ترسخ أمس فشل الحلول السياسية للأزمة المصرية، بعدما أعلنت جماعة «الإخوان المسلمين» رفضها مبادرة أطلقها الأزهر لرأب الصدع بين الفرقاء، فيما واصل مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي تنظيم المسيرات المطالبة بعودته إلى الحكم، وقعت خلالها اشتباكات طفيفة مع معارضيهم. كما زاد المعتصمون في ميداني رابعة العدوية في مدينة نصر والنهضة في الجيزة من تحصيناتهم تحسباً لتدخل أمني مرتقب لفض الاعتصام، وأقاموا جدراناً خرسانية على الطرق المؤدية إلى الاعتصام. يأتي ذلك في وقت تسببت اشتباكات طائفية وقعت في محافظة بني سويف (جنوبالقاهرة) في سقوط نحو 15 جريحاً إضافة إلى إضرام النار في منازل يقطنها أقباط وحرق في واجهة إحدى الكنائس هناك. وكانت جماعة «الإخوان المسلمين» رفضت وساطة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لحل الأزمة، وشدد الناطق باسم «الإخوان»، أحمد عارف، على أن قبول جماعته أي مبادرة «متوقف على عودة الشرعية الدستورية»، فيما هاجم نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة» الدكتور عصام العريان شيخ الأزهر، ورأى أن المبادرة التي أطلقها دليل على «فشل الانقلاب في شهره الأول، وبدأت الخلافات بين الانقلابيين». وقال العريان في تغريدة له على «فايسبوك»: «يجب أولاً التبرؤ من جريمة المشاركة في الانقلاب قبل البحث عن مبادرات أو مخارج»، معتبراً أن دور الأزهر «هو بيان الحكم الشرعي في الخروج على حاكم شرعي منتخب وبيان حكم الإسلام في قتل النفس المحصنة وحصار تجويع المعتصمين السلميين، ولم يكن له الانحياز لطرف سياسي، دوره الوطني أهم وتوظيف الأزهر كغطاء للجرائم خطير ويدمر تاريخه كله». لكن مستشار شيخ الأزهر الدكتور محمد مهنا رد عليه بالتأكيد على أن رفض «الإخوان المسلمين» المشاركة في تلبية هذه الدعوة يحملها المسؤولية أمام الله والشعب والتاريخ، موضحاً أن روح الإسلام تقول غير ذلك بأن الدعوة للصلح هي شعار الإسلام والمسلمين. وكشف مهنا أنه لم يتم حتى الآن الاتصال بالأطراف التي من المقرر دعوتها من أجل طرح المبادرات لمناقشتها للخروج بمبادرة تعمل على حل الأزمة السياسية الراهنة، وقال: «إن الدعوة مفتوحة لكل الأطراف من أجل العمل لصالح مصر وشعبها»، مؤكداً حرص الأزهر على الخروج من الوضع القائم لحقن الدماء. ويأتي ذلك في وقت قال التحالف الوطني لدعم الشرعية، الذي أسسته جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب الإسلامية لدعم الرئيس المعزول محمد مرسي، إن مجموعة من «البلطجية» اعتدوا على مسيرة لأنصار مرسي كانت متجهة من حي السيدة زينب إلى مقر اعتصام رابعة العدوية، ما أسفر عن وقوع ثماني مصابين. وقال التحالف في بيان له «وصل إلى المستشفى الميداني في رابعة العدوية ثماني حالات إصابة بجروح قطعية وخرطوش»، كما أصيب خمسة أشخاص من أهالي قرية لاصيفر في محافظة كفر الشيخ (دلتا النيل)، خلال اشتباكات بين مسيرتين إحداهما مؤيدة للجيش وأخرى مؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي. وكانت مسيرة ل «الإخوان» تطوف قرية لاصيفر وهي تردد شعارات تطالب بعودة الرئيس المعزول وتحمل صوره، وتردد في الوقت نفسه، هتافات مناوئة لقائد الجيش المصري عبدالفتاح السيسي، فخرج أهالي القرية واشتبكوا معها وفضوا المسيرة، ما أدى إلى إصابة خمسة من الجانبين. وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن وقوع الاشتباكات، إذ أكد مناصرو مرسي أنهم أعلنوا عن مسيرة رافضة لما سموه الانقلاب ولكن بعض مؤيدي الجيش قاموا بالتخطيط للاعتداء عليها، فيما قال مؤيدو الجيش إنهم حذروا من عمل مسيرات من الجانبين منعاً للاحتقان لكن الإخوان أصروا، ما دعا بعض الشباب الرافض لهم لعمل مسيرة مضادة. في غضون ذلك، أصيب 15 شخصاً وتعرضت أربعة منازل وكنيسة في قرية الديابية في محافظة بني سويف (جنوبالقاهرة) للحرق إثر وقوع اشتباكات بين إسلاميين والأقباط، على خلفية قيام أحد الأقباط بإنشاء مطب صناعي أمام منزله. وكانت مديرية أمن بني سويف تلقت إخطاراً من مركز شرطة الواسطى يفيد بوقوع اشتباكات بين منتمين للجماعة الإسلامية وعدد من الأقباط في قرية الديابية في مركز الواسطى - محافظة بني سويف بسبب مطب صناعي، وأصيب فيها نحو 15 شخصاً وتعرضت أربعة منازل وكنيسة للحريق، وتم نقل المصابين لمستشفى الواسطى المركزي. وقامت قوات الأمن بفرض طوق أمني حول القرية وإغلاق مداخلها لفض الاشتباكات، بينما قامت قوات الدفاع المدني بالسيطرة على الحرائق. كما تم تحرير محضر بالواقعة وباشرت النيابة التحقيق فيها.