أنجزت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض نسبة تتجاوز 85 في المائة من أعمال تنفيذ مشروع (متنزّه الدرعية) ضمن أعمال التطوير التي تنفّذها الهيئة في حي البجيري في الدرعية التاريخية، التي يشكل مشروع المتنزه أحد مكوناتها الرئيسة. ويقع مشروع المتنزه على ضفاف وادي حنيفة، حيث يربط بين ضفتي الوادي على كل من حي الطريف وحي البجيري على مساحة تبلغ أكثر من 60 ألف متر مربع، وجرى تصميمه بطابع تقليدي يلائم السمة التراثية للموقع، وينسجم مع مشروع التأهيل البيئي في وادي حنيفة. وبينت الهية في بيان لها أمس أن أهمية المتنزّه في وقوعه بين الحيين الأثريين، مشكلا مساحة مفتوحة للتنزه والاستمتاع بالأجواء الطبيعية والتصاميم العمرانية التراثية، حيث يضم بين ثناياه تكوينات طبيعية من نباتات وأشجار ومسطحات خضراء وصخور ومدرجات طبيعية تنتشر على طول المتنزه، إضافة إلى التكوينات العمرانية الجمالية التي راعت في تصميمها التراث التقليدي في أبنية الدرعية التاريخية، إلى جانب الطرق والممرات والجلسات والمحلات التجارية، ومواقع الخدمات العامة التي خصصت لخدمة الزوار. كما يتميز المتنزه بتداخله بشكل كبير مع المحيط العمراني لحي البجيري، وتناغمه مع النسيج العمراني للحي، حيث روعي في تصميم المتنزه انسيابية الحركة بين طرقه وممراته، وانتشار أجهزة الإضاءة والإنارة بين أركانه المختلفة، فضلا عن تخصيص جلسات مرتفعة للمتنزهين تطل على كل من وادي حنيفة، وأطلال حي الطريف الأثرية. كما روعي في تصميم المتنزه، إنشاء ساحة في الجزء الغربي من المتنزه أسفل حي الطريف، لاحتضان العروض الفلكلورية والثقافية، بحيث يمكن للمشاهد الجالس في مدرجات حي البجيري المرتفعة، متابعة هذه العروض بوضوح وراحة تامة. وبعد انتقال عاصمة الدولة السعودية إلى الرياض، عادت الدرعية إلى سكون وهدوء مشرق وأصبحت رمز العز والفخار بذلك الماضي المشرق المضيء، حاملة آثارها معها من النزهات الممتعة، والمفيدة للأسرة، لتلك البيئة التي ترعرعت فيها الدعوة الإصلاحية، وشهدت تأسيس الدولة السعودية.