سجل حجم تداول الزوار والمعتمرين للعملات في المدينةالمنورة خلال موسم العمرة الحالي نحو 11 مليون ريال يومياً، وذلك عبر 15 مركز صرافة تتوزع حول الحرم النبوي. وبحسب صرّافين وملّاك مؤسسات صرافة في المدينةالمنورة، فإن عملتي اليورو والدولار تتصدران العملات الأكثر تداولاً هذه الأيام، يليهما الجنيهان الإسترليني والمصري، ويقف المصريون والأتراك والماليزيون كأكثر الجنسيات تبديلاً للعملات. وأوضح هؤلاء في حديثهم إلى «الحياة» أن عمليات التزييف في العملات التي يكتشفونها تكون عادة بخبرتهم وعبر آلات متخصصة، وانحسرت خلال موسم العمرة الحالي لتبلغ معدل عملية واحدة في الشهر، فيما كانت خلال عمرة رمضان الماضية تصل إلى عملية كل يومين. وقال المشرف على مؤسسة صرافة ماجد اللهيبي: «الدولار واليورو والجنيه الإسترليني هي أكثر العملات تداولاً في سوق الصرافة في المدينة خلال موسم العمرة الحالي، لأنها عملات صعبة تحتفظ بقيمتها وسط كل الظروف وتظل قيمتها ثابتة أمام الريال السعودي، فيما كثير من العملات تتأرجح أسعارها بين يوم وليلة، وهناك عملات أخرى يزداد تداولها مثل الجنيه المصري والريال الإيراني والليرة التركية». وأوضح أن حجم تداول العملات في موسم العمرة حالياً مقارب للفترة نفسها من العام الماضي، إلا أنها مقارنة بموسم العمرة قبل عامين تعد معدلات متضاعفة، مستدركاً بقوله: «حالياً متوسط حجم التداولات اليومية للعملات في مراكز الصرافة في المدينة التي يبلغ عددها 15 حول المسجد النبوي تصل إلى 11 مليون ريال». وذكر أن محال الصرافة الموجودة حول الحرم يعد عددها كافياً في المنطقة لخدمة الزوار والمعتمرين وأهالي البلد، مبيناً أن تشديد الرقابة على محال الصرافة من الجهات المختصة أخفى المحال غير المرخصة، إذ إن جميع مراكز الصرافة الحالية حاصلة على التراخيص الرسمية من مؤسسة النقد العربي السعودي والجهات المعنية. ولفت اللهيبي إلى أن تضاعف استخدام المعتمرين لعمليات الشراء عبر وسائل الدفع الإلكتروني لم يؤثر في سوق تداول العملات الورقية، بالنظر إلى أن حاجتهم إلى الدفع النقدي تزداد على مدار الساعة، وبخاصة في المدينة ومكة. وحول التزوير في العملات خلال موسم العمرة، قال: «مراكز الصرافة تحقق أرباحها من فروقات البيع والشراء خلال تداول العملات، وأصبح لدى الصرافين فيها الخبرة الكافية لكشف عمليات تزييف العملات، وخلال موسم العمرة الحالي انحسرت عمليات الاحتيال خلال التداول لتصبح بمعدل عملية في الشهر، بينما كانت تصل إلى عملية كل يومين في موسمي عمرة رمضان والحج». وتابع: «أيضاً هناك آلات متخصصة تساعدنا في عملنا، فتكشف العملات المزورة، ويتم الاتصال مباشرة في أية حال تزييف بمكافحة التزوير حالاً، أو بالشرطة لتقبض على المحتالين». من جهته، قال الصرّاف في أحد مراكز الصرافة عبدالرحمن الحربي: «يكثر هذه الأيام تداول عملات اليورو والليرة التركية وعملات إندونيسيا وماليزيا، ولأن أسعار اليورو مرتفعة على الدوام فإن تداولها واقتناءها من المعتمرين يلاحظ بكثرة خلال موسم العمرة الحالي، للحصول على الريال في مقابلها عادة». وأشار الحربي إلى أن عمليات تزييف العملات هذه الأيام قليلة مقارنة بمواسم العمرة السابقة التي كانت تكثر فيها، لافتاً إلى أن الجهود التي بذلتها جهات حكومية ضيّقت الخناق على هؤلاء المحتالين. وزاد: «نحن كصرافين لنا خبرات كثيرة في العمل بهذا المجال، ولذا أصبحنا نفرق بين العملة المزيفة والحقيقية من خلال نظرة عين أو لمسة يد». على الصعيد ذاته، أشار أحد الصرّافين في المدينة (فضل عدم ذكر اسمه) إلى أن المغاربة والمصريين والماليزيين والأتراك والإيرانين أكثر الجنسيات تداولاً للعملات خلال موسم العمرة هذه الأيام، والطلب على الريال يزداد - بحسب قوله - خلال هذه الفترة.