- تنتهي بعد ظهر يوم الأربعاء مهلة حددها الجيش للرئيس المصري محمد مرسي ومعارضيه لحل أزمة سياسية تعصف بالبلاد وإلا وضع خارطة طريق للمستقبل تنفذ تحت إشرافه لكن أول رئيس منتخب لمصر رفض المهلة وتمسك بسياساته. ويطالب المعارضون مرسي بالتنحي قائلين إنه فشل في إدارة البلاد التي تمر باضطرابات سياسية وتدهور اقتصادي وأمني منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في انتفاضة شعبية في 2011. وينتظر المعارضون أن يعزل الجيش مرسي بحلول موعد انتهاء المهلة لكن الرئيس الذي انتخب قبل عام في أول انتخابات رئاسية حرة في مصر قال في كلمة وجهها إلى الشعب عبر التلفزيون ليل الثلاثاء إنه مستعد للتضحية بحياته لحماية للشرعية. وقال متحدث باسم وزارة الصحة إن 16 شخصا قتلوا وأصيب 200 آخرون في اشتباكات عند جامعة القاهرة اندلعت ليل الثلاثاء بعد تعرض معتصمين مؤيدين لمرسي لهجوم باسلحة نارية. ووقع الهجوم على المعتصمين متزامنا مع كلمة مرسي التي رفض فيها تخليه عن منصبه بعد مظاهرات مناوئة لسياساته للمطالبة برحيله نظمتها المعارضة وشارك فيها ملايين المصريين. وقالت مصادر طبية إن سبعة أشخاص قتلوا في اشتباكات وقعت بين مؤيدين ومعارضين لمرسي في ثلاثة أماكن أخرى قريبة من جامعة القاهرة. وقال مرسي في كلمته إن أحدا لا يحق له أن يستبدل النظام القائم في البلاد. وأضاف محذرا "أقف بما أملك من قوة وإمكانيات وإرادة ضد من يحاول بأي شكل أن يرتكب عنفا أو فتنة." ومضى قائلا في الكلمة التي استغرقت 45 دقيقة "أقول للجميع من يريد غير الشرعية سيرتد عليه بغيه وربما يجر الوطن إلى اتجاه سيء جدا وأشياء اخرى لا نحبها." وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد دعت أنصارها إلى مسيرات يوم الثلاثاء تأييدا لمرسي الذي كان عضوا قياديا فيها. ومنذ أيام يعتصم ألوف المؤيدين للرئيس في ميدان رابعة العدوية بضاحية مدينة نصر في شرق القاهرة الذي لا يبعد كثيرا عن القصر الرئاسي. وردا على الكلمة دعا منظمو الاحتجاجات المناوئة لمرسي الحرس الجمهوري الذي يتولى حراسته لإلقاء القبض عليه. وقالت "حملة تمرد" في بيان "الرد الوحيد على بيان مرسي يجب أن يكون بالاحتشاد في الشوارع بالملايين بداية من الأربعاء (اليوم) ليسمع الرئيس الإخواني وجماعته صوت الشعب المصري العظيم الذي يعبر عن شرعية لا يدركها مرسي ولا مرشده." ويشير البيان إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع الذي يقول معارضون إنه يوجه سياسات مرسي لخدمة مصالح الجماعة. ووصف المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الوطني التي تقود المعارضة خالد داود الكلمة بأنها إعلان حرب أهلية لأنها تجاهلت مطالب المعارضة له للاستقالة. وكان مرسي قال في الخطاب إنه يشدد على استعداده للحوار مع المعارضة ومستعد لتشكيل حكومة ائتلافية لكن المعارضة التي تدعم حملة تمرد رفضت العرض. وقال شهود عيان إن متظاهرين في ميدان التحرير أطلقوا هتافات تطالب مرسي بالرحيل ردا على كلمته وإنهم هتفوا "إرحل إرحل مش عايزينك". وفي المقابل أظهرت لقطات تلفزيونية الألوف من مؤيدي مرسي في ميدان رابعة العدوية وهم يهتفون بعد الخطاب "يسقط.. يسقط حكم العسكر". ويشير هتاف مؤيدي مرسي إلى المهلة التي حددها الجيش للرئيس ومعارضيه لتسوية الأزمة. وقبل الكلمة بساعات طالب مرسي القيادة العامة للقوات المسلحة بسحب المهلة. وجاء في تغريدة على الحساب الرسمي للرئاسة المصرية بموقع تويتر "الرئيس محمد مرسي يؤكد تمسكه بالشرعية الدستورية ويرفض أي محاولة للخروج عليها ويدعو القوات المسلحة لسحب إنذارها ويرفض أي إملاءات داخلية أو خارجية." ونشر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بيانا في وقت مبكر يوم الأربعاء في صفحته الرسمية على موقع فيسبوك يقول إنه مستعد للدفاع حتى الموت عن شعب مصر ضد "كل إرهابي أو متطرف او جاهل". ونشر البيان الذي تصدرته عبارة "الساعات الاخيرة" بعد وقت قصير من كلمة مرسي. ونقل البيان عن وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي قوله "أشرف لنا أن نموت من أن يروع أو يهدد الشعب المصري.. ونقسم بالله أن نفتدي مصر وشعبها بدمائنا ضد كل ارهابي أو متطرف أو جاهل." ومع تأكيده على حق المصريين في التظاهر السلمي للتعبير عن مطلبهم لاستقالة مرسي عزز الجيش رصيدا كبير من التقدير يكنه له معظم المصريين. لكن بالاضافة الي الاصغاء الي صوت المحتجين فان الجيش يبدو ايضا ان لديه مخاوفه الخاصه بشان الطريقة التي يدير بها مرسي البلاد وخصوصا تحالفاته مع جماعات اسلامية متشددة والارتباط مؤخرا بدعوات طائفية الي حرب مقدسة في سوريا. ويصر السيسي -الذي تخرج من كلية الحرب العليا الامريكية في 2006- على انه لا يسعى الي السلطة على المدى الطويل. ويصدق الكثيرون من المصريين القوات المسلحة التي لها مصالح اقتصادية واسعة وتمويل سخي عندما تقول انها ليس لها أي مطمع سياسي. وقال دبلوماسي اوروبي بارز ان القوى العالمية لكن يكون امامها بديل سوى إدانة الجيش إذا عزل رئيس البلاد المنتخب حتى إذا كان الجنرالات يحظون بتأييد المحتجين في الشوارع.