرتهما على تجاوز مراحل صعبة في العلاقات الثنائية وإن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتبع أسلوبا ثابتا من البداية في تعامله سواء مع الإدارة الأمريكية السابقة أو الإدارة الحالية. وشرح الدكتور آلترمان ذلك بقوله "كانت المصارحة هي الأسلوب الذي ساعد على تجاوز استياء الرياض من سياسة الرئيس جورج بوش والملاحظات الأمريكية التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر. وكانت المصارحة أيضا هي مفتاح مخاطبة الرئيس باراك أوباما. وأعتقد أن هذا ساهم كثيرا في تجاوز البلدين لأية مشكلات قد تنجم عن تباين نظرتيهما إلى قضايا الإقليم". وأضاف "السعودية قوة أساسية في الشرق الأوسط. وهناك تحديات كثيرة تواجه المنطقة وهي تحديات لكل من السعودية والولاياتالمتحدة. السعوديون يعتقدون أن الوضع في المنطقة يمكن أن يتحول إلى الأسوأ أو إلى الأفضل عبر سيناريوهات متعددة. وهم يضغطون لجعل واشنطن تختار السير في الدروب التي يمكن أن تجعل الوضع أفضل وليس في الدروب الأخرى. يبدو أنها مهمة بسيطة ولكن الأمر أحيانا يكون أصعب مما يمكن تصوره كما رأينا عام 2003". وتابع "السعوديون لا يريدون حربا جديدة في المنطقة ويرغبون في رؤية حل عادل للمسألة الفلسطينية وحل دبلوماسي لقضية البرنامج النووي الإيراني وفي تعزيز أمن الخليج. ولو كان للسعوديين أن يختاروا بين التواجد الأمريكي في الخليج بعد حصول إيران على السلاح النووي وخروج الولاياتالمتحدة تماما من الخليج إذا تخلت إيران عن برنامجها النووي فإنهم سيختارون خروجنا من المنطقة دون تردد. إنهم قادرون على التفاهم مع طهران إذا ما تبنى الإيرانيون سياسات معقولة وقد ترجموا ذلك مرارا في خطوات عملية تجاه إيران". وأشار آلترمان إلى أن القضية الأولى التي تستحوذ على الاهتمام السعودي الشعبي والرسمي هي القضية الفلسطينية. وشرح ذلك بقوله "الملك عبدالله يرغب في أن يبلغ أوباما بأن من الصعب الإبقاء على الوضع كما هو لفترة أطول. ويأتي ذلك في وقت مناسب تماما فقد بدأ كثيرون يتحدثون علنا في واشنطن عن وجود تباين حقيقي في المصالح بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل. لم يعد بوسعنا نحن أيضا أن نقبل بأن تقوم إسرائيل كل بضعة أعوام بعملية عسكرية تقتل خلالها الآلاف بدلا من أن تباشر مفاوضات دبلوماسية بناءة من أجل إحلال السلام". وقال آلترمان إن زيارة خادم الحرمين لواشنطن تأتي في لحظة حساسة وشرح ذلك بقوله "الملفات الأساسية في الشرق الأوسط مفتوحة على مصراعيها. ثمة مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وضغوط أمريكية لحمل الطرفين على التقدم نحو تسوية ذات معنى. وهناك عقوبات دولية أقرها مجلس الأمن وسط تهديدات باستخدام القوة. وفي هذا المفصل الزمني يأتي السعوديون لإبلاغ واشنطن بما يرونه مناسبا. وهم لا يفعلون ذلك باعتبارهم دولة أخرى في المنطقة ولكن باعتبارهم القوة الأهم التي تمثل أغلب الدول العربية إن لم يكن كلها".