دخلت حرب الاحتلال وجريمة الإبادة الجماعية، التي تُنفذها قوات الاحتلال ضد العائلات الفلسطينية والمدنيين والنازحين في قطاع غزة،الأربعاء، يومها ال460 على التوالي، تزامنًا مع تواصل قصف واستهداف المنازل المأهولة وارتكاب مجازر جديدة. وارتفعت حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ ال7 من أكتوبر 2023 إلى 45 ألفًا و885 شهيدًا، بالإضافة ل109 آلاف و196 مصابًا بجروح متفاوتة؛ بينها خطيرة وخطيرة جدًا. ويواصل جيش الاحتلال لليوم ال96 عمليته العسكرية على شمال غزة عبر القصف الجوي والمدفعي وتدمير المنازل وفرص سياسة التجويع والحصار. وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية من كارثة حقيقية تعصف بالمستشفيات ومحطات الأكسجين وثلاجات حفظ الأدوية وحضانات الأطفال في كافة المرافق الصحية المتبقية على رأس عملها في القطاع، بسبب نقص الوقود. و أحصت مصادر طبية استشهاد 49 فلسطينيا خلال ال24 ساعة الماضية في مختلف مناطق القطاع. "الأونروا": المستشفيات في غزة أصبحت مصائد للموت آخر التطورات استشهد فجر الاربعاء، ثلاثة مواطنين جراء قصف منزل لعائلة البنا في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة كما وصل خمسة شهداء وعدد من الإصابات لمستشفى المعمداني باستهداف منزل لعائلة "برغوت" قرب مسجد بلال في حي الزيتون جنوب مدينة غزة. وأطلقت زوارق حربية إسرائيلية نيرانها غربي النصيرات وسط قطاع غزة. كما وشن طيران الاحتلال غارة جوية إسرائيلية على شقة سكنية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. ونسف جيش الاحتلال مباني سكنية في منطقة النزلة في جباليا شمالي قطاع غزة. واستشهد وأصيب عدد من المواطنين في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة. واستشهد الليلة الماضية 17 مواطناً إثر القصف الإسرائيلي على مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة بينهم 8 أطفال و5 شهداء نساء. إلى ذلك، تتواصل في العاصمة القطرية الدوحة، مفاوضات من أجل التوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق النار، وذكر ستيفن ويتكوف، الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لشغل منصب المبعوث الخاص للشرق الأوسط، إن المفاوضين "يحققون الكثير من التقدم" بشأن صفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة. مصائد للموت قالت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"،الأربعاء، إن "المستشفيات في غزة أصبحت مصائد للموت". وأوضحت في منشور على منصة "أكس"، أن العائلات في غزة تتفكك، والأطفال يموتون من البرد، والجوع يفتك بالأرواح. وتأتي تصريحات "الأونروا" في ضوء القصف المتواصل والاستهداف المباشر للمستشفيات، حيث أصبحت المستشفيات العامة الثلاثة في شمال قطاع غزة، وهي: كمال عدوان، وبيت حانون، والاندونيسي خارج الخدمة، بسبب تصاعد عدوان الاحتلال، كما يعمل الآن 14 مستشفى فقط من أصل 36 في غزة جزئيا، وتواجه نقصا حادا في الامدادات، حسب ما أفادت به وزارة الصحة الفلسطينية. يجب التوصل إلى صفقة حذر مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي من أن العمليات البرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وصلت إلى نقطة استنفاد، ما يتطلب اتخاذ "قرارات صعبة"، بما في ذلك إنهاء القتال والسعي إلى التوصل