أدى توقف أكثر من 2600 عامل نظافة يتبعون للشركة المتعهدة بنظافة منطقة المدينةالمنورة إلى تعطيل أعمال النظافة صباح أمس، فيما جاء التوقف عن العمل ردًا على تأخر صرف رواتبهم لمدة 5 أيام وتخوفهم من عدم استلام مستحقاتهم من قبل المتعهد الحالي والذي ينتهي عقده مع أمانة منطقة المدينةالمنورة في 10-4-1436ه. وإلى ذلك بادرت الشركة الجديدة في نقل خدماتهم إليها تدريجيًا وهو ما ضاعف مخاوف العمال من ضياع مستحقاتهم من بدل نهاية الخدمة وإجازات وغيرها من قبل المقاول الحالي. وحتى إعداد الموضوع للنشر بدا تأثير توقف العمال عن «أزمة نظافة» واضحًا في بعض الأحياء والمخططات السكنية حيث غابت آليات النظافة المسؤولة عن رفع النفايات فيما عبر عدد من المواطنين عن تذمرهم من الحلول المؤقتة التي تضعها أمانة المنطقة لمواجهة الإشكالات التي تتعلق برفع كميات النفايات المكدسة في الحاويات المخصصة للأحياء والشوارع، مشيرين إلى تكرر المشكلة العام الماضي إثر توقف الشركة المشغلة المسؤولة عن نظافة المدينةالمنورة لافتين إلى ضرورة وضع خطط بديلة لمواجهة الأزمات. «المدينة» تجولت في بعض الأحياء و الشوارع ورصدت العديد من حالات التكدس للنفايات في الحاويات التي تنتظر مركبات الشركات المشغلة لرفعها لتشكل تلوثا بصريا ويتكاثر فيها البعوض والحشرات وباتت الأكياس تتدلى من بعض الحاويات المنتشرة في الأحياء، ورصدت خلال الجولة في نطاق بلدية العوالي تجمع عدد كبير من العمالة داخل محيط البلدية مرتدين الزي الجديد المخصص للعمالة ويستمعون لتعليمات مسؤولي البلدية قبيل انطلاقهم في الشوارع لمواجهة الكم الكبير من النفايات المكدسة في الأحياء والشوارع. ملامح الأزمة ------------- في البداية أوضح المواطن إبراهيم البوشي أن ملامح الأزمة بدأت تتشكل في امتلاء الحاويات في الحي الذي يسكنه وقال: لاحظنا اختفاء عمال النظافة من الشوارع وعدم مرور سيارات نقل النفايات منذ الصباح الباكر على غير العادة، وأضاف: لم تمض سوى سويعات حتى باتت النفايات مكدسة لتشكل منظرًا غير حضاري، ودعا أمانة المنطقة لسرعة وضع الحلول لتجاوز الأزمة التي قد تحدث نتيجة توقف العمالة عن نقل المخلفات كما حدث في العام الماضي. ضعف الأداء ---------------- وشاركه الرأي المواطن عبدالعزيز محلاوي حول سوء عمليات النظافة في شوارع وأحياء طيبة، وقال: نلاحظ على مدار العام تدنيًا في مستوى النظافة وتكدسًا مستمرًا للنفايات في الحاويات عوضًا عن عدم وجود حاويات أصلًا في بعض الأحياء واعتماد الأهالي على إلقاء النفايات على الأرصفة حتى مرور مركبات النظافة وتتبع النفايات بجوار المنازل. ولفت محلاوي إلى ضعف أداء المراقبين المسؤولين عن أعمال النظافة في الشوارع والأحياء لمواجهة حجم النفايات المتزايد نتيجة توقف العمال وقال: نحن متضررون نتيجة تكدس تلك النفايات وتجمع الحشرات والبعوض والذباب كأسراب على تلك الحاويات المهملة في الأصل. النظافة سيئة ------------------ ووصف المواطن هاني الحربي مستوى النظافة في معظم الأحياء ب «السيئ» نتيجة إهمال الشركة و العمال في رفع النفايات والتعامل معها بشكل مستمر ولفت في حديثه إلى سوء تقدير المسؤولين عن أعمال النظافة في التعامل مع النفايات في المدينةالمنورة، وقال: لابد من إدخال شركات منافسة في عمليات النظافة للارتقاء بمستوى النظافة في المدينة وتقسيم أحياء المدينة على عدد من الشركات وعدم احتكار عمليات النظافة على شركة واحدة فقط للتعامل مع النفايات ومتابعة أداء تلك الشركات. حلول سريعة -------------- وتحدث المواطن أحمد راشد الدريوشي عن معاناة حي الخالدية المستمر مع شركات النظافة، وقال: لا توجد لدينا حاويات لتجميع النفايات وازداد الوضع سوءًا بسبب توقف العمالة عن رفع المخالفات التي يضعها سكان الحي على الأرصفة والتي باتت تشكل منظرًا سيئًا فضلًا عن الروائح الكريهة التي تنبعث من تلك النفايات المكدسة. وأضاف: التوقف الجديد لعمالة الشركة يشكل أزمة جديدة تضرب بأحياء المدينةالمنورة ولابد لأمانة المنطقة من وضع حلول بديلة سريعة لمتابعة أعمال النظافة في الأحياء والشوارع ورفع مخلفات الأحياء.