قال محللون ودبلوماسيون إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، سيحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن هذا الأسبوع، على اتخاذ موقف أشد من اسرائيل بسبب توقف محادثات السلام مع الفلسطينيين. وسيجتمع الملك عبد الله مع أوباما, الثلاثاء 29 يونيو 2010, عقب حضور قمة مجموعة العشرين في كندا. ويقول السعوديون إن أوباما لم يمارس ضغطا كافيا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كي يفرض تجميداً كاملاً للاستيطان اليهودي في المناطق الفلسطينية المحتلة. وقال خالد المعينا, رئيس تحرير صحيفة (عرب نيوز) اليومية وهو عضو في وفد الملك عبد الله: "يريد الملك الحصول من أوباما على ضمانات بأنه سيحل قضية السلام في الشرق الأوسط". وأعرب المحلل السياسي السعودي خالد الدخيل عن اعتقاده بأن الوقت قد حان للسعوديين ولكل العرب أن يقولوا للولايات المتحدة إن الوضع لا يمكن أن يستمر إلى الأبد في سياق "ما يسمى عملية السلام". وفي العام الماضي أحيا أوباما طلبا أمريكيا قديما بأن تقدم السعودية مبادرات باتجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل ليكون ذلك حافزا كي تتخذ إسرائيل مبادرات باتجاه إقامة دولة فلسطينية. ولكن السعودية قالت إنه ليس بمقدورها تقديم تنازلات خارج مشروع السلام العربي الذي تقدم به الملك عبد الله عام 2002 والذي يعرض على إسرائيل اعترافا في مقابل إعادة الاراضي المحتلة والسماح بقيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وقال جون ألترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "ما زال هناك رأي سعودي مفاده أنه إذا ضغطت الولاياتالمتحدة على الإسرائيليين فإن هذا هو ما يلزم من أجل ابرام اتفاق سلام". وتابع حلفاء الرياض الغربيون بقلق تقارب تركيا مع إيران. فقد توسطت تركيا مع البرازيل لدى إيران كي يتم توقيع اتفاق بشأن تخصيب اليورانيوم، في مسعى لم يكلل بالنجاح لمنع إقرار عقوبات إضافية. ويوجد توتر بين الرياضوطهران بسبب دورها الإقليمي بعد وصول الشيعة للحكم في العراق عقب حرب عام 2003. وتخشى الرياض من احتمال حصول إيران على سلاح نووي، واشتكى العاهل السعودي الملك عبد الله، علنا بشأن حشد طهران المتشددين العرب حول القضية الفلسطينية. ويقول دبلوماسيون ومحللون إن الشأن الايراني سيكون من أهم الموضوعات المطروحة على جدول أعمال المحادثات في واشنطن. وتقول الرياض إنها لا تريد نشوب صراع إقليمي بسبب البرنامج النووي الإيراني. ولم تستبعد الولاياتالمتحدة ولا إسرائيل اتخاذ عمل عسكري من أجل وقف إيران التي تقول إنها لا تهدف من وراء برنامجها النووي إلا لتوليد الكهرباء. وقال الدخيل :ان السعوديين لا يفضلون العمل العسكري لأنهم يدركون مدى الدمار الذي سيخلفه ذلك. ويرى محللون أن زيادة مبيعات النفط السعودي للصين جعلت من السهل على بكين أن تدعم العقوبات على إيران. وكثيرا ما يطلب الزعماء العرب تحركا أمريكيا في الجبهة الفلسطينية مقابل الدعم في قضايا أخرى. وقال سايمون هندرسون, من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: إن أوباما ربما يحاول إقناع السعوديين بزيادة إنتاج النفط بغرض خفض الأسعار لكي يتسنى تشجيع التعافي العالمي. وإذا ما تراجع سعر النفط فسيؤثر ذلك أيضا في عوائده بالنسبة لإيران. واعتمدت الولاياتالمتحدة في السابق على السعودية في لعب دور معتدل في (أوبك) ضد الأطراف التي تنزع لزيادة الأسعار. ولكن قدرة (أوبك) والسعودية على التحكم في الأسعار لم تعد كما كانت من قبل.