في حين تسير الجهود الداخلية لإيجاد مخرج سياسي للأزمة في مصر على قدم وساق، لقيت الدعوة التي أطلقها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب للاجتماع حول طاولة الحوار ترحيبًا واسعًا من قوى سياسية وحزبية مختلفة. في المقابل التزمت جماعة الإخوان الصمت التام تجاه هذه الدعوة. وفيما بدا رفضًا للتراجع أو التفاوض، دعت الجماعة إلى مليونية جديدة تخرج من مناطق مختلفة في القاهرة والجيزة للتأكيد على رفض ما يصفونه بالانقلاب العسكري. وفي سياق السعي للحل، قالت مصادر في الحكومة المصرية إن القاهرة لا تفضل التعليق على القلق الأمريكي الأوروبي تجاه الأوضاع الداخلية في البلاد؛ لأن مصر أدرى بمصالحها وأدرى بما ينبغي عليها القيام به. وأضافت تلك المصادر أن الوفود الأجنبية التي زارت العاصمة المصرية طيلة الأيام الأخيرة لم يكن مطلوبًا منها تقديم وساطة، ولكنها هي التي طلبت الحضور لمصر لمعرفة ما يدور، ومصر رحبت بهم. يأتي هذا في وقت تصر الحكومة المصرية على فض الاعتصام ولو بالقوة، مؤكدة في الوقت عينه إفساحها المجال لكافة الحلول السياسية والسلمية قبل اللجوء للحلول الأمنية ، إلى ذلك دعا أنصار مرسي الى تظاهرات جديدة رغم تهديدات السلطات الجديدة بتفريق اعتصاماتهم المستمرة منذ اكثر من شهر في منطقتي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة. ودعا الائتلاف المعارض للانقلاب والمؤيد للديموقراطية الذي يضم انصار مرسي في بيان الى مواصلة التحرك السلمي من خلال تنظيم مسيرات في كافة ارجاء البلاد وخصوصًا في القاهرة حتى عودة الرئيس المعزول الى السلطة. وتفاقمت الازمة في الايام العشرة الاخيرة مع فشل عدة محاولات وساطة دولية واعلان الحكومة ، ان قوات الامن ستفض الاعتصامين بالقوة اذا لزم الامر. وتتخوف الاسرة الدولية من حمام دم بعد ان قتل اكثر من 250 شخصًا معظمهم من مناصري مرسي في مواجهات مع قوات الامن او مع معارضي الرئيس المعزول. ومساء الخميس هدد رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي مجددًا بتدخل قوات الأمن لفض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية. وقال في بيان ان «لا تراجع عن فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية»، مؤكدًا ان «القرار نهائي». وأضاف «ما زلنا نناشد المواطنين المغرر بهم في الميادين والمشاركين في تلك الأعمال الخطرة من الاستمرار بها ونطلب منهم الآن ومن جديد سرعة المغادرة والانصراف إلى منازلهم وأعمالهم دون ملاحقة لمن لم تتلوث يده منهم بالدماء». وفي رابعة العدوية يؤكد المعتصمون الشباب والمسنون أنهم لن يفكوا الاعتصام حتى ان حاولت الشرطة تفريقهم بالقوة. وبسبب الخيام المنصوبة في ميدان رابعة العدوية، من المستحيل التحقق من اتهامات الحكومة أن المتظاهرين يخزنون اسلحة آلية. والدليل الوحيد الظاهر على وجود مقاومة هو الحواجز التي اقيمت لاغلاق ميداني رابعة العدوية والنهضة وكذلك العصي والقضبان الحديدية التي يحملها العناصر الذين يتولون مهمة الأمن. وتتهم الحكومة كما وسائل الاعلام المتظاهرين بأنهم يستخدمون أطفالًا في الميدانين «دروعًا بشرية». ويستمر الاسلاميون من جهتهم في التنديد بالانقلاب ضد اول رئيس ينتخب ديموقراطيًا في مصر وفي التظاهر ضد «الدولة البوليسية» التي اعتقلت عددًا من كوادرهم وبينهم مرسي الذي لا يزال الجيش يحتجزه في مكان غير معلوم. وفي الايام الماضية حاولت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي من خلال موفدين القيام بوساطة بين السلطات وجماعة الاخوان المسلمين لكن هذه الجهود باءت بالفشل. ودعت واشنطن والاتحاد الاوروبي مجددًا الاربعاء المصريين الى التوصل الى تسوية للخروج من المأزق. ومساء الخميس أعربت فرنسا عن استعدادها «للمساعدة في أي عملية سياسية» ترمي للمصالحة واعتبرت ان «التسوية لا تزال ممكنة». من جهته قال مرشد ايران خامنئي في خطبة الجمعة بمناسبة عيد الفطر «اننا قلقون لما يحصل في مصر» مشيرًا الى ان «احتمال اندلاع حرب اهلية يزداد كل يوم (...) ما يشكل كارثة» على حد زعمه .