استبعد زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي تجدد الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب السوداني في حال عدم تنفيذ الاتفاقات الموقعة مؤخرا بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان. وقال الترابي في مقابلة هاتفية مع وكالة الأنباء الألمانية إن كلا الطرفين لا يرغبان بهذه الحرب، موضحا أن الجيش السوداني يقاتل غربا في دارفور ولا يمكن أن يفتح جبهة أخرى، في حين أن الجنوب له الآن جيش نظامي وليسوا مليشيات كما كانوا من قبل فضلا عن انتشار جيش من الأممالمتحدة هناك. وأضاف الترابي أن الرأي العام في الجنوب يجنح نحو الانفصال عبر الاستفتاء ولن يتغير هذا الأمر إلا إذا قامت الحكومة في الشمال بتحولات جوهرية في سياساتها نحو الجنوب، مشيرا إلى أن هذه الحكومة غير مستعدة للقيام بذلك. ورأى الترابي أن الانفصال ستكون له مخاطره على الجنوب والسودان والإقليم بأكمله، موضحا أن الجنوب ليس فيه أحزاب بل يتكون من قبائل قد تتصارع فيما بينها في حال الاستقلال عن الشمال. وأشار إلى أنه حال ظهور دولة جديدة في الجنوب فإنها قد لا تلتزم بالاتفاقات الموقعة من جانب الخرطوم وهو ما سيكون له تداعياته على السودان ومصر فيما يتعلق بمياه النيل. وفى معرض رده على تخوف الغرب من تحول الشمال عقب الانفصال إلى "قاعدة لتنظيمات إرهابية" خاصة أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن اختبأ بالسودان لعدة سنوات، استبعد الترابي هذا الأمر باعتبار أن المزاج السوداني لا يتوافق مع ذلك والفكر الديني ليس فيه طائفية سنية أو شيعية أو تعصب مذهبي. وأشار إلى أن مجيء بن لادن إلى السودان إنما كان بهدف الاستثمار بعد انتهاء الحرب الأفغانية. وفى معرض رده على تساؤل حول تقييمه للاتفاق الذي عقدته الحركة الشعبية مع حزب المؤتمر الحاكم وهل يعد خطوة انعزالية عن أحزاب المعارضة الشمالية، أجاب الترابي بأنه حينما تتوقف الحركة عن الاهتمام بما يدور في الشمال ستكون قد بدأت خط الانعزال عن السودان منذ الآن، ورجح أن يكون هناك خلاف داخل الحركة الشعبية، ولكن الذي بان من قياداتهم الظاهرة أنهم سيمضون مع المعارضة إلى آخر الشوط. واستبعد الترابي إجراء انتخابات حرة ونزيهة ترضي المعارضة السودانية، وقال إن الغرب لن يعترف بهذه الانتخابات في حال مقاطعة الحركة الشعبية لها، كما استبعد أن تقاطع أحزاب المعارضة الشمالية الانتخابات إذا لم تقاطعها الحركة الشعبية. ويذكر أن كلا من حزب المؤتمر الشعبي بقيادة الترابي يعد مع حزب الأمة بقيادة صادق المهدي من أكبر الأحزاب الشمالية المعارضة لحكومة الرئيس عمر البشير، وقد اتفقا في سبتمبر الماضي مع الحركة الشعبية في جوبا عاصمة الجنوب على مقاطعة الانتخابات إذ لم تقم السلطات السودانية بتعديل قوانين الأمن وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب وإيجاد حل عادل لإقليم دارفور.