أكدت مشيخة الأزهر عدم علمها بهجوم قوات الأمن والجيش صباح اليوم على المعتصمين في ميدان رابعة العدوية مما أدى إلى مقتل أكثر من 120 شخصا وجرح الآلاف. كما حذر من استمرار العنف وإراقة الدماء ودعا إلى التعقل والحوار للخروج من الأزمة. وقال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في بيان تلاه عبر التلفزيون إنه لم يكن على علم بالعملية الأمنية والوسائل التي ستتبع لتفريق المعتصمين وفض الميادين إلا عبر وسائل الإعلام، كما طالب "بالكف عن محاولات إقحام الأزهر في الصراع السياسي". ودعا الأزهر جميع الفرقاء إلى الوصول إلى حل سلمي والحفاظ "على حرمة الدماء وعظمة مسؤوليتها أمام الله والتاريخ"، وشدد على أن العنف ليس بديلا عن الحلول السياسية وأن الحوار هو الحل الأوحد للخروج ممن الأزمة. يذكر أن التحالف المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي عبر عن رفضه في الأيام السابقة لأي حوار أو مبادرة سياسية تحت رعاية شيخ الأزهر الذي يعده التحالف أحد الأطراف التي اعترفت بما وصفه بالانقلاب العسكري. كما طالبه بالتبرؤ من جريمة المشاركة في الانقلاب على الشرعية، على حد تعبيره، قبل البحث عن مبادرات للخروج من الأزمة. عسكرة الدولة في سياق متصل اعتبر المفكر الإسلامي وعضو هيئة العلماء في الأزهر الشريف محمد عمارة أن السلطة القائمة أنهت بفض الميادين آخر خطواتها لاستكمال عسكرة الدولة، بعد إعلانها أمس تعيين محافظين من الجيش. وأضاف عمارة في اتصال مع الجزيرة تعليقا على أحداث اليوم أن "مصر دخلت زمن عسكرة الدولة، وعودة الدولة البوليسية التي ستحكم مصر بشكل أكثر فظاعة من عهد (الرئيس السابق حسني) مبارك" مؤكدا أن ذلك "اغتيال للتحول الديمقراطي، وإعادة للبلاد لما قبل الدستور والشرعية التي خرجت من صناديق الاقتراع" معتبرا أن "تورط الجيش في قتل الأبرياء يخدم حتما إسرائيل".