انفرجت أزمة الركود التي شهدتها محال الصرافة في الفترة الماضية، وذلك مع بدء الإجازة السنوية واستعداد الأسر للسفر إلى خارج المملكة، حيث ارتفع الطلب على العملات الأجنبية خاصة الدولار واليورو، ما أسهم في رفع مبيعات المحال وتعويض فترات الركود. وقال ل "الاقتصادية" عادل الملطاني؛ شيخ طائفة الصرافة في مكةالمكرمة، "إن أزمة اليونان شجعت كثيرا من السعوديين على السفر والسياحة تجاه الدول الأوروبية، ما رفع تداول العملات في جدة ليتجاوز سقف مائة مليون ريال يوميا". وأضاف الملطاني، أن "حركة السوق المصرفية انتعشت في العشرة الأواخر من رمضان، على غير المتوقع"، مشيراً إلى أن حجم التداول في أول 20 يوما من رمضان كان يبلغ نحو 50 مليون ريال يوميا، أما في العشر الأواخر، فارتفعت نسبته 30 في المائة، وبحجم تداول بلغ نحو 80 مليون ريال يوميا. وأرجع الملطاني هذه الحركة التي شهدتها السوق إلى كثافة المعتمرين في العشر الأواخر من رمضان، ورغبة عديد منهم في أداء صلاة العيد في الحرم المكي. وبين شيخ طائفة الصرافة، أن الدولار واليورو هما أكثر العملات تداولا سواء في البيع أو الشراء، إضافة إلى ظهور الريال المغربي على السطح وتداوله بشكل كبير. من جهته، أوضح ريان درار؛ مستشار مالي، أن سوق العملات مرت بمرحلة ركود وتراجع خلال العام الجاري، والعامين الماضيين تحديدا مع تراجع أعداد المعتمرين، في ظل مشاريع التوسعة القائمة في الحرمين الشريفين، وتحديد نسب المعتمرين القادمين من الخارج. وأشار إلى أن تداول العملات يعتمد بشكل أساسي على المعتمرين من الخارج، خاصة في المنطقة المركزية للحرم المكي، وبعد ذلك مدينة جدة التي يقصدها المعتمرون، لافتاً إلى أن نمو نشاط تداول العملات في الوقت الحالي، جاء مع توجه السعوديين نحو السفر إلى الخارج، تزامنا مع الإجازة السنوية لمعظم الموظفين. من ناحيته، أكد عبدالعزيز عبدالله؛ المحلل المالي، أن نشاط تداول العملات في المنطقة المركزية للحرم المكي، ارتبط بشكل مباشر بأعداد المعتمرين من الخارج على وجه التحديد، لذلك تراجع حجم التداولات خلال الأعوام الماضية والعام الحالي مقارنة بفترات سابقة. وبين عبدالله، أن السفر إلى الخارج رفع من حجم الطلب على الدولار واليورو تحديدا، نظرا لتوجه أعداد كبيرة من السياح السعوديين إلى أوروبا للسياحة، فيما توقع أن تتحسن المبيعات خلال الأسبوعين المقبلين، ثم تمر بفترة ركود حتى موسم الحج المقبل.