ذكرت مجلة مجلة ساينس، العلمية الأميركية، أن جامعتين سعوديتين تبذلان جهوداً مكثفة للحصول على عقود مع علماء أجانب بهدف تحقيق مكاسب أكاديمية من خلال نشر أبحاث أولئك العلماء في مجلات البحث العلمي منسوبة إليهم باعتبارهم أساتذة في الجامعتين المذكورتين، وهي جامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك سعود في الرياض. ونقلت المجلة في مقال عنوانه "جامعات سعودية تمنح أموالاً في مقابل الاعتبار الأكاديمي"، عن عالم الفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد رورت كريشنر قوله إنه اعتقد للوهلة الأولى أن رسالة إلكترونية تلقاها من جامعة الملك عبد العزيز ربما كانت من قبيل رسائل الاحتيال والخداع، إذ عرض عليه أستاذ في علم الفلك بجامعة الملك عبد العزيز عقداً لوظيفة أستاذ مساعد براتب يبلغ 72 ألف دولار سنوياً، في مقابل الإشراف على مجموعة أبحاث في الجامعة، على أن يقضي أسبوعاً أو اثنين كل عام في حرم الجامعة، وحتى هذا الشرط قابل للمرونة. وبحسب المقال، فإن المطلوب من كريشنر أن يضيف جامعة الملك عبد العزيز لجهة ثانية لعمله في اسمه المسجل لدى معهد المعلومات بأبحاثهم العلمية، وقال كريشنر: حسبت أن الأمر لا يعدو أن يكون نكتة، وقام بتحويل الرسالة الإلكترونية إلى رئيس وحدته في جامعة هارفارد، لكنه فوجئ بأن زميلاً له يكثر الاستشهاد بنتائج أبحاثه في جامعة أخرى وافق على عرض جامعة الملك عبد العزيز، مضيفاً اسمها باعتبارها مكان عمله الثاني. وأشارت ساينس إلى أن أكثر من 60 أستاذا جامعياً أميركياً مسجلين على قائمة معهد المعلومات العلمية ممن يكثر الاستشهاد بأبحاثهم وقعوا عقود عمل بدوام جزئي مع جامعة الملك عبد العزيز بشروط مشابهة لما ورد في الرسالة التي تلقاها كريشنر. وأضافت المجلة أن جامعة الملك سعود نجحت في تسلق ترتيب تصنيف الجامعات العالمية بمئات الدرجات خلال السنوات الأربع الماضية من خلال مبادرات استهدفت بوجه الخصوص إضافة اسم الجامعة إلى المطبوعات البحثية، بغض النظر عما إذا كانت تلك الأبحاث انطوت على أي تعاون حقيقي مع باحثي جامعة الملك سعود. وأضافت مجلة ساينس أن المبادرات التي انتهجتها جامعتا الملك عبد العزيز والملك سعود تستهدف تحقيق نتائج في وقت أسرع، ونسبت إلى أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة الملك سعود محمد القنيبط قوله إنهما تقومان بشراء الوقت فحسب. وأشارت ساينس إلى أن الأكاديميين الذين قبلوا عروض جامعة الملك عبد العزيز ينتمون إلى عدد كبير من الكليات في جامعات تعد في صدارة صفوة الجامعات في الولاياتالمتحدة وكندا وأوروبا وآسيا واستراليا. وقال الأستاذ مدى الحياة لمادة الرياضيات بجامعة ولاية أوهايو في كولمبس نيل روبرتسون الذي وقع أحد تلك العقود إنه ليست لديه مآخذ على العرض، وأضاف: إنها الرأسمالية فحسب. لديهم أموال ويريدون بناء شيء من طريقها، وقال المتعاقد الآخر مع جامعة الملك عبد العزيز عالم الفلك جيري غليمور من جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة: الجامعات ظلت على الدوام تشتري سمعة الأشخاص، وهو أمر لا يختلف مبدئياً عن قيام جامعة هارفارد باستئجار باحث ضليع.