تزامنت دعوة وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي، أمس، القوى السياسية إلى حوار اليوم «للخروج من الأزمة التي تشهدها البلاد حاليا» ودخل الجيش المصري بقوة إلى الساحة السياسية قبل موعد الاستفتاء على الدستور المقرر السبت، في الوقت الذي كان فيه طرفا النزاع من مؤيدي ومعارضي الرئيس المصري محمد مرسي يتجمعان أمس في الميادين في تظاهرات مليونية بعد انسداد أفق الحل السياسي. ووجه السيسي الدعوة إلى كافة أطياف الشعب المصري من سياسيين وإعلاميين وفنانين ورياضيين للقاء الأربعاء، من أجل عقد حوار للخروج من الأزمة التي تشهدها البلاد حاليا. ويقول مراقبون إن المؤسسة العسكرية المصرية القوية، عادت في الأيام الأخيرة إلى الواجهة التي غادرتها منذ تولي محمد مرسي الرئاسة كأول رئيس للجمهورية من خارج الجيش، لتكلف بالمساعدة في حفظ الأمن والنظام، وسط انقسام سياسي عميق في البلاد قد يضطرها للتدخل. وقالت جماعة الإخوان المسلمين في مصر التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي إنها ستشارك في الحوار الوطني المقرر اليوم الأربعاء، الذي دعا له الجيش لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد. وقال المتحدث باسم الاخوان محمود غزلان مؤكدا مشاركة الجماعة «الدعوة صريحة من الجيش بإذن من الرئيس. لو دعي أي واحد أعتقد انه مش (ليس) من اللائق أنه يتخلى». من جهته، قال حمدين صباحي عضو جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة إن الجبهة ستجتمع لتقرر ما إذا كانت ستشارك في الحوار الوطني الذي دعت إليه القوات المسلحة. فيما ظلت مخاوف الصدام واردة حيث شارك آلاف المصريين الليلة الماضية في مليونيتي (لا للغلاء والاستفتاء) أمام قصر الاتحادية و(نعم للشريعة) أمام مسجد رابعة العدوية. وجاء التحذير من اقتحام الاتحادية من مليونية المنافسة فى رابعة العدوية، حيث كرر الدكتور محمد البلتاجي (القيادي في جماعة الإخوان) تأكيده على أن ساعة الصفر هى محاولة اقتحام أسوار (الاتحادية) ووجه تحذيرا مبطنا للأقباط قائلا: «إن التقارير كشفت أن 60 في المئة من المتظاهرين أمام الاتحادية أقباط وأقول للأقباط بكل الحب لا تسمحوا لأحد أن يباعد بينكم وبين المسلمين إخوانكم فى الوطن». وفى تطور ذى صلة، أعلن رئيس نادى القضاة المستشار أحمد الزند أن 90 في المئة من القضاة يرفضون الإشراف على الاستفتاء على مشروع الدستور مما يرجح أن يظل موقف جبهة الإنقاذ المتوقع الإعلان عنه اليوم هو رفض الاستفتاء، حيث كانت المشاركة مرهونة بموقف القضاء وإن كان الحشد ب«لا» يظل واردا. من جهته، قال رئيس حزب الحرية والعدالة سعد الكتاتني في تصريح ل«عكاظ» إننا دعاة حوار وليس مواجهه أو صدام، مشددا على أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل جميع القضايا الخلافية. وحث الجميع على المشاركة الإيجابية في الاستفتاء ولو بالتصويت ضد مشروع. من جهة ثانية، ازدادت حدة التوتر بين الجانبين إثر مقتل أحد المعتصمين وإصابة 22 آخرين بجروح في هجوم شنه «بلطجية» ملثمون بالأسلحة النارية والبيضاء على المعارضين المعتصمين في ميدان التحرير بوسط القاهرة.