نقلا عن الوطن السعودية : كشف الأديب والإعلامي محمد رضا نصر الله في ثلوثية المشوح أنه طلب من الأديب الراحل محمد عابد الجابري أن يقرأ القرآن ويفسره عندما حضر إلى الرياض ليلقي محاضرة بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات حول العولمة قبل عشر سنوات. وقال: بعد نهاية المحاضرة أخذته في جولة حول شوارع الرياض وقلت له لماذا لا تكتب في القرآن؟، أنتم معشر المنظرين العرب تماهيتم مع ماركس في موقفه ضد الدين!. ومضت السنوات والأيام حتى فاجأني في كتابه "حول تفسير القرآن" وختم حياته به، وقد قال لي في حضوره الأخير في معرض الرياض الدولي للكتاب: أنت المسؤول عن تحولي الفكري، شجعتني على قراءة القرآن، وقد أشار لذلك في مقدمة كتابه. وقد استثارني في كتابه "نقد العقل العربي" في تغييبه القيمة الدينية، وهو صديق وعلاقتي معه علاقة تلميذ بأستاذه. وبين نصر الله في حديثه أن وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة حينما كان وكيلاً للوزارة للشؤون الإعلامية كلفه بتقديم برنامج "الكلمة تدق ساعة"، وقال: حينما كلفني جلت في مكتبة التلفزيون لأبحث عن مادة أدبية فلم أجد سوى مقابلة يتيمة أجراها المذيع ماجد الشبل مع عميد الأدب العربي طه حسين مدتها نصف ساعة، وطلبت أن يفدنا إلى مصر وتونس والجزائر والمغرب لإجراء مقابلات مع الأدباء. وسرد نصر الله ذكرياته مع برنامجه موضحاً أنه أجرى مقابلة مع الروائي يوسف إدريس في مكتبه بصحيفة الأهرام في نفس الوقت الذي تعرض فيه الأديب يوسف السباعي للاغتيال على يدي فلسطينيين في مطار لارنكا بقبرص احتجاجاً على تحوله السياسي، مشيراً إلى إسهام المخرج المبهر – على حد وصفه – الراحل سعد الفريح في نجاح برنامجه. وعاد نصر الله إلى ذكرياته في محافظة القطيف، مشيراً إلى أن والده يجمع إلى جانبه الديني الجانب الثقافي، وقال: كان لديه مكتبة لم أذكر أنني اعتديت على كتاب فيها، بل كان والدي يحرضني على أن أحنو على الكتاب وأهتم به. وأشار إلى أنه كتب وهو في المرحلة المتوسطة أول مرة عن الشاعر الشريف الرضي ونشر بصحيفة اليوم، كما كتب عن جبران خليل جبران في مجلة المنهل عن طريق عبدالقدوس الأنصاري. وشدد نصر الله على الدور المؤثر لعلامة الجزيرة حمد الجاسر في إيقاظ وتشجيع الشباب القطيفي على الكتابة في مجلة اليمامة. وبين نصر الله أنه مارس العمل الصحفي في صحيفة اليوم، وقال: بعدها رحلت إلى الرياض لإكمال دراستي الجامعية بجامعة الرياض وآنذاك قابلت عبدالله إدريس وهو أول من قابلت بسبب كتابه "شعراء نجد المعاصرون"، لما له وقع خاص وسحر في كتابه، كما قابلت عبدالله بن خميس، وحمد الجاسر بعد عودته من مغتربه، قابلتهم وأسسنا مع الأمير فيصل بن فهد اللقاء الأول للأدباء السعوديين تحت مظلة خيمة عكاظ 1394ه، وشكل هذا اللقاء مادة لعملي الأدبي عندما التحقت بصحيفة الرياض محرراً ثقافياً بعد أن عينني الأديب عبدالله الماجد المشرف على صفحات الأدب. وعن علاقته بالأديب حسن ظاظا قال نصرالله إنه تتلمذ على يديه، حيث درّسه فقه اللغة في كلية الآداب بجامعة الرياض آنذاك، وأنه استقطبه للكتابة في صحيفة الرياض بسبب علاقته القوية، ودعا الباحثين لتوثيق سيرته، لأن حسن ظاظا ظاهرة اجتماعية في الرياض. وطالب نصر الله في نهاية حديثه في الثلوثيه بإلغاء الأندية الأدبية لأنها – برأيه - فُصِّلت على أدباء ومثقفين سابقين، مقترحاً استبدالها بالمراكز الثقافية لتكون جامعة لكل الأطياف والتجارب. وعن تجربة التأليف لديه قال: ليس لدي ما يستحق من مشاريع كتابية، وهي لن تقدم إضافة جديدة للقارئ والمكتبة. من جانبه، أشار مندوب المملكة لدى اليونسكو بباريس زياد الدريس إلى دور محمد رضا نصر الله الكبير في "دعم وإنعاش فكرة تكريم والدي عبدالله إدريس بمهرجان الجنادرية"، وتذكر مواقفه مع نصر الله في برنامجه الشهير "الكلمة تدق ساعة" وقال: في حوار أجراه مع والدي شرب خمسة عشر فنجاناً من القهوة في مكان واحد، فقلت لوالدتي التي قالت لماذا تأخرت؟، قلت لها هذا لم يأت لإجراء حوار مع والدي، هذا جاء لشرب القهوة!. وبين الدريس أن نصر الله بعدها بسنوات كتب مقالاًَ يهاجم والدي بصحيفة الرياض، وكتبت رداً ساخناً وأنا في العشرينات ولم ينشر.