لصفقة مع حركة حماس لتبادل الأسرى. جاء ذلك بحسب ما أوردت القناة 13 الإسرائيلية، الليلة الماضية،وذكرت أن ذلك يأتي على خلفية المفاوضات غير المباشرة مع حماس في محاولة للتوصل إلى صفقة، فيما يهدف كبار الضباط إلى "منع سقوط المزيد من الجنود" في ظل الخسائر التي يتكبدها الجيش. ونقلت القناة عن مسؤولين عسكريين قولهم إن "العملية البرية استنفدت نفسها في غياب صفقة، سنعود إلى الأماكن نفسها". وأوضحوا أن العودة إلى المواقع التي سبق أن عملت فيها القوات في القطاع ستكلف أثمانًا باهظة، وستؤدي إلى سقوط المزيد من الجنود. وقال ضباط في الجيش خلال مناقشات داخلية إن "إحصاء ما وصفه جثث 'المخربين' لا يمكن أن يشكل بديلًا عن أهداف الحرب المتمثلة في استعادة الأسرى والقضاء على سلطة حماس". وفي غضون ذلك يواصل قادة الجيش الإسرائيلي تكرار الرسائل المعتادة؛ وخلال جولة في جباليا، وجه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، رسالة تهديد إلى حماس. وزعم هليفي أن العمليات العسكرية التي ينفذها جيشه ستؤدي إلى فرض ضغوط كبيرة على حركة حماس لدفعها إلى "إعادة جميع الرهائن" المحتجزين لديها. وقال هليفي، خلال اجتماع لتقييم الأوضاع مع قادة ميدانيين، من بينهم قائد القيادة الجنوبية يارون فينكلمان، وقائد الفرقة 162 إيتسيك كوهين، وقادة ألوية،إن "حماس تدرك كل يوم حجم الأضرار التي تُلحقون بها، وهم يرون أن الوضع يقترب من أن يصبح لا يُطاق". وتابع هليفي "لن نتوقف. سنجبرهم على الوصول إلى النقطة التي يدركون فيها أنهم بحاجة لإعادة جميع الرهائن". وأضاف "العمل الذي تقومون به سيستمر ويتواصل، مع أسر وقتل المزيد من نشطائهم. أعلم أنكم تبذلون قصارى جهدكم لتقليل الإصابات في صفوفنا". في السياق ذاته دعا المدير الأسبق لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وأحد المقربين منه، ناتان إيشل، إلى وقف فوري للحرب على قطاع غزة، معتبرًا أنها لا يحقق أي مكاسب عسكرية أو أمنية لإسرائيل وتتواصل دون طائل أو جدوى. وقال إيشيل في رسالة بعثها لمقربين منه عبر تطبيق "واتساب"، وتداولتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، الثلاثاء، إنه "لا جدوى من استمرار القتال في غزة، ولذلك يجب إيقافه على الفور"، داعيا لإطباق الحصار على القطاع. وجاء في رسالة إيشيل أنه "من المؤسف أن نفقد المزيد من الجنود أو أن يُصابوا ببتر الأطراف أو فقدان أعين، علاوة على الآلاف الذين دفعوا الثمن بالفعل، ويدفعون ثمنًا إضافيًا نتيجة استمرار القتال غير الضروري في غزة". وشدد على أن "الحرب في غزة حاليًا لا تُعيد الرهائن، ولا تحقق مكاسب عسكرية أو أمنية. من وجهة نظري، يجب وقفها فورًا". واقترح إيشيل حلاً لإنهاء الحرب، قائلًا: "بما أن القطاع محاصر، فإن الحل الوحيد هو فرض حصار شامل". والحصار الذي اقترحه إيشيل يتضمن "عدم إدخال مساعدات أو طعام إلى قطاع غزة. وفي الوقت ذاته، يتم السماح بخروج منظم وخاضع للمراقبة (للغزيين) إلى مناطق يمكن لإسرائيل التحقق منها، لكل من يرغب في الحياة". وتابع "أما من لا يرغب في الحياة، ويرفض المغادرة بطريقة منظمة وخاضعة للمراقبة، فإما أن يموت برصاص جنود الجيش الإسرائيلي، أو من الجوع". كما اتهم إيشيل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تقترب من انتهاء ولايتها بعد أقل من