أثارت سلسلة من الهزات النشطة الخفيفة في البركان (يلوستون) مخاوف العلماء الذين يتوقعون حدوث انفجار للبركان بعد خمود طويل، مما قد ينجم عنه، في حالة انفجاره، انطلاق كميات كبيرة من الرماد والغبار قد تكون قادرة على تغيير مناخ العالم. ويقع بركان يلوستون في ولاية وايومنغ الأمريكية، تحت (منتزه يلوستون الوطني)، الذي أصبح وجهة للعديد من الزائرين والسياح، الذين يرتادونه لمشاهدة مناظره الطبيعية ونوافير المياه الحارة التي تنطلق في الهواء على فترات متزامنة. ولكن ما قد لا يعلمه العديد من هؤلاء الزائرين، أن تحت هذا المنتزه بركاناً أو ما يسمى بالكالديرا، وهو عبارة عن بركان هائل تحت الأرض على شكل منخفض لا يرى إلا من الفضاء الخارجي، وتتغير مستويات أرضه مع تغييرات في قوة ضغط الغازات في داخل الأرض. وسبق أن تعرضت المنطقة إلى انفجار هائل قبل 620 ألف سنة، ويذكر أن الانفجار السابق كان شديد القوة، بحيث وصل إلى خليج المكسيك، ونتج عنه إنشاء كالديرا يلوستون نفسها. ويعتقد العلماء أن انفجارا آخر في المنطقة سيكون ألف مرة أقوى من سابقه، بحيث يصل تأثيره إلى آلاف الكيلومترات محدثا تغييرا محتملا في مناخ العالم. وقالت مجموعة من الجيولوجيين في تقرير صدر عن مركز رصد البراكين في يلوستون، (إننا لاحظنا زيادة ملحوظة في عدد الهزات تحت منتزه يلوستون منذ ديسمبر الماضي، وصل أشدها إلى 3.9 درجة على مقياس ريختر). وأضاف التقرير (الهزات الأرضية تحدث في الجزء الشرقي من الكالديرا). وأشار مسح صادر عن المركز الجيولوجي الأمريكي، إلى أن انفجار البركان سيحدث تفجيرات مائية حرارية خطيرة، إلا أن المسح استبعد حدوث اندلاع بركاني كارثي. ، ولكنه حذر (في حالة حدوث اندلاع بركاني من أي نوع في المنطقة، قد يؤثر ذلك على أكثر من 100 ألف شخص في المنطقة، وقد يصل إلى خارج حدود القارة). وسجلت حوالي ألفاً إلى ألفي هزة صغيرة نسبيا منذ عام 2004، كما أظهرت صور ملتقطة من الفضاء الخارجي، حدوث ارتفاع مستمر في مستوى (كالديرا يلوستون) بحوالي ثلاث بوصات كل سنة.