بعد سنوات من الهدوء، تشهد الضفة الغربية تزايداً ملحوظاً في الهجمات المسلحة ضد أهداف اسرائيلية. وتقول مصادر امنية فلسطينية ان الهجمات تتسم بالفردية، وانها تجري بعيداً من التنظيمات والفصائل. وقتل اخيراً ثلاثة اسرائيليين في مناطق مختلفة من الضفة. ففي منطقة اريحا شرق الضفة، هاجم شابان مستوطناً تبين انه ضابط احتياط كبير في الجيش، وقتلوه طعناً. وفي محافظة قلقيلية شمال الضفة، قتل شاب اسرائيلياً بعد ان استدرجه الى حقول قريته. وفي مدينة الخليل جنوب الضفة، قتل جندي اسرائيلي بعيار ناري أطلق عليه من وسط المدينة. وأعلنت السلطات الاسرائيلية قبل ايام اعتقال شابين من بلدة دير سامت في محافظة الخليل بتهمة قتل المستوطن في اريحا. ونشرت اسماء الشابين وهما فريد طالب حروب (18 سنة)، وبشير احمد عودة حروب (21 سنة)، وقالت السلطات انهما اعترفا بالعملية. وأعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لدى افتتاحه الاجتماع الأسبوعي للحكومة عن إحباط هجوم مسلح بعد الكشف عن نفق أرضي اسفل الحدود مع غزة. وقال للصحافيين ان الكشف عن النفق يأتي وسط ارتفاع ملحوظ في العمليات التي وصفها ب «الارهابية». وتشير التقديرات الى ان الهجمات التي تجري في الضفة، وتتسم بالمبادرة الفردية، تأتي نتيجة الاحباط المتزايد في اوساط الجمهور الفلسطيني بعد فشل العملية السلمية في تحقيق اهدافها الوطنية. وتزايدت معدلات البطالة في العام الأخير بصورة غير مسبوقة نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي وعجز الحكومة عن استيعاب اعداد جديدة من العاملين نتيجة ازمتها المالية المتفاقمة. وحاولت جهات يمينية في اسرائيل تحميل السلطة الفلسطينية المسؤولية عن الهجمات الأخيرة، وطالبت نتانياهو بعدم اطلاق دفعة جديدة من اسرى ما قبل اتفاق اوسلو. وردت السلطة على هذه الاتهامات بالقول إن العمليات وقعت في مناطق يسيطر عليها الجيش الاسرائيلي، وان التعاون الامني الجاري بين الجانبين لا يعاني اي خلل. وحذر الرئيس محمود عباس اثناء استقبالة 11 نائباً من كتلة «حل الدولتين» في الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) الاسبوع الماضي من انهيار التعاون الامني في حال استمرار الاجتياحات والاعتقالات واعتداءات المستوطنين، واقتحامات المسجد الأقصى. وقال ان التعاون الامني يجري بين الجانبين بدرجة «مئة في المئة». وعزا مراقبون الطابع الفردي للهجمات الى ضعف القوى والفصائل المسلحة في الضفة، خصوصاً حركة «حماس»، نتيجة الحملات التي تقوم بها اسرائيل والسلطة الفلسطينية. يذكر ان «حماس» تعرضت عقب الانقسام عام 2007 الى حملة امنية واسعة أدت الى تفكيك البنية التنظيمية للحركة. والأمر ذاته تعرضت اليه حركة «فتح» في قطاع غزة. وترافق ذلك مع حملة اسرائيلية على الاجنحة والألوية العسكرية للحركات والفصائل المختلفة، مثل «حماس» و «الجهاد الاسلامي» و «الجبهة الشعبية».