انتقد المرشد الإيراني، علي خامنئي، سعي السلطة الوطنية الفلسطينية للحصول على عضوية "دولة فلسطين" في الأممالمتحدة، واتهم الخطوة بأنها تنهي "حق العودة والحق بأراضي 1948،" ولكنه قال إن بلاده "لا تريد رمي اليهود في البحر" بل أن يقرر الشعب الفلسطيني مصيره بنفسه. وقال خامنئي، في كلمة افتتاح مؤتمر "دعم المقاومة" الذي تستضيفه طهران السبت، إن على الدول الإسلامية "سحب الدعم" عن إسرائيل، واصفاً اتفاقية السلام بين تل أبيب والقاهرة بأنها "معاهدة العار." وفيما يتعلق بحل القضية الفلسطينية قال خامنئي إن إيران "تقترح استفتاء الشعب الفلسطيني لتقرير مصيره بنفسه ولتقرير نظامه الحاكم كأي شعب آخر،" وتابع بالقول: "إيران لا تريد رمي اليهود في البحر ولا حكمية الأممالمتحدة بل يجب ان يقرر الشعب الفلسطيني مصيره بنفسه." وندد خامنئي بطلب السلطة الفلسطينية بالحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية قائلاً إن ذلك يعني "إنهاء حق العودة وحق الفلسطينيين في أراضي 1948،" وقال إن منظمة التحرير الفلسطينية "فشلت بمواجهة الاحتلال بسبب الابتعاد عن الشعوب وعن تعاليم الإسلام،" وفقاً لما نقلته وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية للأنباء. وفي الإطار عينه، تحدث خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس،" داعياً إلى "تحرير الأراضي الفلسطينية أولاً، ثم يتم البحث عن إعلان الدولة الفلسطينية،" محذرًا من تأثير طلب العضوية على "الحقوق والثوابت الفلسطينية،" وفق تعبيره. وكانت السلطة الوطنية الفلسطينية قد أقدمت على خطوة تاريخية قبل أيام، بتقديم طلب الحصول على العضوية الكاملة لدولة "فلسطين"، ليدخل مجلس الأمن بمناقشة تبدو "رمزية"، للطلب الذي تعهدت الولاياتالمتحدة مبكراً، بإجهاضه باستخدام حق النقض "الفيتو." وأعلن عباس، في خطاب أمام الجمعية للأمم المتحدة عن تقدمه بطلب للحصول على العضوية الكاملة لفلسطين بالمنظمة الأممية، في خطوة أثارت اعتراضاً واسعاً لدى الجانب الإسرائيلي، والذي وصفها بأنها تشمل التفافاً على اتفاق سلام يجب أن يتوصل إليه الجانبان أولاً من خلال مفاوضات مباشرة بينهما. وقوبل رئيس السلطة الفلسطينية بتصفيق حاد عندما قام برفع صورة من الطلب، بينما كان يتحدث على منصة اجتماعات الدورة 66 للجمعية العامة، والتي عُقدت على مدار الأسبوع الماضي، بمقر الأممالمتحدة في نيويورك. وقال عباس في خطابه: "بصفتي رئيساً لدولة فلسطين، ورئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية، تقدمت بطلب انضمام إلى الأممالمتحدة"، وفي ظل الربيع العربي أقول: "دقت ساعة الربيع الفلسطيني.. دقت ساعة الاستقلال"، مضيفاً: "لا أعتقد أن أحداً له ذرة ضمير أو وجدان يمكنه أن يرفض حصولنا على عضوية كاملة في الأممالمتحدة." وتابع قائلاً إنه "آن الأوان لأن ينال شعبنا حريته واستقلاله، وحان الوقت لإنهاء معاناة ملايين اللاجئين"، موضحاً أن الفلسطينيين هم آخر شعب محتل في العالم، مضيفاً قوله: "جئتكم من الأرض المقدسة لأقول بعد 63 عاما من النكبة.. كفى.. كفى.. كفى.. إن شعبي يريد ممارسة حقه للتمتع بالحرية كغيرة من البشر." في المقابل، رد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في خطاب لاحق أمام الحشد نفسه، على ما جاء في خطاب عباس، بقوله إن "الفلسطينيين يبحثون عن الدولة من دون السلام"، ودعا إلى "استئناف مفاوضات السلام فوراً وفي الأممالمتحدة." وذكر نتنياهو أن الفلسطينيين ليسوا مسلحين فقط ب"الآمال والأحلام"، كما ورد في خطاب عباس، وإنما مسلحون أيضاً ب"10 آلاف صاروخ، وصواريخ غراد التي تزودهم بها إيران، بالإضافة إلى نهر من الأسلحة الفتاكة يتدفق على قطاع غزة،" وفق تعبيره.