شهدت عدد من ميادين مصر أمس تظاهرات ومسيرات دعا إليها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، في مليونية "مصر ضد الانقلاب"، وذلك رداً على الإنذار الذي وجهته الداخلية إلى معتصمي ميداني رابعة العدوية والنهضة. والذي رفضه المعتصمون، وقاموا فور صدوره ببناء الحواجز والسواتر الرملية على جميع مداخل الميدان وإغلاق الشوارع الجانبية. من جهته، قال مدير مركز الجمهورية للأبحاث اللواء سامح سيف اليزل: إن على قوات الأمن أن تتفهم ضرورة إنهاء المواجهة بطريقة تدريجية وبأقل خسائر ممكنة، مشيراً إلى أن البعض اقترح إجبار المعتصمين على ترك الساحات عن طريق قطع التيار الكهربائي ومياه الشرب عنهم، إلا أن هذا المقترح تم رفضه لأنه غير إنساني خصوصا خلال شهر رمضان. وعلى صعيد جهود الحل السلمي، كشفت مصادر مطلعة عن وجود اتصالات بين القوات المسلحة والداعية محمد حسان، كي يقوم الأخير بدور الوسيط لإنهاء أزمة اعتصام أنصار مرسي. وبحسب تلك المصادر فقد اشترط حسان عودة الجيش إلى ثكناته وابتعاده تماماً عن الشارع، وعدم نشر جنوده وآلياته في الميادين، لأنها تثير تخوفات المتظاهرين. وأضافت أن الجيش لجأ إلى الاستعانة بالعلماء وحثهم على التدخل لحقن الدماء والوصول إلى حلول وسطى، وأن ذلك سيتم عبر رغبة العلماء في مقابلة مرسي، وهو الشرط الذي طالبوا به بوضوح ووجد قبولاً من جانب الجيش. على أن يتم طرح مبادرة يتوافق عليها الجميع وتنتهي بها أزمة التظاهرات. وكانت مشيخة الأزهر قد دعت في بيان عاجل أمس، إلى سرعة البحث عن حل سياسي للأزمة المتفاقمة في البلاد، وحمَّلت الدولة وجميع الأطراف السياسية مسؤولية وقف العنف بالبلاد، وذلك وسط حالة من الترقب لقيام قوى الأمن بفض اعتصامات الإخوان المسلمين بالقوة في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر. وجدَّد الأزهر في بيانه تأكيده الدائم على رفض استخدام العنف أو التحريض عليه بدلاً عن الحلول السياسية والحوار، ويؤكد على مسؤولية الدولة في الحفاظ على سلامة المواطنين كافة أياً كانت انتماءاتهم وتوجهاتهم. وعلى حق كل مواطن في التظاهر المشروط بالسلمية، وقال البيان: "الحوار العاجل والجاد وحده هو المخرج الوحيد من الوضع الراهن، وهو السبيل لبناء الثقة من جديد بين كل أطياف الشعب. وعلى الجميع الاستجابة الفورية إلى الحوار، فالتاريخ لن يرحم متخاذلاً أو معانداً على حساب الأوطان والشعوب". من جانبه، قال مدير منتدى الحوار الاستراتيجي اللواء عادل سليمان: إن هناك نقاشاً يدور داخل الجيش بشأن ما يجري في الشارع حول إمكان وجود مفاوضات واتفاق على نقاط محددة لإيجاد صيغة مشتركة للتفاهم بين كل الأطراف السياسية، وأضاف "هناك حركة شعبية في الشارع ولا يمكن الاستمرار في الاهتمام بطرف سياسي وفصيل دون الآخر، لأن ذلك من شأنه إيجاد نوع من التفرقة والاختلاف بين أبناء المجتمع الواحد، من جهة أخرى، كشف قائد الجيش الثالث اللواء أركان حرب أسامة عسكر، أسرار الساعات الأخيرة قبل ثورة 30 يونيو، مشيراً إلى أن الرئيس السابق محمد مرسي، رفض جميع المبادرات التي طرحتها القوات المسلحة. وقال عسكر في تصريحات له خلال لقائه أمس بقيادات قبيلة الحويطات ومشايخ البدو بمنطقة الجناين "عندما شاهد العالم الحشود التي نزلت إلى شوارع وميادين مصر بداية من 26 يوليو، تأكد له أن ما حدث في مصر ثورة وليس انقلاباً، وأن الشعب نزل بالملايين في جميع الميادين والشوارع من أجل التعبير عن إرادته ليصنع مستقبله بكامل حريته. وأشار عسكر إلى أنه قبل 30 يونيو التقى وزير الدفاع بالرئيس المعزول أكثر من مرة لحثه على خطورة الموقف لاتخاذ إجراءات لمحاولة لم الشمل والتقليل من حدة الاستقطاب السياسي بالشارع المصري، والفريق أول عبدالفتاح السيسي، أخبر الرئيس المعزول بمحتوى خطاب مهلة ال48 ساعة، الذي أذيع عصر اليوم الأول من يوليو، وطالبه قبل إذاعته بالخروج للمواطنين، والاستجابة لتطلعاتهم ورغباتهم إلا أن طلبه قوبل بالرفض". في سياقٍ منفصل، أطلقت الشرطة المصرية قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة على أنصار الرئيس المعزول، الذين حاولوا اقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي. وقد وقعت مناوشات بين الفريقين عندما قذف المتظاهرون قوات الأمن بالحجارة. من جهة أخري، رفض عدد من مشايخ سيناء تصريحات بعض قادة الإخوان بإنشاء مجلس حرب في سيناء، مستنكرين المتاجرة باسمهم. وحذر الزعيم القبلي البارز راشد السبع، من المساس بأمن سيناء، وأكد تصديهم لتلك المحاولة. وأضاف "تصريح معتصمي رابعة بذلك سيؤدي إلى مشاكل قضائية كبيرة".