أشاد الدكتور أيمن نور زعيم حزب «غد الثورة» المصري بالمملكة العربية السعودية وقال إنها دولة مركزية كبرى وزعيم إقليمي وهي الوحيدة القادرة على حل قضايا المنطقة بما فيها الأزمة الحالية بمصر. وأكد أنه يجب تشجيع المملكة العربية السعودية على مساعدة مصر وليس على مساعدة النظام، موضحاً أنه إذا تغير الموقف السعودي من دعم السيسي سوف يؤدي ذلك إلى تغير الوضع تماماً. وقال نور في حديث مطول مع موقع «ميدل أيست آي» البريطاني إنه إذا رفعت السعودية يدها بشكل كامل عن النظام فإن السيسي لن يصمد أكثر من 6 أشهر، وأضاف «إن السعودية لديها دور مهم جداً حيث إنها تقوم بدور الوسيط النزيه الموثوق به من جميع الأطراف، خاصة بعدما انهارت العلاقات المصرية القطرية، فقد كنت الشخص الوحيد في المعارضة الذي فرح للمصالحة بين مصر وقطر ?نني كنت أفضل أن تكون قطر هي ذلك الوسيط النزيه، ولكن انهارت هذه المصالحة فحلت السعودية مكان قطر وستكون هي الوحيدة القادرة على حل هذه القضايا فهي لديها خصائص لتكون زعيماً إقليمياً، حيث إنها دولة مركزية». وأشار إلى أن السعودية كانت ركناً هاماً لنظام السيسي الذي استمد شرعيته من 3 نقاط أولها الخوف الخارجي والداخلي من جماعة الإخوان المسلمين أما الثانية فهو اعتقاد الناس أنه سيحقق المصالحة الإقليمية على عكس الرئيس السابق محمد مرسي، وأن ذلك سيكون له تأثير جيد على الاقتصاد وعلى التنمية، أما النقطة الثالثة فهي سعيه لاستعادة الاستقرار ولعب دوراً جيداً للدولة. وأضاف نور «لكن وبعد 19 شهراً أظهر السيسي أنه لم يستطع تحقيق أي من هذه النقاط عدا واحدة وهي المصالحة الإقليمية مع السعوديين والإماراتيين، وأكد أنه في حالة إذا ما لعبت السعودية دوراً محايداً فإن السيسي سيفقد الميزة الوحيدة لديه». ورداً على سؤال حول ما إذا كانت المملكة العربية السعودية قد قطعت الدعم المالي عن السيسي، أو وضعت شروطاً لهذا الدعم، أكد نور أن ذلك سيحدث ولكنه سيأخذ بعض الوقت. التسريبات ----------- وبسؤاله عن الدور الذي يمكن أن تلعبه السعودية لمساعدة مصر أكد نور أن تسريبات مكتب السيسي حقيقية %100، وقال «أنا أعرف أصواتهم وأعرف الطريقة التي يتحدثون بها ومستوى محادثاتهم، وهذا ما يجعلنا ضدهم، إنهم لا يعرفون حدودهم، أؤكد للمرة الثانية أنها حقيقية وأن دول الخليج تعلم ذلك جيداً ولكنهم لن يقوموا بأي رد فعل الآن سيأخذون وقتاً للرد». وأضاف «كنت ولا زلت ضد سحب الاستثمارات من مصر ولكن يجب أن تكون هناك قواعد»، وقاطعه محاور «ميدل إيست آي» قائلا: «إن الأموال على وشك أن تتحول مباشرة إلى الحسابات المصرفية للجيش فرد نور: إنها كارثة». وقال محرر الموقع لنور: إن التسريبات تظهر من يتحدثون وكأنهم كالفراعنة، وكأنهم يملكون مصر، فرد نور «قضيت 10 سنوات في البرلمان وكانت أهم النقاط التي أركز عليها الشفافية حول ميزانية الجيش، ولكن لم يكن هناك أية رصد لميزانيته، لذلك فهمت أننا بصدد دولتين (دولة مصر ودولة الجيش)، رغم أن المنطق يقول إن الجيش هو جزء من السلطة التنفيذية، ولكننا دائماً