دحض الازدحام الشديد، داخل أروقة وأجنحة دور النشر المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية، مقولة «العرب أمة لا تقرأ»، بعد أن ناهز عدد زوار المعرض في اليومين الأولين، ال 130 ألف زائر وفق مصادر المعرض، وهو ما أكده الواقع الملموس، وساعد في ذلك الإجازة الأسبوعية التي استغلها الكثيرون في تمضية أوقات شيقة والإبحار داخل الأجنحة بحثا عن الكتاب المفيد في كافة التخصصات العلمية والأدبية والثقافية. وتتصدر ندوة "الابتعاث آمال وتطلعات»، والتي يلقيها الدكتور محمد العيسى ويديرها الدكتور محمد حازم، الأنشطة والفعاليات الثقافية المخصصة لليوم، تعقبها ندوة ثانية بعنوان: «شبكات التواصل الاجتماعي وصناعة الرأي العام» بمشاركة فؤاد الفرحان، ريم السعوي وطراد الأسمري وتديرها نشوى السكري. ورصدت جولة قدمتها صحيفة «عكاظ» السعودية داخل المعرض، عددا من الزائرات من خارج منطقة الرياض اللاتي حضرن للتزود بالمعرفة من خلال التظاهرة الثقافية التي تشهدها مدينة الرياض في مثل هذا الوقت من كل عام، وقالت سميرة محمد أنها قدمت من الدمام لزيارة معرض الكتاب الذي تنتظره طويلا بحثا عن الكتب التي تساعدها في دراستها العليا على حد قولها ، فيما أشارت لمى العسيري، حضورها من محافظة محايل عسير بنصيحة منع شقيقها للاستفادة من الفعالية، التي تحوي الكتب والإصدارات الأدبية، ودعت وزارة الثقافة إلى تنظيم مثل هذه المعرض في مختلف مناطق المملكة. كما رصدت «عكاظ» تحسنا ملحوظا في التنظيم، من خلال سهولة حركة الزوار داخل دهاليز وأروقة المعرض، وانسيابية الدخول والخروج، وتتصدر كتب تنمية الذات والكتب الفكرية الأكثر قائمة الكتب الأكثر مبيعا، فيما بدت الروايات الأدبية، والتي كانت تحتل المرتبة الأول في السنوات الماضية تتراجع بشكل ملحوظ وفق العاملين في دور النشر المشاركة. واحتلت أحداث الثورات الشبابية الأخيرة في بعض الدول الشقيقة، صدارة عناوين ومطبوعات أجنحة مصر وتونس واليمن المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب الحالي، حيث شارك اليمن بثلاثة أجنحة تحتوي على 1291 إصدارا، تناول أغلبها أحداث الثورة اليمنية والانتخابات الرئاسية والتطلعات بعهد جديد، ومن بين هذه الكتب كتاب «الشعب يريد يمن جديد» للكاتب عبد السلام الدالي وكتاب«أشواق الحرية والآم المخاض» و«معركة أحرار اليمن مع الفرعنة الصالحية» لكاتبه فؤاد البنا، وكتاب «خطوة إلى اليمن الحديث»، والذي يتناول إرهاصات وأحداث وتحديات الثورة الشبابية الشعبية اليمنية. وعلاوة عن ذلك، لم تخلو الأجنحة اليمنية من كتب الأدب والتراث التي تتحدث عن القبائل اليمنية والعادات والتقاليد والموروث الشعبي، فيما كانت أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير حاضرة وبجلاء في أجنحة جمهورية مصر العربية، ومن بين هذه الإصدارات كتاب «إعلام ثورة يناير» تأليف الدكتور درويش البان تناول من خلاله تجربة الشباب المصري في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، وأثر ذلك في اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير، في حين شاركت تونس بخمسة أجنحة وتناولت معظم إصداراتها الانتفاضة وانتصارها، الوضع السياسي والاقتصادي قبل الثورة وبعدها.