أسبوعين، بأنها لم تكن ترغب في حسم الحرب على غزة بشكل نهائي، بل سعت إلى إبقاء قدرتها على "مناورة" إسرائيل، على حد تعبيره. وأضاف إيشيل أنه "يمكننا منذ الآن الاستعداد والإعلان أن هذا (الحصار) ما ستفعله إسرائيل بعد أسبوعين، عندما تدخل إدارة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. هذا الأمر جيد لإسرائيل، وهو جيد أيضًا لسكان غزة غير المتورطين والراغبين في الحياة". يُذكر أن إيشيل لا يزال ضالعًا بقضايا السلطة في إسرائيل بشكل غير رسمي، على خلفية قربه من رئيس الحكومة، نتنياهو، إذ كشفت حادثة حديثة عن دوره في الضغط على وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، للاعتذار لنتنياهو. وبعد اعتذار بن غفير مساء السبت الماضي على إجباره نتنياهو الخروج من المستشفى لدعم مشروع قانون يتعلق بالميزانية، بعث إيشيل برسالة إلى بن غفير، كتب فيها: "سعيد لأنك استمعت إلى نصيحتي في نهاية الأمر واعتذرت. أسبوع سعيد". ولكن الرسالة أُرسلت عن طريق "الخطأ"، على ما يبدو، إلى مراسل موقع "واينت"، إيتمار آيخنر، عوضا عن إرسالها إلى إيتمار بن غفير؛ ما كشف دور إيشيل في الضغط على بن غفير وضلوعه في القضايا الائتلافية. مطالب بوقف الحرب هاجم الزعيمان بالمعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد ويائير غولان،رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات منفصلة،الليلة الماضية، وطالباه بالتوصل لصفقة تبادل شاملة ووقف الحرب على قطاع غزة. وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، إن صفقة التبادل وإنهاء الحرب يحظيان بدعم شعبي "غير مسبوق"، إضافة إلى دعم أحزاب المعارضة أيضًا، داعيًا في حديث إذاعي، نتنياهو "لأن يفعل ما يصبُّ في مصلحة إسرائيل، وليس ما يخدم توازناته السياسية". ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي: يجب التوصل إلى صفقة وأضاف لابيد أن عدم عودة الأسرى لمنازلهم حتى الآن يُعدُّ فشلاً لحكومة نتنياهو. وتطرق لابيد خلال اجتماع لحزبه "هناك مستقبل"، لفتح التحقيقات ضد جنود إسرائيليين في عدد من دول العالم، محملًا حكومة الاحتلال المسؤولية وواصفًا ذلك بأنه "الفشل الأفظع والأكبر". وتابع: "كان من الممكن منع هذا الفشل بشكل كامل، لكن هذه الحكومة لا تعرف كيف تدير أي شيء، كما أنها لا تعرف كيف تدير الاقتصاد، ولا تعرف كيف تعيد أسرانا، فهي تدمر مكانتها بالكامل في العالم". وفق ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية. من جانبه، دعا زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي، يائير غولان، إلى صفقة تبادل شاملة، مضيفًا أن فكرة التوصل إلى صفقة جزئية لا تعيد جميع الأسرى في غزة "هي الطريق الرهيب إلى حرب لا نهاية لها". وأضاف: "الحرب على غزة انتهت منذ زمن، إلا أن حكومة نتنياهو لم توقف هذه الحرب "رغبة في البقاء بالسلطة وأوهام الاستيطان في غزة"، مشيرًا إلى أن "كل جندي يقتل في غزة شهادة على الإهمال السياسي والأمني للحكومة". ويواجه نتنياهو وحكومته اتهامات إسرائيلية داخلية بإفشال التوصل لصفقة تبادل للأسرى وإصراره على استمرار الحرب خدمة لمصالحه السياسية وبقائه على سدة الحكم. وتتواصل المظاهرات والاحتجاجات الإسرائيلية المطالبة بإبرام صفقة تبادل للأسرى، وسط مصادمات ومواجهات باتت شبه يومية مع شرطة الاحتلال