يعود المسلسل الدرامي البدوي «فنجان الدم» مرة أخرى إلى الشاشة بعد أن تم إيقاف عرضه العام الماضي بسبب إثارته لحفيظة بعض القبائل العربية، مما دعا إدارة قناة ال mbc إلى إيقاف عرضه. ونقلا عن صحيفة " المدينة " السعودية فقبل عرض المسلسل في هذا العام، تمت مراجعة جميع حلقاته من بعض القبائل المعتبرة في منطقة الجزيرة العربية، تتعلق ب «تفاصيل دقيقة ومعينة» مخافة أن تتسبب وبشكل غير مباشر في إثارة بعض النعرات القبلية، وعند استكمال تصوير المشاهد الختامية من العمل ودراسة المشاهد المصوّرة من قِبَل لجان متخصّصة في تاريخ الحقبة الزمنية التي يتعرض لها المسلسل، أتيح ل «فنجان الدم» أن يطل هذا العام بحلّته النهائية على المشاهدين خلال شهر رمضان، الأمر الذي كانت قد التزمت به MBC. ويُعد مسلسل «فنجان الدم» أحد أضخم وأقوى الأعمال الدرامية لهذا العام، سواء من ناحية الإنتاج وعدد الممثلين، أو مواقع التصوير التي استلزم بناؤها إنشاء مضارب بادية لقبائل تحاكي الواقع في ذلك العصر، أو من ناحية الإخراج الذي يديره الليث حجو، أو أخيراً من ناحية اختيار الأسماء المشاركة، مثل جمال سليمان، وغسان مسعود، وعبدالمحسن النمر، وقصي خولي، وباسم ياخور، ونسرين طافش وغيرهم. من جانبه قال بطل المسلسل الفنان السوري جمال سليمان أن «فنجان الدم» لا يوثّق فقط للعادات والتقاليد، بل يوثّق لمرحلة مهمة من تاريخ البادية، كما يوثّق الأثر الكبير الذي خلّفته البادية على المنطقة ككل. ودعا سليمان، الذي يلعب دور فارس قبيلة النوري الجزّاع في المسلسل، إلى توظيف تاريخنا العربي الناصع بكل ما فيه من عادات وتقاليد مشرفة في الإنتاج الدرامي الضخم، على أن يكون هذا التوظيف مدروسا بعناية. وأضاف أن كتابة «فنجان الدم» جاءت بعد دراسة وبحث كبيرَيْن، لأنه يوثق لمرحلة تاريخية هامة، معربا عن ارتياحه للعمل مع مخرج صارم مثل الليث حجو لأنه يعتني كثيرا بالتفاصيل، وهو مخرج حريص على تقديم عمل متميّز شكلا ومضمونا، وإلا ما كان سيتكبد عناء تقديم عمل بدوي إن كان مثل غيره من الأعمال البدوية. الجدير بالذكر أن مسلسل «فنجان الدم» هو عبارة عن دراما بدوية تدور حول معيوف (شيخ قبيلة المعيوف النجدية) الذي قطع نذرا تحت وطأة غزوات وهجمات قبيلة النوري الجزاع والقبائل الأخرى إذا ما أُعطيت قبيلته المكونة من النساء ألفا من الذكور بأنها ستغادر الجبال وينزلون السهول، وعند ولادة الذكر الألف تفي قبيلة المعيوف بالنذر، فتنزل إلى السهول، حيث منابع المياه والمراعي، وبعد معركة حاسمة ينتصر المعيوف على النوري الجزاع، وهكذا تحل قبيلة المعيوف محل قبيلة النوري في زعامتها للبادية، وبعد أن تستقر الأمور تبذر بذور الفتنة بين الأخوين سلمان وشعلان، ما يؤدى إلى انقسام القبيلة. وما يزيد الأمر سوءا، قصة حب ستربط بين النوري الجزّاع وعليا المعيوف سيكون لها الوقع الأكبر في مصير البادية.