في ظل تسارع وتيرة الأحداث في المنطقة العربية، والشرق الأوسط، ومساعي السعودية لحل الأزمات المتلاحقة ومواجهة الإرهاب. وفي ظل التوترات الداخلية والخارجية التي تعاني منها العديد من البلدان العربية خاصة دول الربيع العربي، ووسط محاولات التعتيم الإعلامي والصراعات الدائرة في كل من سوريا واليمن والعراق وليبيا، ومساعي السعودية بالتوافق مع مصر لحل العديد من القضايا الإقليمية بالمنطقة، تبقى الحاجة ملحة لقراءة عميقة ومتأنية في المشهد العربي الراهن. بمشرط جراح وبرؤية باحث متعمق لا يدعي العلم ببواطن الأمور؛ ولكن يقدم قراءته للأحداث وفقاً لمعطيات وآليات الواقع واحتياجات المستقبل، بهذه الأدوات قدم الكاتب والباحث في الشئون الإستراتيجية و الدراسات العسكرية، السعودي طراد بن سعيد العمري قراءته للواقع العربي. وأشار- في حواره مع الفجر السعودي- إلى تحديات المنطقة واحتياجات السعودية خلال الفترة القادمة، كاشفاً النقاب عن المعركة القادمة للمملكة، واحتياجات المجتمع السعودي والخليجي خلال هذه المرحلة، لافتاً إلى السعودية تعيش حالياً عصر جديد بقيادة ملك جديد، وأن الأمير الشاب محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي يسعى من خلال جولاته المكوكية في دول المنطقة إلى رأب الصدع العربي، وإلى نصر الحوار.. أولاً الشأن العربي ------------------------- بداية .. كيف تقرأ المشهد العربي الراهن؟ المشهد العربي مختلط ومرتبك بعد أربع سنوات من أحداث الربيع العربي التي كشفت نقص "المناعة السياسية" للدولة وضعف في بنية أطرها السياسية (الأنظمة الجمهورية)، ماعدا مصر التي كانت مختلفة تقريباً، حيث أنها دولة/أمة بمعنى أن الأمة (المجتمع) سابق على الإطار السياسي مما أعطاها ثبات أكبر. من ناحية أخرى، أدى احتلال العراق وبالتالي سقوطه في العام 2003 إلى هزة كبرى في النظم الثلاثة: الخليجي، والعربي، والشرق أوسطي. اختلال النظم أدى إلى أمرين: الأول، فراغ في القوة Vacuum of Power حاولت خلاله بعض القوى الإقليمية مثل تركيا سد الفراغ، واستتبع ذلك رغبة إيرانية بعدم استفراد تركيا بالنفوذ. الأمر الثاني، تحرك القوة Power Shift باتجاه الشرق ناحية الخليج العربي، مع تحول من القطبية الثلاثية Tri-Polar System إلى قطبية ثنائية Bi-Polar System بعد سقوط العراق. ولذا تزايدت عوامل التوتر، وفرص الحروب بالإنابة، ودرجة الاستقطاب السياسي، كنتيجة حتمية للقطبية الثنائية. - كيف قرأت الأنباء التي ترددت حول اختلاف وجهات النظر بين السعودية ومصر في حل عدد من قضايا المنطقة وعلى رأسها القضية السورية والليبية؟ الاختلاف في وجهات النظر بين قطبين رئيسين في الشرق الأوسط كالسعودية ومصر حول القضايا السياسية وكيفية حلها أمر طبيعي وصحي ومطلوب أحياناً. منطلقات وجهات النظر السعودية والمصرية قد لا تتطابق تماماً في سوريا، وقد تختلف في ليبيا بسبب مكانة وأثر وتأثير كل من الدولتين - سوريا وليبيا - على الأمن القومي لكل من مصر والسعودية. هذا الاختلاف يعطي ثراء في شمولية الحلول واستدامتها، كما يمنح فرصة لتبادل الأدوار في المبادرات والحلول بين الدولتين. في نهاية الأمر مصر قوة إقليمية كبرى وتملك إرثاً كبيراً ومعرفة عميقة في ممارسات وسيكيولوجية الأنظمة العربية، ولذا فإن دورها أساسي ومحوري في هذا الشأن . من ناحية أخرى، من صالح مصر والسعودية عودة سوريا إلى مكانتها الطبيعية والتقليدية في النظامين العربي والشرق أوسطي، وكلنا يتذكر مصطلح "دول الطوق" الذي شكل قوة عربية متناسقة. عودة سوريا اليوم سيساعد كل من مصر والسعودية في تحمل الأعباء المتزايدة على كل دولة داخلياً وخارجيا بعد الربيع العربي ولملمة التشتت السياسي للأنظمة والدول العربية. - البعض يرى أن السعودية قد تتجه إلى المصالحة مع الإخوان من أجل كسب المعركة في اليمن.. فكيف ترى مثل هذه التحليلات؟ الأخوان تلاشوا كتنظيم وحركة سياسية؛ لكن كل شيء جائز في السياسة، ومهما يحدث فلن يتم ذلك على حساب العلاقات الإستراتيجية بين السعودية ومصر. الأخوان كتنظيم فقد قاعدته ومنبعه الأصلي في مصر كما فقد بريقه في العالم ولا أظن أنه سيكتب له أي نجاح أو استنساخ في أماكن أخرى، وسيتلاشى شيئاً فشيئا مع الحزم والإصرار من القيادة المصرية الجديدة العازمة على أمرين: اجتثاث الإرهاب؛ وتجديد الخطاب الديني. - هل تعتقد أن تطول المعركة الدائرة في اليمن أكثر من هذا أم أن الأمر سيحسم بشكل أسرع؟ في ظني أننا فقدنا اليمن الذي سكن مخيلتنا السياسية والثقافية في العقود الماضية. نحن أمام يمن جديد ومتغيرات دولية جديدة وستظل اليمن تلد معارك وأزمات مختلفة الأشكال والألوان لعقدين قادمين. من جانب أخر، أرى أن التقسيم حتمي في اليمن مهما حاول البعض الإنكار أو المصالحة أو إطلاق المبادرات فلن تؤدي إلا إلى إطالة أمد المشكل وتوسيع الهوة وتعميق الجراح. والطريق الأسلم هو توفير الظروف الأمنية وإجراء إستفتاء شعبي على العديد من القضايا الإستراتيجية في اليمن حول الإنفصال، الدستور، النظام السياسي، تقسيم الأقاليم. - في وجهة نظرك .. ما دلالة زيارة خالد مشعل على رأس وفد من حماس للمملكة مؤخراً؟ لا أريد أن أعطي زيارة خالد مشعل أكبر من حجمها، المنطقة تمر بمخاض وتحولات واستطلاع الآراء والانفتاح على المتناقضات. المهم، أن ندرك أن السعودية دخلت عهد جديد بملك جديد وقيادة جديدة وستنتهج سياسة خارجية جديدة ومنفتحة على الجميع من دون التنازل عن المباديء الأساسية والتحالفات الإستراتيجية. من جانب آخر، إهتمام السعودية بالقضية الفلسطينية والإنقسام في القيادة الفلسطينية لا يقل أهمية عن إهتمام ودور مصر التنفيذي والمحوري، وأجزم بأن القيادتين السعودية والمصرية على تنسيق متواصل حول هذه القضايا. - يبذل الأمير محمد بن سلمان جهوداً كبيرة وتحركات واسعة في المنطقة من أجل رأب الصدع العربي.. فما هي الآليات التي يمكن اتباعها لتحقيق هذا الهدف؟ لا أستطيع أن أحكم على الآليات او حتى الأهداف في ذهن هذا الأمير الشاب النشط. لكن في ظني، أنه يعتمد ثلاثة آليات: الإنفتاح؛ والإستماع؛ والتشاور، مع الجميع وخصوصاً ركائز السياسة العربية والعالمية. نجاح الأمير محمد بن سلمان في لقاءاته مع واشنطن وموسكو وباريس والقاهرة وعمان والدوحة وأبوظبي وإشرافه المباشر على ملف اليمن يتطلب منه زيارات مكوكية ومتسارعة في عالم متسارع الأحداث. - قلت إن زيارة وليد المعلم لطهران والمبادرة الإيرانية ذات الأربع نقاط واجتماع الدوحة وتفاعل مصر ..مؤشر لحل وشيك لأزمات الشرق الأوسط .. فهل ترى أن مشاكل المنطقة قد يتم حلها إذا حدثت مصالحة عربية– إيرانية؟ المصالحة السعودية - الإيرانية ستفتح الباب أمام المصالحة العربية - الإيرانية. فدول عربية فاعلة مثل مصر تقدر الموقف السعودي تجاه إيران وبالتالي فان القيادات السياسية للدول العربية الفاعلة تقف الى جانب السعودية، مشكورة، في تقييم العلاقة مع إيران وطرح الاحتمالات. في المقابل، أتوقع أن نشهد قريباً لقاءات على مستوى عال في القيادتين السعودية والإيرانية وتفاهمات تفضي إلى مجموعة من الحلول في اليمن وسوريا ولبنان والعراق وتخفيف الاحتقان بين إيران والبحرين، ومساعدة مصر على وضع حلول في الشأن الليبي. - هل مازالت عند رأيك أن عام 2015 سيكون بداية تحول جذري وتاريخي في الشرق الأوسط؟ وما التغييرات المتوقع حدوثها في المنطقة خلال ما تبقى من العام الجاري؟ في ظني أن العام 2015م سيكون نقطة تحول في النواحي الإستراتيجية والجيوسياسية بين دول المنطقة وفي علاقات المنطقة مع القوى العالمية ينطلق مع الاتفاق النووي بين دول (5+1) وإيران كمقدمة لتحول جذري في الرؤية المستقبلية. فالجانب الاقتصادي بدأ يطغى على إستراتيجيات القوى العظمى وعدم رغبتها في مزيد من الحروب خاصة في الشرق الأوسط المعقد. كما أتصور أن جميع دول المنطقة أصابها شيء من "الإعياء السياسي" Political Fatigue ولذا من المتوقع أن تتصدر الأجندات الداخلية اهتمام الدول والحكومات. كما ألمح في الأفق السياسي تقارب عربي إسرائيلي وحل ولو جزئي للقضية الفلسطينية على أساس المبادرة العربية أو نسخة معدلة منها. يضاف إلى ذلك، بعض الاستقلال للأكراد واليمن الجنوبي، وانحسار للنفوذ التركي. - كيف ترى الخسائر التي لحقت بالمنطقة العربية بسبب أفكار وأطروحات التكفيريين؟ لقد أشرت في مقال سابق نشرته صحيفة الحياة بعنوان "هل تتلاشى دول الخليج؟" إلى خطورة علو الصوت الديني على مفهوم الدولة، كما أنه - أي الصوت الديني - سيشكل عنصراً رئيسياً أسميته "التآكل السياسي" Political Erosion ينخر في جسد الدولة فتصاب بالوهن. من المهم القول، إن ما تقوم به جمهورية مصر العربية وتأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي على تجديد الخطاب الديني عبر الأزهر الشريف سوف ينعكس إيجاباً ليس على المنطقة العربية فحسب، بل على أفريقيا وأوروبا ووسط وشرق أسيا. - قلت – عبر حسابك بموقع التواصل الاجتماعي – إن أهل الخليج أزعجوا أوربا بعاداتهم وتقاليدهم فماذا كنت تقصد؟ هذه تغريدة من نوع النقد الذاتي أو لنقل: جلد الذات، بعد تصريحات رسمية من دولتي التشيك والنمسا. بعض العوائل الخليجية، وبحسن قصد، يتصرفون على سجيتهم في بعض بلدان أوروبا فيستفزون العامة لغرابة ممارساتهم في تلك الدول، فالناس أعداء ما جهلوا، كما يقول المثل العربي. وكان يجدر بتلك العوائل مراعاة العادات الأوربية، فإن لم يستطيعوا فيمكنهم السياحة في الدول العربية ومصر تحديداً لأنها الدولة الوحيدة في العالم التي تتناغم مع كافة شعوب العالم. - ما هي أبرز جوانب القصور في الأداء الإعلامي العربي؟ الإعلام العربي مختطف من جهتين: الأولى، الحكومات التي تريد تسويق "الكذب المشوق" أكثر من "الصدق الممل" في حقبة لم يعد فيها المستمع أو القاريء او المشهد يستسيغ "التجمل" ناهيك عن الكذب. أما الجهة الثانية، فهي شركات الإعلان التي ألغت مقولة "الجمهور عايز كده" لتحيل الإعلام إلى جزر صغيرة تنهك المستمع والقاريء والمشاهد في البحث عن المصداقية. - ما مدى احتياج الخليج العربي لمبادرة سلام مع إيران؟ السلام مطلب متبادل فكما هو إحتياج خليجي، هو إحتياج وضرورة لإيران. المواجهة العسكرية والحرب هي دمار للشعوب. وحالة اللاسلم واللاحرب هي إستنزاف لمقدرات الدول والشعوب. ويتبقى هنا السلام العقلاني المبني على الوضوح وتحديد المصالح بأنواعها: الإستراتيجية والحساسة والحيوية والهامشية. إيران بحاجة ماسة للسلام بعد أكثر من ثلاثة عقود من الحصار والشيطنة الإعلامية والمكر السياسي، وفي نهاية الأمر هي مطالبة برغد العيش والاستقرار والازدهار لقرابة 80 مليون نسمة. ثانياً الشأن السعودي -------------------------- - كيف ترى السياسة الخارجية للمملكة خاصة فيمَ يتعلق بعلاقات السعودية مع القوى العظمى؟ السياسة الخارجية السعودية ديناميكية وبراغماتية في الأزمات مع القوى الكبرى الإقليمية والقوى العظمى العالمية. هذه السياسة الخارجية الديناميكية والبراغماتية منذ عهد الملك عبدالعزيز مؤسس المملكة العربية السعودية إبان الحرب العالمية الأولى والثانية. كما شاهدناها في عهد الملك فيصل في الستينات خلال التأزم بين مصر والسعودية قبل حرب 1967م، إلا أن السياسة السعودية تحولت إلى صف مصر في مؤتمر الخرطوم. وهكذا، نشاهد اليوم الانفتاح على روسيا والتعاون والتشاور معها في القضايا الإقليمية والدولية، وذات الأمر مع دولة فرنسا، بعد أن ظن الجميع أن السعودية تقبع في المركب الأنجلوسكسوني. - ما هي أبرز التحديات التي تواجه المجتمع السعودي خلال الفترة القادمة؟ التحديات التي يواجهها المجتمع السعودي كأي مجتمع فتي هي تحديات خارجية وداخلية، يمكن إختصارها في محاولة المصالحة بين التقاليد والموروث من جهة، وبين العصرنة والتقدم من جهة أخرى. المجتمع السعودي متحرك بتسارع بدليل النسبة الأكبر من الشباب وتحديداً جيل ال Y (1980-2000)، كما أن المجتمع يتحول بسرعة إلى مجتمع المعرفة ومنفتح على العالم. في الوقت ذاته، يواجه المجتمع السعودي تحديات كثيرة وكبيرة يمكن تصنيفها إلى أربعة تحديات رئيسية: تحديات ثقافية؛ تحديات سياسية تحديات إقتصادية؛ وتحديات إجتماعية. وأنا على ثقة أن الحكومة والدولة تدرك حجم تلك التحديات وتضع أولوياتها بما يتناسب والمرحلة. - طالبت بإدخال الموسيقى إلى المدارس السعودية بعد الصف الثالث الابتدائي فلماذا؟ أولاً، الموسيقى موضوع جدلي في السعودية من الناحية الفقهية. ثانياً، تتكاثر الجرعات الدينية والتوازن أمر مطلوب يؤدي إلى الوسطية. ثالثاً، وبأهمية خاصة، استمعت واستفدت من إحدى حلقات الإعلامي الكبير إبراهيم عيسى 25/30 يشرح فيها تسليط التكفيريين والجهاديين الضوء والتركيز على الوجدان، وأردت بالمطالبة بالموسيقى بعد الصف الثالث الإبتدائي قطع الطريق وتفويت الفرصة على أولئك المتربصين بالشباب في سن مبكرة. - هل تعتقد أن السعودية بحاجة إلى إصلاحات سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية؟ بكل تأكيد، وأجزم أن كافة الدول العربية تحتاج إلى ذات الإصلاحات لتقوية مفهوم الدولة من ناحية، وتأصيل مفهوم المواطنة من ناحية أخرى. وقد كتبت مقال بهذا الشأن بعنوان "معركة السعودية القادمة". فندت فيها التحديات والإصلاحات المطلوبة حالما تنتهي تلك التحديات والأزمات الخارجية التي عادة ما تسرق الأضواء وإهتمام الدولة لها. كما أنني جادلت بأولوياتها كالتالي: أولاً، الثقافية في ثلاثة قضايا: (1) علاقة الدولة والمجتمع بالدين؛ (2) التعددية الطائفية والمذهبية وأهمية قبول وإحترام الجميع وإعتبارها قوة للمجتمع؛ (3) التعددية الثقافية للمناطق المختلفة في السعودية وإعتبارها قيمة مضافة تثري الحياة السعودية. ثانيا، الإصلاحات السياسية في ثلاثة قضايا: (1) صياغة دستور يحتوي على الخمسة عناصر الرئيسية: الحياة والحقوق والحريات والحكم والحرب، وذلك بضم النظام الأساسي للحكم ونظام هيئة البيعة وتطويرهما بما يتفق مع الرؤية للمستقبل؛ (2) حل مجلس الشورى وإستبداله بمجلس منتخب للشعب يساعد الدولة والحكومة في تلمس إحتياجات المواطن؛ (3) تفعيل دور المناطق المختلفة ومنحها صلاحيات أكبر وأكثر للتخفيف عن الحكومة المركزية. ثالثاً، الإصلاحات الإقتصادية، وتتلخص في (1) إعادة توزيع الثروة وزيادة دخل الفرد وتوسيع الطبقة الوسطى (2) تنويع مصادر الدخل بدلاً من الإعتماد على النفط ومشتقاته بإنشاء مجمعات صناعية إستراتيجية تستوعب الأعداد المتزايدة من الشباب؛ (3) إعتماد الضرائب كوسيلة إدارية فعالة للتنمية. رابعاً، الإصلاحات الإجتماعية، وتتلخص في الإهتمام (1) الشباب وتمكينهم والإستفادة من طاقاتهم، (2) المرأة وقضاياها وتمكينها بعد أن بلغت حظاً جيداً من التعليم والمعرفة، وتبديل الثقافة السائدة نحوها؛ (3) ذوي الإحتياجات الخاصة وإنشاء هيئة ملكية تعني بشؤونهم (4) كبار السن وتوفير حياة أكثر بهجة وسعادة لهم.