التي تقمع بدورها المتظاهرين وتعتقل عددًا منهم. اعتداءات المستوطنين تتواصل شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، حملة اقتحامات واعتقالات واسعة في الضفة الغربيةالمحتلة، بالتزامن مع اعتداءات واسعة للمستوطنين المتواصلة لليوم الثالث على الفلسطينيين وممتلكاتهم لليوم الثالث على التوالي. تأتي هذه الاقتحامات في إطار حملة تصعيدية ينفذها الاحتلال في مدن وقرى الضفة، حيث تستهدف الاعتقالات والمداهمات اليومية العائلات الفلسطينية ومنازلها. وتعرضت بلدات عديدة في الخليل ونابلس ورام الله وطولكرم، لمداهمات واعتقالات طالت عددا كبيرا من الشبان. واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدتي بيتا وسبسطية بمحافظة نابلس. واعتقلت قوات الاحتلال 7 شبان من مخيم عسكر الجديد بنابلس كما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في بلدة سعير بالخليل طالت عددا من أبناء البلدة. واقتحمت قوات الاحتلال بيتا، جنوب نابلس، ما أدى إلى اندلاع مواجهات، أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام، دون أن يبلغ عن إصابات. وفي سبسطية، اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة الأثرية وعدة أحياء في البلدة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أطلق خلالها الجنود الرصاص الحي، وقنابل الصوت، والغاز السام بين المنازل. وفي القدسالمحتلة اعتقلت قوات الاحتلال مرام وحسنية فيراوي، من البلدة القديمة، كما اقتحمت قوات الاحتلال، بلدة حزما، وأطلقت قنابل الغاز السام تجاه منازل المواطنين، واحتجزت شابا لفترة، ثم أفرجت عنه. واحتجزت قوات الاحتلال، خمسة شبان عند الحاجز العسكري المقام على مدخل شارع الشهداء المؤدي إلى منطقة تل الرميدة، وسط مدينة الخليل. وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال الموجودة على الحاجز احتجزت خمسة شبان من سكان المنطقة، في أثناء عودتهم إلى منازلهم واقتحمت قوات الاحتلال بلدة كفر جمال و ضاحية ارتاح، جنوب مدينة طولكرم، واعترضت القوات مركبات الفلسطينيين، واستجوبت ركابها، وداهمت عدة منازل، واعتقلت عددا من الشبان، دون أن يتسنى معرفة هوياتهم. وفي ذات السياق، لاحق مستوطنون يتواجدون في البؤرة الاستيطانية المقامة في سهل رامين شرق طولكرم، مركبات الفلسطينيين في أثناء مرورها من السهل، وأطلقوا الأعيرة النارية عشوائيا. كما هاجم مستعمرون،الأربعاء،مركبات المواطنين قرب بلدة بيتا جنوب نابلس شمال الضفة الغربية. وأفاد شهود عيان، بأن مجموعة من المستعمرين هاجمت مركبات المواطنين رشقا بالحجارة قرب جبل صبيح التابع لأراضي بلدة بيتا. وكان اقتحم عشرات المستعمرين، الأربعاء، باحات المسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات المستعمرين اقتحموا المسجد الأقصى، على شكل مجموعات متتالية، من جهة باب المغاربة، وأدوا "طقوسا تلمودية" في باحاته. وأضافت المصادر ذاتها، أن شرطة الاحتلال كثفت وجودها عند أبواب المسجد الأقصى وفي محيط البلدة القديمة، وعرقلت دخول المصلين إلى المسجد. ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزةوالضفة الغربية، في أكتوبر 2023، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها عند أبواب المسجد الأقصى، ومداخل البلدة القديمة. اقتحامات الاحتلال لمناطق بالضفة