في الوقت الذي تراجعت فيه عقود الذهب إلى أدنى مستوياتها في عامين يوم أمس الأول فقد أدى ذلك إلى محو 560 مليار دولار من قيمة ما تحتفظ به البنوك المركزية من احتياطيات من هذا المعدن النفيس. وقالت" إي بي اف ار جلوبال" في ما ساشوستس إن الصناديق المدعومة بالذهب عانت من تخارج رؤوس أموال بقيمة 11.2 مليار دولار حتى العاشر من أبريل خلال العام الحالي، في حين تم رصد تدفقات نقدية صافية بقيمة 21.25 مليار دولار لصناديق الأسهم الأمريكية والعالمية خلال نفس الفترة. لكن تبقى البنوك المركزية هي الخاسر الأكبر من التراجع الحاد الذي شهده المعدن النفيس، وذلك لأنها تملك 31694.8 طناً مترياً أو 19 بالمائة من إجمالي الذهب المستخرج من المناجم، وذلك وفقا لبيانات مجلس الذهب العالمي في لندن.وبعد أن واصل الذهب ارتفاعه 12 عاما متتاليا تراجع بنسبة 29 بالمائة منذ بلوغ قمته الأعلى على الإطلاق في سبتمبر عام 2011 عند 1923.7 دولار، بينما هبطت خلال سنة 2013 بنسبة 18 بالمائة بعد تراجع حاد 9.3 بالمائة يوم الخامس عشر من أبريل الجاري. يذكر ان المستثمر "جورج سورس" الذي حذر من فقاعة في أسعار المعدن الثمين عام 2010 قلّص حيازته في "سبدر جولد تراست" الذي يعد أكبر الصناديق المدعومة بالذهب بنسبة 55 بالمائة في الربع الرابع.وكان "جيم روجز" قد نوه في وقت سابق إلى حاجة المعدن النفيس إلى تصحيح سعري بين 30 بالمائة إلى 35 بالمائة، لكنه يظل على قناعة بمعاودته الصعود مجددا. على صعيد ذي صلة، ارتفعت أسعار الذهب الفوري في تعاملات أمس وسط إقبال على السبائك والعملات المعدنية والذهب الخام بعد أن لامست الأسعار في الجلسة السابقة أدنى مستوى في أكثر من عامين. وارتفع الذهب 0.2 بالمائة إلى 1370.84 دولار للأوقية بعد أن سجل أعلى مستوى للجلسة عند 1381.80 دولار. وهوى المعدن إلى 1321.35 دولار أمس الأول وهبط نحو 18 بالمائة منذ بداية السنة بعد موجة صعود على مدى 12 عاما متتالية.