كشف استطلاع للرأي العام، أجراه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، أن التصنيفات الفكرية تسهم في إضعاف الوحدة الوطنية.وقد أعد عيسى الحربي تقريرا مفصلا بذلك نشرته "سبق" ونصه: أجاب 53% من أفراد العينة ب"موافق"، عن سؤال بشأن ما إذا كانت التصنيفات الفكرية تسهم في إضعاف الوحدة الوطنية، بينما شكلت نسبة المحايدين وغير الموافقين معاً 47%. ويظهر تقارب النسب بين الفئتين عدم وضوح الرؤية بشأن مدى تأثير التصنيفات الفكرية على الوحدة الوطنية. وتشير نتائج الاستطلاع إلى عدم اقتناع "المحايدين وغير الموافقين" بوجود ظواهر محددة تؤثر بشكل كبير على الوحدة الوطنية. وأجرت وحدة استطلاعات الرأي العام بمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الاستطلاع حول التصنيفات الفكرية في المملكة العربية السعودية، واعتمدت في جهودها على المقابلات الهاتفية، خلال الفترة 23 – 25 ذو الحجة لعام 1434ه الموافق 28 – 30 أكتوبر 2013 م. وشملت عملية المسح عينة عشوائية حجمها ألف و26 شخصاً يمثلون نماذج سكانية من مواطني المجتمع السعودي من جميع محافظات المملكة وعددها 13 محافظة، وغطى المسح الأفراد الذين هم فوق سن 18 عاماً. وأجريت المقابلات الهاتفية واعتمد جمع بيانات أفراد العينة من خلال الهاتف الجوال "المحمول"، وذلك بعد اختيار الأرقام الهاتفية عشوائياً باستخدام برنامج حاسوبي مصمم خصيصاً لهذا الغرض. ونظراً لحداثة موضوع الدراسة على الساحة الاجتماعية؛ فقد حرص معدو الدراسة على صياغة الأسئلة بعناية من خلال فريق عمل يضم أكاديميين متخصصين، كما تمت تهيئة أعضاء فريق العمل وتزويدهم بالمعلومات الكافية حول موضوع التصنيفات الفكرية ومفهومها، إضافة إلى حصر الاستفسارات والأسئلة المتوقعة والإجابة عنها. وقد تم تدريب الفريق على كيفية الرد بأسلوب موحد على الاستفسارات الهاتفية لضمان البعد عن التحيز في كيفية إلقاء الأسئلة أو الإجابة فيما يتعلق بالاستفسارات المتوقعة، مع تحديد خمسة محاور أساسية وطرحها على عينة المسح لقياس الآراء ورصد الرؤى حول الأبعاد ومغذيات التصنيفات الفكرية. وجاءت المحاور الخمسة على النحو التالي: - التصنيفات الفكرية أمر طبيعي ويجب أن ننظر له بإيجابية. - لوسائل التواصل الاجتماعي دور كبير في توسيع دائرة التصنيفات الفكرية. - التصنيفات الفكرية في الوقت الراهن أصبحت تثير التنافر بين أفراد المجتمع. - تسهم التصنيفات الفكرية في إضعاف الوحدة الوطنية. - التصنيفات الفكرية تساعد في التعرف على توجهات الأفراد. وبلغت نسبة الذكور المشاركين في الدراسة 51.5% في حين بلغت نسبة الإناث 48.5%، كما بلغت أعلى نسبة للأشخاص الحاصلين على الثانوية فما دونها 58.4%، ونسبة 39.6% لذوي التعليم الجامعي، ونسبة 2% لحاملي شهادة الماجستير والدكتوراه "دراسات عليا". وجاءت أكبر نسبة لأفراد العينة ممن أعمارهم تتراوح بين 18 : 30 سنة، حيث بلغت النسبة 54.5%، تليها نسبة 33% للفئة العمرية ما بين 31 : 40 سنة، فيما كانت نسبة من أعمارهم تتجاوز 41 هي 12.5%. وكشفت نتائج الاستطلاع أن غالبية المجتمع السعودي بنسبة "63.8%" يرون أن التصنيفات الفكرية أمر طبيعي ويجب أن ننظر له بإيجابية، في حين كانت النسبة المتبقية لمن يرى أن التصنيفات الفكرية غير إيجابية ولا تضيف للمجتمع أي إضافة كتنوع وإثراء الساحة الفكرية. وترى الغالبية العظمى في المجتمع السعودي أن وسائل التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و"اليوتيوب" وغيرهما ساهمت في توسيع دائرة التصنيفات الفكرية وظهور تصنيفات جديدة، حيث بلغت نسبة المؤيدين لهذا المعنى 85.5%. وأبدت نسبة 68.6% من المشاركين في الاستطلاع قلقاً إزاء الآثار المترتبة على وجود مثل هذه التصنيفات، حيث رأى أصحاب هذا التوجس أن هناك حالات عداء وتنافر بين فئات وأخرى، واتضح ذلك عندما تم طرح العبارة التالية "التصنيفات الفكرية في الوقت الراهن أصبحت تسبب التٌنافر بين أفراد المجتمع". ورداً على مسألة أن التصنيفات الفكرية تسهم في إضعاف الوحدة الوطنية، قال 53% من أفراد العينة إنهم موافقون على ذلك، بينما شكَّلت نسبة المحايدين وغير الموافقين معاً 47%. وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أن نسبة 79.5% من أفراد العينة يرون أن التصنيفات الفكرية تساعد في التعرف على توجهات الأشخاص، وبالتالي، فإن تصنيف الشخص ضمن فئة أو فكر معين يساعد المجتمع على معرفة بقية توجهاته ومواقفه تجاه العديد من القضايا.