ألقى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مساء الخميس خطابا مقتضبا خلال أول ظهور علني له بعد الهجوم الذي استهدف مسجد النهدين بقصر الرئاسة أوائل حزيران-يونيو الماضي. وأكد صالح استمراره في الوقوف في وجه خصومه قائلا "سنواجه التحدي بالتحدي" وأشاد بصمود أنصاره ورعاية المملكة العربية السعودية له. وقال" أتوجه بالتحية لشعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج رجالا ونساء شبابا على صمودهم ومواجهة التحدي من قبل عناصر الإرهاب فشعبنا اليمني صامد وسيظل صامدا لكل أنواع التحديات التي تستهدف أمنه واستقراره والحرية والديمقراطية". وبدت الحروق واضحة على وجه الرئيس اليمني، وقال إن الأمر استلزم إجراء ثماني عمليات جراحية له. وقال:" نعم لقد أجريت أكثر من ثماني عمليات ناجحة وهي حروق نتيجة للحادث، كما أجريت عمليات لعدد من المسؤولين المتواجدين في السعودية". وتم نقل الخطاب من مستشفى عسكري بالسعودية حيث يتلقى الرئيس اليمني وعدد من مسؤوليه العلاج. وقال صالح " نحن نرحب بالشراكة في إطار الدستور والقانون وعلى أسس ديمقراطية في ظل دستور الجمهورية اليمنية". وأكد على ضرورة إعادة النظر "دون تعاطف أو مجاملة لأن الدستور قام في ظل نظامين نقيضين في شمال اليمن وجنوبه" مضيفا " أين الرجال الواعون الصادقون المؤمنون الذين يخافون الله ..لماذا لا يقفون مع الحوار..نحن لسنا ضد المشاركة مع كل القوى السياسية.. لا حاجة لأن يلوي كل واحد ذراع الآخر". وكرر صالح توجيه الشكر للعاهل السعودي قائلا " اسمحوا لي أن أتوجه بالشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على الرعاية الكريمة والاستضافة منذ أن وصلنا إلى أراضي المملكة العربية السعودية.. وقد حصلنا على رعاية كاملة.. وهذا ليس بغريب على المملكة السعودية". وعرض التلفزيون اليمني صورا لألعاب نارية أطلقها المؤيدون لصالح لدى ظهوره وإلقائه الخطاب. وقال نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي لمحطة "العربية" التلفزيونية الإخبارية لدى سؤاله عن موعد عودة الرئيس لليمن، إن الرئيس بحاجة لبعض الوقت حتى يتعافى من جراحه الخطيرة والحروق التي أصيب بها جراء الهجوم الإرهابي. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الثلاثاء، إن حالة صالح الصحية "جيدة بشكل عام". ولم يظهر صالح علانية منذ الهجوم، ما أثار تكهنات واسعة بشأن حالته الصحية، وكان آخر مرة وجه فيها خطابا لشعبه عبارة عن تسجيل صوتي بثه التلفزيون اليمني الرسمي قبيل مغادرته إلى السعودية لتلقي العلاج في الخامس من حزيران-يونيو الماضي. وكان المسؤولون اليمنيون أعلنوا الأسبوع الماضي أن صالح لا يزال في مرحلة العلاج، حيث يعاني من صعوبة في التنفس..