حذر مثقفون وكتاب إسرائيليون ممثلي الحكومة الإسرائيلية من إعلان "النصر" في أعقاب الحرب على قطاع غزة، مشيرين إلى أن نتيجة الحرب تمثل في الواقع "هزيمة مدوية". ووبحسب موقع "عربي 21"، قال الكاتب الإسرائيلي اليميني مناحيم بن إن انسحاب الجيش من قطاع غزة يمثل "هزيمة لأنه لم يسفر عن تحقيق أهداف الحرب، وسمح باحتفاظ حماس بكامل قواتها". وفي مقال نشره موقع "واللا" الإخباري مساء أمس كتب بن: "لقد انسحب جيشنا من قطاع غزة وذيله بين رجليه وبدون أن يحقق الأهداف التي حددتها الحكومة وعلى رأسها القضاء على قدرات حماس العسكرية، مما يعني أن الجولة القادمة من المواجهة العسكرية مع حركة حماس ستبقى مسألة وقت". وحذر بن من أنه طالما لم يحتفظ الجيش الصهيوني بحزام أمني داخل قطاع غزة، أو لم يتم استقدام قوات دولية، فإن حركة حماس ستعاود بناء الأنفاق الحربية التي تباهت النخبة العسكرية والسياسية الإسرائيلية بتدميرها خلال الحرب واعتبرته أهم إنجاز. وأضاف: "إسرائيل لم تتمكن من التخلص من خطر الأنفاق والصواريخ وعمليات الخطف، وبلغة عبرية بسيطة يمكن القول إن هذه هزيمة حتى وإن إسرائيل تمكنت خلال الحرب من توجيه ضربات قوية لحركة حماس". وشدد بن على أن نتائج الحرب لا تساوي الخسائر في أرواح الجنود الذين قتلوا خلال المعارك. وأشار إلى أن الجيش بات غير قادر على مواصلة الحرب في ظل المخاوف من تواصل سقوط القتلى في صفوف الجنود، والفزع من إمكانية نجاح حماس في اختطاف جندي، علاوة على إدراك دوائر صنع القرار في تل أبيب حجم الضرر الاقتصادي الذي تسببت به الحرب، وفرار المستوطنين في محيط القطاع من مستوطناتهم. ووجه خطابه لنتنياهو قائلاً: "باسم الرب استحلفك ألا تطلق على نتيجة الحرب انتصارا فهي هزيمة" متوقعاً أن تتسع هجرة المستوطنين من جنوب إسرائيل وليس فقط من المستوطنات المحيطة بالقطاع بل من المدن الكبرى مثل عسقلان وبئر السبع وأسدود. ورأى أن إسرائيل تعرضت ل"هزيمة مهينة"، مشيرا إلى أن سقوط عدد كبير من الفلسطينيين خلال الحرب، ووقوع دمار كبير في غزة "لا يشكل عزاء لإسرائيل، ولا يحمل أي دلالة بشأن المستقبل". وحذر بن من أن إسرائيل "ستواصل دفع ثمن هذه الهزيمة لوقت طويل". وقال إن هذه "الهزيمة تهدد مجرد وجود إسرائيل، ويجب علينا العمل على إسقاط حكم حماس واستقدام قوات دولية للمرابطة على الحدود بالتفاهم مع الولاياتالمتحدة وأوروبا". وأشار إلى أن حركة حماس في المقابل تقترب من تحقيق أهدافها الرئيسية، لا سيما رفع الحصار وتحرير الأسرى في سجون الاحتلال. من ناحيته قال تشيكو منشة، المعلق السياسي في شبكة الإذاعة الإسرائيلية الثانية، صباح اليوم الأربعاء، إن نتيجة الحرب "كارثية من ناحية سياسية، لأنها قضت على أهم إنجاز حصلت عليه إسرائيل من الانقسام الفلسطيني، وهو تكريس القطيعة بين الضفة الغربية وقطاع غزة". وأضاف منشة: "لقد بات في حكم المؤكد أن أداء حركة حماس في الحرب أفاد قيادة السلطة الفلسطينية وأوضح لصناع القرار في الحكومة اليمينية أنهم قد أخطؤوا عندما لم يعترفوا بحكومة الوفاق الوطني التي تشكلت في أعقاب توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس". وأشار إلى أن "النتيجة باتت واضحة، حيث عند المفاضلة بين حماس وحكومة الوفاق الوطني فإن إسرائيل ستقرر اختيار حكومة الوفاق، حتى لو كان الأمر يتعلق باستعادة الوحدة بين الضفة والقطاع". وفي سياق متصل رفض عدد كبير من سكان المستوطنات المحيطة بقطاع غزة الاستجابة لدعوة قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الجنرال سامي ترجمان بالعودة إلى بيوتهم. وقالت "ميخال"، التي تقطن مستوطنة زيكيم في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم "إن هناك إحساسا عاما بأن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها، مما يعني أن الشعور بالأمن الشخصي تضرر إلى حد كبير ولا يمكن ترميمه إلا بعد أن يتم تغيير الأوضاع بشكل جذري في المنطقة".