أعلن المصرف المركزي السويسري أمس الإثنين أن قيمة ممتلكاته من الذهب انخفضت عام 2013،لانخفاض سعرالمعدن الثمين بنسبة 28٪، وهوأكبرانخفاض له منذ عام 1981. وفقدان هذه الورقة الرابحة، يضع المصرف المركزي بين جحافل من صناديق التحوط والمستثمرين الصغار وهواة جمع العملات التي ضربها تراجع المعدن. جاء ذلك طبقا للتقرير التالي لصحيفة "مال" الاقتصادية صباح اليوم الثلاثاء: وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن صندوق النقد الدولي، رأى المصرف المركزي ومدراء الاحتياطي الحكومي أن 350 مليار دولار خفضت من قيمة حيازتهم للذهب خلال شهر أكتوبر الماضي. وقال المصرف المركزي إن هذا التراجع كلفه خسارة 10 مليار دولار في عام 2013، مما اضطره لإلغاء أرباح على المساهمين للمرة الأولى منذ تأسيسه في عام 1907 ، كما أنه لن يكون قادرا على دفع مبالغ إضافية ل 26 إقليم سويسري ، مماثل لولايات أميركية ، و كذلك للحكومة الاتحادية للمرة الأولى منذ عام 1991. تملك معظم المصارف المركزية الذهب لتعزيز الثقة في العملة الورقية ، أو كحماية ضد الصدمات المالية . وبالنسبة للكثير من المستثمرين، يعد تراجع دور المصارف المركزية في السوق هو سبب آخر لبيع الذهب، وقال محللون إن الانخفاض جعل محافظي البنوك المركزية يحجمون عن شراء المزيد من المعدن مما أثر على الأسعار و قلل من فرصة الانتعاش في عام 2014. مشيرا إلى التقلبات في العملات و تراجع الذهب، يقول توم كندال ، محلل المعادن الثمينة مع مجموعة كريدي سويس إيه جي في لندن،" لقد كانت فترة صعبة للغاية لمدراء الأصول الاحتياطية " . لقد بدأ تراجع سعر الذهب في الربيع بمقدار 200 دولار للأونصة على مدى يومين في شهر أبريل وسط تكهنات بأن الاحتياطي الفيدرالي في الولاياتالمتحدة سوف يقلص من جهوده التحفيزية الاقتصادية ، وبلغت أسعار الذهب أدنى مستوياتها خلال ثلاث سنوات 1،195 دولار للأوقية "الأونصة" يوم 19 ديسمبر. ويوم أمس الإثنين انخفضت إلى60 سنتا ، أو 0.05 ٪ ،أي 1,237.80 دولار للأونصة. وفقا لمصرف باركليز plc ،وبسبب تقلبات الأسعار في العام الماضي، خفض جون بولسون وجورج سوروس، وهما من أبرز المستثمرين في الذهب ،من حيازتهم للذهب في spdr gold trust, gld, وهو أكبرصندوق لتداول الذهب على مستوى العالم ، وبلغت سيولة صناديق الاستثمار المتداولة 874 طن متري من المعدن مع بيع أسهم المستثمرين. ورغم سعي العديد من الاقتصادات المتقدمة إلى خفض حيازتها للذهب تدريجيا خلال العقد الماضي، كانت المصارف المركزية في الأسواق الناشئة المشترين الرئيسيين خلال الفترة نفسها ،كمحاولة منها لتنويع اقتصادها بعيدا عن الدولار الأميركي والعملات الورقية الأخرى . وبعض الدول، زادت احتياطياتها من الذهب في عام 2013 مثل روسيا وإندونيسيا. والبعض الآخر، يعد انخفاض أسعار الذهب كارثة لها مثل فنزويلا التي تملك حوالي 70٪ من احتياطيات النقد الأجنبي من الذهب.وبلغت قيمة الذهب في المصارف المركزية عند 1.35 تريليون دولار في شهرأكتوبر الماضي، بزيادة 60 ٪ منذ عام 2008. وتملك المصارف المركزية في منطقة اليورو حوالي 350 مليون أوقية من الذهب ،وخلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2013، انخفضت قيمته نحو 100 مليار يورو أي " 135.88 مليار دولار" . من المحتمل أن تثير خسارة المصرف الوطني السويسري لممتلكات الذهب :التي بلغت 1,040.1 طن متري اعتبارا من شهر سبتمبر، وفقا لصندوق النقد الدولي، جدل سياسيا في سويسرا. ويضغط أعضاء الجناح اليميني السويسري في حزب الشعب على الوطني للتصويت بشأن مطالبة المصرف المركزي للحفاظ على 20٪ على الأقل من أصوله من الذهب. وقال المركزي :إن مرونته ستكون محدودة بسبب هذا الشرط مما سيجبره على شراء المزيد من الذهب أو تقليل حيازاته من الأصول الأخرى، مثل العملات.