الرياض- (ا ف ب) – يبدأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اليوم زيارة رسمية إلى الولاياتالمتحدة، إذ من المتوقع أن يبحث مع الرئيس الاميركي باراك اوباما اليوم (الثلثاء) في البيت الابيض تحفظات المملكة ازاء العقوبات الجديدة على ايران فضلاً عن التعثر المستمر في عملية السلام وفي حرب افغانستان، حسبما افاد محللون لوكالة فرانس برس. كما انه من المتوقع ان يطلب اوباما من الملك عبدالله الذي يلتقيه للمرة الثالثة، ان يبدي مزيداً من الصبر في خصوص اعادة اطلاق مفاوضات السلام في الشرق الاوسط وفي خصوص الحرب المستمرة ضد حركة طالبان في افغانستانوباكستان. وبحسب توماس ليبمان الخبير في مجلس الولاياتالمتحدة للعلاقات الخارجية، فإنه ليس هناك خلافات استراتيجية بين الحليفين، كما انه «لم يعد هناك فجوات يجب سدها كما كانت الحال في السابق». واسهم اللقاء الأول بين اوباما والملك عبدالله في الثالث من حزيران (يونيو) الماضي والخطاب الذي ألقاه اوباما بعد يوم واحد في القاهرة وتوجه فيه الى العالم الاسلامي، في سد الهوة التي كانت موجودة ابان حكم ادارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. واشار ليبمان الذي يستعد لنشر كتاب حول العلاقات السعودية الأميركية، بشكل خاص الى التعاون الوثيق بين البلدين على صعيد محاربة تنظيم القاعدة. وعلى رغم اقرار السعوديين بضرورة لعب واشنطن دوراً في القضايا الاقليمية الرئيسية، الا انهم يبدون مزيداً من التحفظات ازاء معالجة الجانب الاميركي لملفي ايرانوافغانستان، كما انهم يخشون من تراجع التزام اوباما في التوصل الى سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين بسبب تعنت اسرائيل. من جانبه، قال مصطفى العاني مدير قسم الامن والدفاع في مركز الخليج للابحاث الذي مقره دبي، «بالنسبة للملك عبدالله، عملية السلام اساسية». واضاف: «هناك خيبة امل كبيرة في السعودية وفي العالم العربي ازاء عدم تمكن الرئيس اوباما من الوفاء بالتزاماته». وعلى صعيد الملف الايراني، يقول العاني ان «السعوديين مقتنعون بأن العقوبات الاقتصادية لا تجدي نفعاً»، الا انهم «لا يملكون بديلاً يطرحونه». من جانبه، قال جون الترمان مدير المركز الاميركي للدراسات الاستراتيجية والدولية المكلف شؤون الشرق الاوسط، ان دول الخليج تريد «ان يكون لها كلمة» بالنسبة للسياسة الاميركية ازاء ايران، «حتى وان لم تكن لديها فكرة واضحة حول سبل احتواء الطموحات النووية لايران». وكان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل انتقد علناً في شباط (فبراير) الماضي فرض عقوبات جديدة على ايران. ولم يوضح الامير سعود موقف بلاده حول البديل عن العقوبات، الا ان السعوديين لطالما اعتقدوا بان التوصل الى حل للقضية الفلسطينية سيسهم في حل المشكلات الاقليمية الاخرى بما في ذلك التهديد الذي تمثله ايران بالنسبة إلى دول الخليج. وكان المدير السابق للمخابرات السعودية وسفير المملكة السابق في لندن وواشطن الامير تركي الفيصل اعتبر ان الاميركيين «غير قادرين» على حل مشكلات افغانستان كما انه يتعين على واشنطن «الا تعتقد بانها قادرة على حل مشكلات افغانستان بالسبل العسكرية». وبحسب العاني، ترى الرياض ان واشنطن تمارس الكثير من الضغوط على باكستان، حليفة المملكة، وتعطي دوراً مبالغاً فيه للهند وايران في افغانستان.