لدينا فرعون وهو شبه إله، والإله في مصر يسمى (دولة العسكر)». ورداً على سؤال عما إذا كان يعتقد أن هناك جنرالات في الجيش ترى أن ما يجري، وأن الرئيس السيسي يقود البلاد في الاتجاه الخاطئ، قال نور «داخل الجيش هناك وجهات نظر مختلفة، إن التسريبات من داخل الجيش نفسه، الأسماء ليست مهمة ولكني أجزم أن التسجيلات هي عمل داخلي، وحدها القيادات الهامة هي من تتمكن من فعل ذلك، وأتوقع أنه في الوقت المناسب سيضحي الجيش بالسيسي»، حسب تعبيره. المصالحة الوطنية ------------------- وعن خطته للمصالحة في مصر، قال نور: أنا ليبرالي وليس لدي حلول، ولكن هناك حقائق ينبغي أن نوليها الاهتمام أولها أن هناك جرائم لم يتم التحقيق فيها، إن غياب العدالة هو العامل الأكثر أهمية في خلق عدم الاستقرار، إن إقامة العدالة هي جزء مهم جداً في الحل. وتابع «إن النظام متواطئ في حدوث هذه الجرائم، النظام مسؤول، ولا يمكنك أن تضع نظاماً في السجن، ولكن يمكنك محاسبة أفراد ووضعهم في السجون، وأنا شخصياً أشعر بالخجل حيث لم يتم تجريم أي شخص ومحاسبته عن الجرائم التي وقعت، ولذا إذا تكلمنا عن مصالحة ينبغي ألا تكون حول شخص واحد ولكن ينبغي أن تكون حول مبادئ، ينبغي أن تكون المصالحة حول وبين المؤسسات، نحن بحاجة إلى إعادة تنظيم العلاقات بين المجتمع المدني وبين الجيش، نحن بحاجة لجيش، ولكن لا نرضى أن تكون مصر للجيش، هناك فارق كبير». وعما إذا كان الرئيس السيسي سيكون جزءاً من المصالحة، قال نور «المصالحة يجب أن تكون في البداية بين قوى ثورة يناير نفسها، والقوى العلمانية والإسلامية، يجب أن يكون هناك بيان وطني لضمان الديمقراطية، والديمقراطية التنافسية، وهذه الضمانات ستضمن توحد جميع عناصر المعارضة، وهذا من شأنه مساعدة دور السعودية أو أي طرف آخر في التوصل لمصالحة جادة». ورداً على سؤال عما إذا كان يوافق على فعل ذلك قبل الإفراج عن أي شخص في السجن، أكد نور أنه يوافق في الوقت الحالي على ذلك، حيث نبغي أن يكون المستوى الثاني للمصالحة بين الثورة والثوار ومؤسسات الدولة، من جيش ونظام القضاء والمؤسسات الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية، وكذلك وسائل الإعلام، وسيكون ذلك هو جزء من المصالحة الأكثر أهمية لمصر، وليس بالضروري أن يكون السيسي هو جزء منها، بل إنه لن يقبل بحدوث ذلك إلا إذا كان هناك ضغط إقليمي من قوى قوية. وأشار نور إلى أنه سيدعو لمؤتمر هام سيكون له مندوبون من مصر واليمن وليبيا وسوريا، لتقييم الوضع في البلدان التي شهدت الربيع العربي. الدعوات للعنف ------------------ وعن الدعوات للعنف قال نور: أعتقد أن بعض الإسلاميين يرتكبون خطأ فادحاً في الدعوة للعنف، إن ذلك يثير المخاوف ويجعلهم يخسرون المتعاطفين معهم، لقد ارتكبت ثورة يناير العشرات من الأخطاء ولكن لعل الشيء الوحيد الذي التزمت به هو الحفاظ على نبذ العنف، نحن لسنا سوريا ولا ليبيا ولا يمكننا أن نكون مثلهم، وإذا حدث ذلك فإننا بذلك سنضحي بآخر أمل في أن تصبح مصر دولة مستقلة. وسأله الموقع عما يحاول السيسي أن