سخرت الولاياتالمتحدة الأميركية، الاثنين، من إرسال إيران قردا إلى الفضاء، معتبرة ذلك انتهاكا لقرار سابق للأمم المتحدة يدين برنامج طهران الباليستي. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند مازحة في بداية الأمر: "شاهدت مشاهد هذا القرد الصغير المسكين وهو يستعد للذهاب إلى الفضاء. لا نملك أي وسيلة تؤكد بطريقة أو بأخرى ما حصل له". وذكرت نولاند ب"المخاوف المعروفة" للولايات المتحدة إزاء "تطوير إيران تكنولوجيا تتيح إطلاق شحنات إلى الفضاء". ورأت المتحدثة أن "أي إطلاق في الفضاء لشحنة قادرة على وضع جسم ما في المدار، مرتبط مباشرة بتطوير صواريخ باليستية طويلة المدى". وأكدت مجددا أن "القرار 1929 الصادر عن مجلس الأمن الدولي يحظر على إيران القيام بأي نشاط على علاقة بصواريخ باليستية قادرة على حمل أسلحة نووية". وقالت إيران، الاثنين، إنها أرسلت "قردا حيا" إلى الفضاء على متن صاروخ في مسعى لإظهار قدرتها على تطوير أنظمة الصواريخ، والذي أثار قلق الغرب من إمكان استخدام التكنولوجيا نفسها في إطلاق رؤوس نووية. وأعلنت وزارة الدفاع عن إطلاق الصاروخ في الوقت الذي سعت فيه القوى العالمية إلى الاتفاق مع إيران على موعد ومكان لاستئناف المحادثات الرامية لحل الخلاف مع الغرب بشأن برنامجها النووي. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء الرسمية عن بيان لوزارة الدفاع قوله إن إطلاق الصاروخ إلى الفضاء تزامن مع ذكرى المولد النبوي التي حلت الأسبوع الماضي، ولكنه لم يحدد أي تاريخ. وقال البيان إن عملية الإطلاق هي "خطوة أخرى كبيرة" في تكنولوجيا الفضاء والأبحاث البيولوجية "التي صارت حكرا على دول قليلة". وقالت الوكالة إنه جرى تصوير القرد الصغير ذا اللون الرمادي وهو مثبت بمقعد مبطن في صاروخ كاوشكر، وصف بأنه "بيشكام" (رائد)، والذي قالت وسائل إعلام رسمية إنه وصل إلى ارتفاع أكثر من 120 كيلومترا. وقال وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي لوكالة أنباء فارس شبه الرسمية "عادت هذه الحمولة بسلام إلى الأرض بالسرعة المتوقعة بما فيها الكائن الحي". وأضاف: "إطلاق كاوشكر وعودته هي أول خطوة باتجاه إرسال بشر إلى الفضاء في المرحلة التالية". ولم يرد تأكيد من مصدر مستقل لعملية الإطلاق. وتشعر قوى غربية بالقلق من أن تستخدم تكنولوجيا الصواريخ البالستية طويلة المدى - التي يمكنها إرسال أقمار صناعية إيرانية إلى المدار - في إطلاق رؤوس حربية نووية نحو هدف معين. وقال برونو جروسل من مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية في فرنسا إنه إذا صح تقرير إرسال القرد إلى الفضاء فإنه سيعكس تحقيق إيران إنجازا هندسيا "كبيرا للغاية". وأضاف جروسل: "إذا كنت تستطيع إظهار قدرتك على حماية مركبة من هذا النوع من تداعيات العودة (إلى الأرض) فربما يمكنك حماية رأس حربية عسكرية من درجات الحرارة العالية والضغط المرتفع الناجم عن العودة". وأضاف جروسل أن إرسال القرد سيكون مماثلا لإرسال قمر اصطناعي يزن نحو ألفي كيلوجرام. ويعني نجاح العملية اكتساب قدرة على نشر صاروخ سطح-سطح بمدى يصل إلى بضعة آلاف الكيلومترات. غير أن مايكل إليمان، خبير التكنولوجيا الصاروخية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قال إن إيران لم تظهر "أي قدرة عسكرية أو استراتيجية جديدة" بهذا الإطلاق. وأضاف: "رغم ذلك فإن إيران لديها برنامج طموح لاستكشاف الفضاء يتضمن هدف إرسال الإنسان إلى الفضاء في الأعوام الخمسة المقبلة أو ما يقرب من ذلك وكبسولة مدارية مأهولة بالبشر بحلول نهاية العقد". وتابع: "إنجاز اليوم هو خطوة تجاه تحقيق هذا الهدف وإن كانت خطوة صغيرة". وكانت الجمهورية الإسلامية أعلنت عن خطط في عام 2011 لإرسال قرد إلى الفضاء ولكن وردت تقارير بفشلها.