قال مسؤول كبير يوم الأربعاء إن روسيا تجري مشاورات نشطة "لم يسبقها مثيل" مع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وذلك في مؤشر واضح على مساع حثيثة من جانب موسكو لرفع أسعار النفط. وكثفت روسيا الاتصالات مع أوبك بعد أن هوت أسعار النفط العام الماضي لكنها استبعدت أن يعني ذلك قيامها بخفض الإنتاج لرفع الأسعار قائلة إنه من المستحيل من الناحية الفنية تعطيل الإنتاج بسبب الظروف الجوية القاسية في سيبيريا مركز إنتاج النفط الروسي. وتتوقع روسيا -وهي من أكبر منتجي النفط في العالم- أن ينكمش اقتصادها ثلاثة بالمئة هذا العام بعد هبوط النفط نحو 50 بالمئة منذ ذروته 115 دولارا للبرميل المسجلة في يونيو حزيران الماضي. وتفاقمت تداعيات تراجع سعر النفط الذي يساهم مع الغاز الطبيعي بأكثر من نصف إيرادات الميزانية العامة لروسيا بسبب رفض أوبك وأهم عضو فيها السعودية خفض الإنتاج. وقال أركادي دفوركوفيتش نائب رئيس الوزراء الروسي خلال اجتماع بوزارة الطاقة "تجري وزارة الطاقة الروسية مشاورات مع أوبك ودول أمريكا اللاتينية وتتسم المشاورات الجارية في الفترة الأخيرة بنشاط لم يسبقه مثيل. ينبغي الاستمرار في ذلك." وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك للصحفيين إنه تحدث إلى عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة أوبك منذ عدة أيام. وقال "بوجه عام نجري حوارا وقد أضفيت عليه الصفة الرسمية. كما تعلمون نلتقي مرتين سنويا ونناقش وجهات النظر بخصوص تطور سوق النفط. نناقش قضايا متنوعة .. (قضايا) محلية .. تلك التي ترتبط بإنتاج النفط الصخري وتكرير النفط والتغيرات الضريبية في البلدان المختلفة." لكن مندوبا خليجيا بأوبك هون من شأن التصريحات الواردة من موسكو بخصوص التعاون. وقال المسؤول "التصريحات الروسية لا تعني خفضا مشتركا في الإنتاج بل تعني فقط أن هناك بواعث قلق بشأن السعر لكن في نهاية الأمر قد لا يتخذ أي إجراء." واستبعد مندوب خليجي آخر فكرة الخفض المشترك. كان نوفاك أبلغ رويترز الشهر الماضي أنه سيلتقي بمسؤولي أوبك في يونيو حزيران لبحث تأثير النفط الصخري على الأسواق العالمية وذلك قبل أيام من اجتماع المنظمة للنظر في سياستها القائمة على عدم خفض الإنتاج وما إذا كانت كافية لاحتواء طفرة النفط الصخري الأمريكي. كانت وكالة الأنباء السعودية قالت يوم الثلاثاء إن وزير البترول السعودي علي النعيمي تباحث بشأن أسواق النفط مع السفير الروسي في الرياض أوليج أوزيروف. ولم يصدر تعليق عن مقر الأمانة العامة لأوبك في فيينا يوم الاربعاء. وفي نوفمبر تشرين الثاني قالت روسيا بعد اجتماع مع عدد من وزراء أوبك إنها لن تخفض الإنتاج حتى إذا نزلت الأسعار عن 40 دولارا للبرميل. وقال نوفاك إن سعر النفط الحالي البالغ 60 دولارا للبرميل مريح للمنتجين الروس. ويثير الموقف الروسي استياء أوبك وتقول المنظمة إنها لن تخفض الإنتاج ما لم يبادر المنتجون غير الأعضاء فيها بخطوات مماثلة.