يفعله في ليبيا، فأجاب نور: لقد صدمنا لمقتل الأقباط المصريين في ليبيا، وأعتقد أن دور الجيش المصري، وهو الدور الذي نؤمن به هو الانتقام للمصرين في ظل هذه الظروف ولكن تحت شروط وبما يتفق مع أسس القانون الدولي بحيث يُعاقب الجناة وليس غيرهم، وأكد أن السيسي يشتهي أن يدخل حرباً في ليبيا حتى وقبل أن يصبح رئيساً للجمهورية»، مشيراً إلى أن المصريين يريدون الانتقام ممن فعل هذه الفعلة الشنيعة ولكن هذا لا يعطيه الشرعية في خوض حرب هناك، فهناك ما بين 1 و2 مليون نسمة من المصريين يعملون في ليبيا لذا من يقود حرباً مثل هذه بالضرورة ليس عاقلا. أخطاء الليبراليين --------------------- وعن الأخطاء التي وقع فيها الليبراليون في مصر، قال نور: إننا لدينا أزمة حقيقة مستمرة، الأزمة هي إننا نتعرض للاضطهاد الدائم والسجن، إننا نقع في وسط الصراع الدائر بين السيسي والإخوان، إن تضحياتنا ليست كبيرة مثل التضحيات التي قدمتها جماعة الإخوان المسلمين، ولكننا ندفع ثمن شيء لم نفعله. وتابع «أنا لست إرهابياً والبرادعي كذلك، ولكن النظام يتعامل معنا على هذا الأساس، لاسيَّما من خلال وسائل الإعلام، لدينا أيضاً قضية داخلية أخرى وهي مشكلتنا مع الجيش، وبالتالي ليس هناك مخرج لهذه الأزمة هو أخذ صوت الإسلاميين في الاعتبار وتطوير السلوك الليبرالي وإقامة شراكة بينهما». مرسي والانقلاب -------------------- وسأله الموقع عن رفضه رئاسة الوزراء في عهد الرئيس مرسي، أكد نور أنه كان على دراية بأن انقلاباً سيحدث وأنه أخبر مرسي بذلك وأكد له أن دولا خليجية ستتدخل للإطاحة به وأنه حاول منع حدوث ذلك، ولكن كان من المستحيل ردعهم عما يفكرون به فقد رأى مسؤولو هذه الدول حينها أن الإطاحة بمرسي هي الحل. وعن رأيه في الرئيس السابق محمد مرسي، قال نور: إنني أعرف مرسي من خلال البرلمان وكنا أيضاً معاً في السجن، وهو شخص متسامح وهادئ ومدهش ولكن من حوله كان ينقصهم الخبرة، فضلا عن مؤسسات الدولة جميعها كانت ضده، لم يكن مرسي شخصاً سيئاً، إنه ليس ديكتاتوراً لكنه لم يكن الشخص المناسب في هذا الوقت. وعن صعوبة توحيد قوى المعارضة، أكد نور أنه يوجد نقص كبير في الخبرة السياسية، مشيراً إلى أن الناس من ذوي الخبرة من جماعة الإخوان المسلمين هم الآن في السجون، كما أن القوى الثورية بالتأكيد ليس لديها أي خبرة سياسية. ورداً على سؤال عما إذا كان يمكنه العودة إلى مصر، أكد نور أنه لا يوجد ما يحول دون عودته إلى مصر ولا توجد ضده أي دعوى قضائية، مشيراً إلى أنه غادر مصر في غضون ساعات من مكالمة مع الرئيس السيسي، بعدما غرد على موقع التواصل الاجتماعي بعد دعوة السيسي للناس بالنزول لتفويضه لمحاربة الإرهاب قائلا «نطلب من الفريق السيسي سحب دعوته للتظاهر أو يستقيل ويخلع زيه العسكري وينزل لساحة العمل السياسي»، مؤكداً أن البرادعي غضب منه كثيراً لتركه مصر في هذا الوقت. واختتم الموقع حواره بسؤال نور عن الأسباب التي ستدفع السيسي للتفاوض مع المعارضة، وأكد نور أن الضعف هو ما سيدفع السيسي لفعل ذلك وليس العنف، على حد قوله.